| أفاق اسلامية
من الفوائد العظيمة عند تدبر الآيات من سورة القصص عظيم دعاء موسى عليه السلام الرب جل وعلا وتعلق قلبه به وتضرعه وإنابته.
فبعد حادثة القبطي قال الله تعالى فيه:*قال ربي إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم< حيث اعترف عليه السلام بظلم النفس وطلب المغفرة مباشرة بعده، وفي موضع آخر يطلب من الله النجاة ويتوجه إليه وهو في حال من الخوف ويدعو الله جل وعلا كما ذكر ذلك الله جل وعلا: *فخرج منها خائفاً يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين<.
ثم بعد الأمن تضرع وطلب للهداية حيث يقول جل وعلا *ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل<، كما تجلى دعاؤه للرب عز وجل بعد ان سقى للمرأتين: *فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير<.
كل هذه الآيات تختصر حياة نبي من أنبياء الله وكيف انها في كل احوالها متعلقة بخالقها وفاطرها.. ففي حال الأمن تضرع ودعاء، وفي حال الخوف التجاء وإنابة وهكذا حال المؤمنين الصادقين لا تفتنهم ضراء ولا سراء..
وما أحلى ان يتضرع العبد وقت الرخاء خاصة، لأن إنابته وعودته حال الشدة قد يداخلها رغبة في الدنيا ويخالطها حب لحظوظ النفس. ان اقبال العبد على ربه وقت الأمن يدل على الإيمان القوي وهو من أكبر أسباب الثبات أيام الشدة وأوقات الفتن.. ولا تجد ثابتاً وقت الشدة إلا ألفيته وقت الرخاء أحسن ما يكون مع ربه.. ومن تأمل سيرة الأنبياء رأى عجباً.
|
|
|
|
|