أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 13th July,2001 العدد:10515الطبعةالاولـي الجمعة 22 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

كلمات معدودة
عصر الصحافة المتخصصة
د. محمد بن سليمان الأحمد
التخصص في هذا العصر أصبح السمة المميزة للكثير من الأشياء والأعمال بل وحتى الأشخاص إذ لم نعد نرى المؤسسة العامة أو الخاصة القادرة على عمل كل شيء، كما لم نعد نرى الأشخاص القادرين على العمل وبنجاح في كل موقع، لقد تحولنا الى عصر جديد هو عصر التخصص، فكل شيء يعتمد على التخصص بل وحتى تخصص التخصص وهو ما يعرف بالتخصص الدقيق.
والصحافة والتي كانت تعتبر آية هذا الزمان «النصف الأخير من القرن العشرين» استطاعت وسيلة جديدة ان تسحب منها هذا اللقب حيث أصبحت آية زماننا هذا «العقد الأول من القرن الحادي والعشرين» هي الإنترنت وقد دخل التخصص وتخصص التخصص الى الصحافة بنوعيها التقليدية أو الورقية والالكترونية أو الانترنتية ويمكن أن نقول أيضا ان الصحافة هي التي دخلت الى عالم التخصص. لقد كنا نرى مثلا صفحة أسبوعية واحدة في الجريدة اليومية وصفحة أو صفحتين في المجلة الأسبوعية متخصصة في الرياضة أو الفن أو الشعر الشعبي أو التقنية، أما اليوم فإننا نرى جرائد يومية، وليست جريدة واحدة، تصل صفحات بعضها أحيانا الى أكثر من أربعين صفحة يومية، ومجلات أسبوعية بل العشرات من المجلات الأسبوعية والشهرية ونصف الشهرية كلها من الغلاف الى الغلاف متخصصة في مجال معين، رياضة أو اقتصاد أو فنون أو شعر شعبي. دخول الصحافة عصر التخصص وبروز ظاهرة الصحافة المتخصصة واكتساح هذا النوع من الصحافة لبلاط صاحبة الجلالة يؤكده مانشرته جريدة الوطن الكويتية وعلى صدر صفحتها الأولي من ان وزارة الاعلام في دولة الكويت الشقيقة سوف تلغي تراخيص أربعة وثمانين مجلة مختلفة التخصص، يقول نص الخبر:«علمت الوطن ان قراراً سيصدر عن وزارة الاعلام بالغاء تراخيص 84 مجلة من تخصصات مختلفة، ويستند قرار الالغاء الى عدم اصدار أصحاب امتيازات المجلات المذكورة، وهي في المجالات الفنية والنسائية والاقتصادية مجلاتهم خلال ستة شهور».
في دولة صغيرة بسكانها وبمساحاتها مثل دولة الكويت الشقيقة تم الغاء صدور أربعة وثمانين مجلة متخصصة هذا الرقم الكبير يقودنا الى رقم أكبر منه وهو أعداد المتقدمين لاصدار مجلات متخصصة وخلال ستة أشهر فقط.
هذه الأرقام تعطي صورة ولو غير دقيقة للإقبال على الصحافة المتخصصة من المستثمرين ومن المعلنين ومن القراء، إننا بحق نعيش عصر الاعلام المتخصص والصحافة المتخصصة على وجه الخصوص وأي زائر لمحلات بيع الصحف «جرائد ومجلات» يجد في كل يوم العشرات من الاصدارات الجديدة المتخصصة في كل حقل من حقول الحياة.
القارىء الرياضي لم يعد يهتم إلا بالموضوعات الرياضية، والاقتصادي صار همه الأول متابعة الاعلام الاقتصادي وكذا صاحب الاهتمامات الفنية لا هم له إلا معرفة آخر مسرحية ومن هم أبطالها وآخر شريط غنائي نزل الى السوق، وقد نرى قبل منتصف القرن الميلادي الجديد، ان هناك صحافة يومية رياضية متخصصة في كرة القدم وحدها وأخرى في الفروسية وثالثة في سباق الدرجات، وقد تظهر الى الوجود صحافة يومية اقتصادية متخصصة في الأسهم وأسعارها وأخرى متخصصة في البنوك.
أما الصحافة الالكترونية ففيها حقيقة مواقع لتخصص التخصص ففيها مواقع تتحدث عن العسل وأخرى عن البيض و.. أنه حقاً عصر التخصص.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved