|
| الثقافية
اجمل ما في الواقع انه يحبذ لنا الجنون احيانا.. يفجره في لحظة يأس.. شوق.. في صوت ما.. يخترق التكنولوجيا المسموعة والمرئية.. يجوب بنا ما قد نلمسه في حالة غياب عن الوعي.. زخم من الانفعالات.. ينهال كالسياط على الرغبات والتطلعات.. يقيدنا بإرادتنا الى ما لا نريد ان نجد له تفسيرا مقنعا.. الا اننا نمارس تلك السعادة بطقوس قبيلة عثرت على غزال تملأ به موائدها البدائية تحت حرارة لهب مندلع من جذوع واغصان.. وطبول تقرع بلا نهاية.. تأكيداً على موكب من الزهو يتجدد لحظة تلو اخرى.
حالة حزينة.. نحن مسؤولون عن تفشيها.. نمهد لها ترتيبات في الذاكرة.. كي تظل عالقة بها كما تعلق بقايا جثة في فك سمكة قرش.. تظل تستحلب كل جزء منه حتى تكتفي.. وإن أصرت علينا الرغبة احيانا ان نكف عن الانسجام مع ما يجب ان تبقيه الذاكرة خامدا كبركان خبيث.. الا اننا نسعى لاستفزازها مرارا.. حتى يصبح احساسنا بالمرارة ناضجا.. ومتكونا.. حينها ندرك اننا ربما استطعنا ان نرد على ما كانت تحاول قوله الحاسة السادسة يوما.. تلك التي تتعاون مع الحقيقة بصورة سرية بحتة.. ودائمة.. ترقبنا ونحن ننساق خلف دوافع اصرار.. شبيه بذلك الذي يعتري الابطال.. اصرار ما ان يبدأ بالنمو حتى يعود معاقا لأسباب تأتي متحدية لكل الحسابات المدروسة بإتقان تحت اسم «الاخلاص» فنرفض ان تكن لنا ملامح المنهزم.. ونتابع.. ونحن نتلمس النزف الذي يبكي تحت اغطية ثقيلة من الضحك الذي تخلقه سخرية الاحداث..
ترى ما الذي نحمله في اعماقنا.. .؟؟هل هي الذاكرة المستهترة التي ترفض ان نستنتج من التجربة واقعها الحقيقي تحت اتهامات مبهمة يأتي على رأسها «الكبرياء»؟؟ام انعطافات ساخرة ومشوشة في بنود ما يجب ومالا يجب؟؟هل تلك اللحظات التي يجيد فيها الواقع خلق هذه الحالة من الجنون العابر المؤقت مقياس للتأكيد على مقارنة جنون الحدث نفسه؟ ام هي لغة الانسان الحديث الذي استحدث هذه الاشكالية من التيه؟ وان كان التيه والجنون هما العنوان للغة العصر، هل يقف الاستفزاز الذهني دون المعرفة والتحدي عن انهزامية «لا ادري؟؟».
ان كان الجنون دافعا للتحدي.. وفاتحا لشهية الاقبال والمعرفة.. فأنا او المجانين..
ماذا يهم؟
سألتك:
ان كنت هنا او كنت في الصين.. ان كنت في الصين او في ادغال افريقيا.. الست اختار الواني كما أشاء.. وامهد لاجنحتي ان تحلق كيفما تشاء.. واحتضن في اعماقي ما يلهمني او حتى يعيقني؟؟
فاختر اذن ما شئت على طريقة العباقرة.. فعالمي كهرباء.. كتب علي صدفة: (اخلي مسؤوليتي من اي كارثة!!)
ealdabbagh@yahoo.com
|
|
|
|
|
