أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 12th July,2001 العدد:10514الطبعةالاولـي الخميس 21 ,ربيع الثاني 1422

نادى السيارات

قف
الكامريون وملحمة التهور والتفحيط
محمد بن سعيد السابر
الكامَريّون نسبة إلى سيارة كامري، ، يُقال كمَر، ، يكمَرُ، ، فهو، كامرّي!
هؤلاء الكامَريّون وأمثالهم يستيقظون صباح/ مساء على ترنيمة واحدة «هات الطا، ، اركب الكا، ، وين التا، ، » حيث الطا، ، تعني الطاقية، والكا، ، تعني الكامري والتا، ، تعني التفحيط،
وطالما أن ثقافة المفطح والاستراحة والمحلات والعماير )طبعاً بجانب الوظيفة!( تسيطر على عقول وأوقات الكثير من الآباء والأمهات في هذا الزمن، فإن مسألة التربية واحترام الأنظمة والقوانين تكاد لا تحظى إلاّ بأقل القليل )هذا إن وجدت أصلاً!(،
لا شك ان احد الأسباب الرئيسة لتفاقم مشكلة التفحيط يعود بالدرجة الأولى الى كون ادارات المرور السابقة لم تنتهج مبدأ الحزم والصرامة )بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى( في التعامل مع هذه الفئة، فمنذ ان ظهرت مشكلة التفحيط الى حيز الوجود عام 1399ه )وكلنا يذكر هذا التاريخ( وادارات المرور المتعاقبة تصرّ على مبدأ فرض العقوبات الليّنة والمتدرّجة )انتبه، ، هاه، ، ترى، ، يا ويلك إن عدتها، ، لفت نظر، ، إنذار أول، ، إنذار ثان، ، ثالث، ، تعهد، ، سجن يوم، ، اثنين، ، ثلاثة، ، مصادرة السيارة اسبوع، ، غرامة 300 ريال، ، ، الخ( وفي غضون ذلك يكون هؤلاء المفحطون قد حصدوا ما حصدوا من أرواح واعاقوا من الاجساد ما الله به عليم علاوة على تشويه صورة هذه البلاد الطيبة المباركة وعلى مرأى من الجميع،
وتعجب من هذه الطروحات الإعلامية التي يخرج لنا بها البعض من حيث عدم وجود بدائل لهؤلاء المفحطين، ، سبحانه الله! وهل نسي هؤلاء القنوات الفضائية، ، الإنترنت، ، مباريات الكرة، ، المقاهي والمعسّل )!( وغير ذلك من وسائل ترفيهية بغض النظر عن كونها حلالاً أم حراماً، فالمفحطون أصلاً لايفرّقون بين الحلال والحرام، ومع ذلك، فإن هذه الشرذمة من المفحطين لا تهتم مُطلقا بأية طروحات بديلة من نفس المستوى )كإقامة السباقات والراليات( والدليل على ذلك ومن واقع المقابلات الشخصية العرضية مع بعض المغرمين بالتفحيط كون هؤلاء المفحطين ومشجعيهم لايلتفتون ألبتة الى احداث السباقات والراليات في وسائل الإعلام والتي لها ملايين العشاق والمتابعين حول العالم،
إذاً المسألة ليست في الوعي ولا البديل، وإنما في انتقال الفوضى من المنزل الى الطريق نتيجة تأصّل الفوضى في المنزل منذ الصغر )فالآباء مشغولون بجمع الأموال وشراء العقار، والأمهات بين المدرسة أو الوظيفة وفي الأسواق، فإذا حلّ المساء كانت هناك العزايم والدوريات ناهيك عن الوقت الذي تشغله القنوات الفضائية والإنترنت ما بين ذلك(، فإذا إضفنا الى ذلك إصرار ادارات المرور المتعاقبة على التعامل مع هذه الشرذمة من مبدأ اللطافة والتربيت على الأيادي والنصح والارشاد )!( فإنه ليس من المستغرب أن تنتشر ظاهرة التفحيط الى كافة المدن والقرى كالهشيم المحتظر،
إن المخرج الوحيد من هذه المعضلة التي يتأذى بسببها ويذهب ضحيتها الكثير من أفراد المجتمع هو مقابلة اسلوب التهور والقتل الذي يمارسه هؤلاء المفحطون بأسلوب مماثل من العقوبات القاسية التي تعمل على تطهير المجتمع من هذه الفئة الضالة حتى وان امتد العقاب إلى آبائهم بشكل أو بآخر، فالآثار السلبية لممارسة التحفيط لا تنحصر في الخسائر المادية أو البشرية فحسب، بل يمتد ذلك إلى تشويه صورة هذه البلاد المباركة اضافة الى ارتكاب انماط معينة من الجرائم كسرقة السيارات )بغرض التفحيط( أو السطو على المحلات بهدف سرقة النقود لإصلاح السيارة التي تلفت بسبب التفحيط!
إننا نأمل من ادارة المرور الحالية ان تنجح في القضاء على مفسدة التهور والتفحيط كما نجحت من قبل في فرض حزام الأمان، والله الموفق،

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved