| مقـالات
كان الأطفال متوردين بالنظافة بعد استحمام بشامبوهات لطيفة وغير مسيلة للدموع، وخدودهم قد استنارت واستدارت بفعل ألبان المزارع الكثيرة التي تطوق الرياض وتبعثها في شاحنات فجراً الى الرياض.
والمكان نظيف ومكيف ويحاول أن يكون قاعة مسرحية، لكن ستارة المسرح تفقد هيبتها وجلالها المعهودين، لكن العين لا تخطئ مقدار الحرص على النظافة ورائحة مطهرات طفيفة كانت بالتأكيد قد سلخت أيدي آسيوية قد أنفقت سويعات من عمرها هنا تغني وتغزل جسورا للعودة تحملها على بساط طائر الى أمكنة لا تتكثف بها رائحة المطهرات.
الأمهات الضجرات كنّ يتوارين قليلا عن المشهد، في قاعة اخرى يتداولن فناجين )الكابتشينو(، ويختلسن نظرات خاطفة الى وجوه الحاضرات وأرديتهن وبعض الواجهات التي تخبئ خلفها بعض المعروضات، يرطبن بها سعارهن الأزلي للاقتناء.
ويندبن حظوظهن مع أزواج مملين لا يعرفون اقتناص مناسبات البهجة والاحتفال، أو جلب الورود الشوكولا في الأعياد، أو نزهة تحت قمر ينثر نشوته الأولى، ويستبدلن كل هذا، بلهاث دائم لتظل الثلاجة وبطن الصغار ممتلئة، وليظل الخدم يقبضون على رواتبهم في مطلع الشهر !!!!
الآسيويات العاملات يدثرن أوجاعهن ويرممنها بصور الأحبة في ذلك المكان البعيد النائي، ويرتدين أردية غريبة ليقمن بعمل مسرحية غربية تلهي الاطفال المتوردين عن بعثرة مزاج )الماما( في حضرة فنجان الكابتشينو، وتسري إشاعة بأنها مسرحية سندريلا يهيج الاطفال مرحا بانتظار تلك الجميلة المضيئة التي تلتمع على قناة )ديزني( والتي تحول )القرع( الى عربة ملوكية فارهة.
ولكن في آخر لحظة يقرر الآسيويات تغيير المسرحية لأن )سندريلا( أو تلك التي ستؤدي دورها مشغولة بعمل )مينكير وبديكير( لأحد الزبائن، فيرتدين بدلات )توم وجيري، وتوتي، وبوسي كات( ويتراكضن على المسرح في هرج ومرج ويتراكلن ويزعقن ويفعلن أي شيء تستطيعه أجسادهن المنهكة لإضحاك الاطفال، الذين يرنو كل منهم الى المسرح، ومربيته الآسيوية تحاول أن توصل اليه فحوى أو معنى المعنى، فيتشاغل الاطفال عن كل هذا بأقماع )البوب كورن(.
تطل إحدى الأمهات برأسها يقرصها الشوق الوغد وتشعر بالغيرة من التصاق طفلها بمربيته، لكن تطمئن نفسها أنها ستأخذه بنفسها إلى مسرحيات أجمل في الخارج أثناء اجازة الصيف، وتعود تهرول الى صديقاتها، يكملن كتابة قصائد الهجاء في أزواج مملين وشرسين ولا يبعثون على البهجة.
email:omaimakhamis@yahoo.com
|
|
|
|
|