كم ودَّعوه ودمع العين منسكبُ
والقلب منه طواه اليأس والعَتَبُ
مسافرٌ ملّه الترحال والسفر
قد ودّعوه ودمع الشوق يلتهب
ما قام من ألمٍ الا وعاد له
في بحر آلامه يجثو وينتحبُ
يطوي البلاد فهل بالبعد من املٍ
ولم يسلِّهِ اصحاب ولا نشب
لما تذكر داراً قد نأى ونأت
بكى فأبكى قلوباً شفّها النصب
ليت الدموع تداويه فيسكبها
لا فضل للقطر ان جادت به السحب «1»
إن الغريب غريب دأبه الألم
ما دام يبكي فراقاً فهو مغترب
لافرق في الصحب ان غنوا وان حزنوا
قد استوى من يواسيه ومن ذهبوا
ما عاد يحسب دمع العين صاحبه
ولا ابتسامات من عن حزنه رغبوا
يرى المعزين إن قلوا وإن كثروا
قصراً بناه من الاوهام ينخرب