| عزيزتـي الجزيرة
شعور يتأجج بداخلي، بل حرقه بقلبي، لا استطيع ان اتجاهل ما آراه، وما يراه غيري من البشر.
تمزقت الانسانية، تجمدت المشاعر، انهارت الاخلاق، تبلدت الاحاسيس.
لكن ذلك لايعني شيئا عند هذه الفئة من الناس، فهم يتلذذون بذلك ويشعرون انهم اقوياء، وصانعو الاحلام.
من منا استطاع ان يتحكم بمشاعره، من منا هنئ بنومه ولم ينقض مضجعه ذلك اليوم، من منّا لم يتجرع مرارة هدم الطفولة واحلامها.
لست قادرة على نسيان ذلك الموقف.
لا اتمالك نفسي حينما يُذكر اسمه أمامي فهو اسطورة من اساطير التصفية.
فعندما اختار الموت لنفسه لا لأبيه، كان يصرخ بعبرات تتدحرج على وجنتيه كان في عينيه الكثير من الكلام.
كانت نظراته وهي ترمق العدو كأنها تقول: ستظل مهاناً، ستظل في الدرك الاسفل، وستظل عدونا الابدي.
وستبقى القدس لنا وفلسطين لنا، هذا ماكان يريد ان ينطق به ولكن الفرصة لم تحن له ان يعبر عما كان مكبوتاً في صدره الصغير او في قلبه اللين.
وفي انامله الضعيفة التي تلتقط الحجارة الا حينما ايقن مجيء الموت لا محالة، كان شجاعا حتى في آخر لحظة وهو يحرك شفتيه لينطق بكلمات قليلة يوجهها لوالده وهو يقول اني بخير وما اصبت به مجرد طلقة في قدمي، كان يخاف على أبيه ان يودع الحياة ولكنه ضحى مختارا الموت لنفسه، ولكن في مكنون صدره لم يكن يرغب بالموت لمجرد الخوف وانما ليناضل ويكافح من اجل الحفاظ على ارضه وحقوقه وعرضه، لكن القدر وحده منعه من الاكمال فتنهد بزفرات محرقة على صدر ابيه، وكأنه يعتذر له عن رحيله ولكن أباه والامة العربية جمعاء، لن تنساه، وسيظل مخلدا في الذاكرة ما ماحيينا وسيبقى درة في المفارق والمثال الأروع للتضحية.
فاطمة صالح الحويماني
|
|
|
|
|