| مقـالات
لكل شعب من شعوب العالم اهتمامات قد تسمى هواية تمارس طقوسها في المناسبات وحتى في التجمعات ربما ينتمي البعض منها إلى الفلكلور الشعبي فنجد أن شعب الجزيرة )يشمل معظم دول الخليج( يمارس هذه الهواية بما نسميها بالعرضة )النجدية( وإن اختلفت قليلا من مكان إلى آخر وإنما هي عبارة عن ترديد قصائد جماعية يقوم على أدائها مجموعة واحدة أو أكثر إلى درجة أن مهرجان المدينة المنورة لهذا العام قد رصد ما قيمته كما نشر في الصحف ثمانية عشر مليون ريال لشعراء العرضة وهو مبلغ في تقديري ضخم جداً كان من المفروض أن يوزع على أنشطة أخرى لا تخرج عن محتوى المهرجان التسويقي وتدخل في نطاقه. أما في إسبانيا فالمعروف أن الهواية الشعبية السائدة هناك هي مصارعة الثيران ومع أن العالم الغربي بالذات ينزعج من تعذيب الحيوانات وهناك جمعيات كثيرة للحماية وعلى رأسها الكلاب والقطط فإن الإسبان لا يلتفتون إلى نداءات الاستنكار لأن هذه الهواية أصبحت مألوفة إلى درجة العشق. ولست أعرف هواية أكثر انتشاراً في دول أمريكا اللاتينية من لعبة كرة القدم ومع أنها تمارس في أغلب أقطار العالم إلا أن تلك الدول قد بزت غيرها لذا فهي تحصد الجوائز في القيام بها ما يفوق غيرها، ولعل الهواية البغيضة هي تلك التي يمارسها الشعب البريطاني عامة ألا وهي هواية المراهنات أذ أن ثلاثة من الأصدقاء عندما يجلسون في أي مكان عام تجدهم يتبارون في أي ممارسة تفضي إلى ذلك الاتجاه من بينها )على سبيل المثال( المراهنة على من يدخل المكان الذي يجلسون فيه )هل هو رجل أم امرأة( أما سباقات الخيل فهي تحظى بعناية فائقة لأنها تمثل تلك النزعة في الرهان ويقال إن مالك محلات )الهاردزوي( الشهيرة في لندن قد خسر كافة ما يملك في نوادي القمار مما جعله يضطر إلى بيع تلك المحلات إلى ثري عربي حتى يسدد التزاماته المالية التي كانت تهدد )إن لم يفعل( بدخوله السجن.
ولعلنا نرى أن الهوايات عند الشعوب تختلف ومع ذلك فإن البعض منها يمكن احتماله بينما لبعض الدول الأفريقية ما لا يمكن احتماله لأنها دموية والآخر يدفع ثمناً غالياً عند ممارسته.
ولا أدري هل في هذه المعلومة فائدة للقارىء أم أن الرقم الذي قرأته عما سوف يتقاضاه شعراء العرضة في مهرجان المدينة المنورة هو الذي أوحى لي بهذه الخاطرة العابرة وأثار استغرابي في الوقت نفسه.
للمراسلة ص. ب 6324 الرياض 11442
|
|
|
|
|