| الاقتصادية
قبل أربع سنوات كانت أشهر الصيف في المملكة تعتبر فترة ركود اقتصادي وسياحي، حيث اعتاد المواطنون السفر الى الخارج واعتادت بالمقابل الفنادق والاسواق على الدخول في سبات اقتصادي صيفي طوال ثلاثة شهور، فكانت تقل حينذاك الحركة السياحية وتتدنى نسبة الاشغال في الفنادق فيما تنخفض معها الحركة التجارية في الأسواق رغم كل حملات الترويج و مغريات تخفيضات الاسعار للمشترين، غير انه مع انطلاقة الهيئة العليا للسياحة منتصف عام 2000م واهتمام سيدي سمو الامير سلطان بن سلمان اصبح القطاع السياحي يعيش نقطة تحول مسار واضحة المعالم وتغيرت بالتالي الصورة السابقة كلية، فلم يعد الصيف من فترات الكساد وصارت مدن ابها وجدة والمدينة والطائف وجهات سياحية مقصودة خلال الفترة نفسها للعديد من العائلات السعودية والخليجية التي كانت تفضل السفر للخارج لقضاء اجازاتها، وبارتفاع أعداد الزوار الى الداخل بعد ان اجتذبتها الفعاليات والمهرجانات والانشطة الترفيهية المصاحبة فقد شهدت الفنادق والشقق المفروشة اخيراً ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الاشغال وصلت الى 90% وهذا لم تعرفة قبل انطلاقة الهيئة العليا، كما ازدادت نسب مبيعات تجارة التجزئة وتجاوزت فيها توقعات كثير من رجال الاعمال والمهتمين بالانشطة التجارية، فالهيئة العليا استطاعت في وقت قصير ان تقلب المفاهيم السياحية في استقطاب الزوار الى المملكة معززة موقع المملكة السياحي وكأحد ابرز الدول في منطقة الشرق الاوسط، واهم ما يميز الهيئة العليا هو نجاحها في مزج السياحة بالتسوق، فالسائح يستمتع بزيارة المدن اضافة الى استفادته من التسوق الراقي وبأسعار منافسة، وهذه هي المعادلة الذكية التي وضعت المملكة على خارطة السياحة العالمية، كما تقوم الهيئة العليا حالياً بالعمل على ترويج الفرص السياحية الاستثمارية بطريقة منتظمة وبالتنسيق مع المؤسسات والاجهزة الاخرى نظراً لوجود كثير من تلك الفرص الاستثمارية التي لا يعرف عنها المستثمرون المحليون والأجانب موفرة لهم المناخ المناسب لتنشيطها وترويجها عن طريق الدراسات والندوات والمؤتمرات وطرح افكار يتناقشون فيها حول الاشكاليات التي تعترض هذه الصناعة المتنامية يومياً يبحثون على ضوئها الفرص المتاحة في المملكة ومن ثم يطلقون المشروعات الجديدة لاستقطاب المزيد من السياحة بحيث تصبح صالحة للتنفيذ في اقرب وقت ممكن لتساهم بشكل كبير في الحفاظ على نشاط الحركة الاقتصادية، ومن الأخبار السارة ماقام به عدد من المستثمرين المحليين في استثمار مليارات الريالات في انشاء فنادق وابراج ومنتجعات سياحية طموحة بهدف تحويل مناطق صحراوية تقع بموازاة الساحل الغربي والشرقي الى ضواح ضخمة متكاملة الخدمات والتسهيلات مقامة ضمن حدائق ومساحات خضراء شاسعة تضاهي في انشائها مثيلاتها الاوروبية جنوب البحر المتوسط، واذا ما اخذنا في الاعتبار ارتفاع حجم الطلب المتوقع على الخدمات السياحية فإن الاستثمار السياحي واعد ومشجع لتنفيذ المزيد منها خلال السنوات القليلة المقبلة،
|
|
|
|
|