| مقـالات
ü انطلقت «النكتة البذيئة» في الفضاء فرصدتها شاشة الجوال وجاءت بها مرموقة وعليها لوحة المرسل دون حياء!
لقد وجدت هذه النكتة الفاسدة في الجوال فرصتها في الحرية للقفز على حدود الدين والعرف، وطار بها السفهاء من الناس فتناقلوها وتهادوها وضحكوا عليها! فأمست لهم أدباً وسمراً يعجبون به ويعلقون عليه!
ولم يستشعروا بالسخرية المبطنة فيها بالدين والا خلاق والناس، ولم يحسوا بما تحمله من فجور وفاحشة وقذف وإفك!
لقد تعامل مروجوها معها على انها نكتة، بينما هي «نكتة» سواد في ثوب الاخلاق الابيض الناصع، لابد من مراقبتها ومكافحتها والقضاء عليها كما نقضي على البعوض والذباب والحشرات البيئية الضارة!
ولقد أثارتني في منتصف ليلة مضت «رسالة جوالية» هي عبارة عن نكتة لكنها تقذف شعبا من الشعوب انتمي اليه بتهمة ينبذها الدين والعرف! لم اقدر نفسيا على تحمل هذه الرسالة التي جاءت مرموقة برقم جوال المرسل لها، وفي نهار اليوم التالي اتصلت على رقم المرسل عدة مرات في ازمنة مختلفة من النهار فلم يرد علي، وفي المساء اتصل علي شخص ليسألني: ما سبب اتصالي على ذلك الرقم؟ قلت له: إنه قد بعث لي رسالة بذيئة يُعاقب عليها الشرع بجريمة القذف العلني الذي لايحتاج الى بنية فرقم المرسل مكتوب على جسم جريمته! فأجاب ذلك الشخص: ربما بعثها اليك على وجه الخطأ لا على وجه التعمد! قلت له: إذن عليه أن يعتذر! عرَّف عن نفسك وعن صاحب الجوال، فعقب قائلا: سأستفهم عن الموضوع وأتصل عليك!
لقد أثارني هذا الشخص باتصاله، وأدركني الفضول لمعرفة صاحب الرقم المرسل، وسألت مسؤولاً بالهاتف: أليس في نظام الهاتف قانون يعاقب من يُرسل رسائل بذيئة تخالف الدين والعرف؟ ضحك المسؤول وقال: أنت أول واحد يشتكي رسميا من رسالة جوال! ليس لدينا في النظام عقاباً مقنناً لمثل هذا! قلت: إذن سنظل نتلقى رسائل خارجة عن الأدب وعليها ارقام مرسليها حتى يفكر الهاتف بنظام يعاقب فيها هؤلاء اللصوص الذين يسرقون الاخلاق في النهار ومعهم مصابيحهم المضيئة! فمن أمن العقاب أساء الأدب، ومن خاف العقاب استقام على منهج قويم لايزيغ عنه زائغ إلا كان عُرضة لقطع جواله فترة من الزمان يؤوب خلالها الى رشده لتعود إليه بعد حين خدمة الجوال ليستخدمها بأسلوب مؤدب لايؤذي فيه عباد الله الآمنين!
ولا يكون فيها مصدراً لترويج النكات البذيئة الفاحشة الفاجرة التي تثلم الدين وتقدح في الاخلاق وتشيع بين المؤمنين سيىء القول!
تأثير مستشاريك على قرارك!
ü في كل لحظة من لحظات الحياة يتخذ الانسان قراراً بالقول او الفعل، والواقع ان مصدر هذا القرار هو القلب او العقل او هما معاً!
والقرار العقلي دائما حاسم ومرتكن الى أساس قوي، ولا تجد أنك في المستقبل بحاجة الى تغييره، وقلَّ أن تندم عليه، وهو في التصرفات المادية المحسوسة هو القرار الأفضل!
أما القرار القلبي فهو للأمور المعنوية أفضل بما يحمله من معاني الرحمة والعطف ودلالات المشاعر وصورة الروح الإنسانية، ولكنه محمول على جناح الخيال وكثيراً ما احتاج الإنسان الى تصحيحه في المستقبل وكثيراً ماندم على تقريره!
ويتنازع الإنسان في تصرفاته مستشاراه العقلي والقلبي كلاهما يقدم المشورة للإنسان، وكلاهما يريد أن يؤخذ برأيه وحده، ولكن على الإنسان أن يستقبل مشورة العقل والقلب ويضعهما أمامه في صورة الحكم الذي يريد إصداره، ثم يصدر حكمه استناداً على المشورتين معاً، ذلك لأن الاحتكام الى مشورة العقل فقط فيه جفاف وقسوة، والاحتكام الى مشورة القلب فيه غرر وندم! ولكن الاستناد الى نصحهما معاً فيه غالبا صواب وصدق.
فانتبه الى المستشارين المتنازعين داخل نفسك كن لهما رأس الميزان واجعلهما الكفتين ووازن بينهما لتخرج في النهاية بقرار متوازن سليم يحمل صدق الواقع وصفاء الشعور محققا لك بإذن الله السعادة والنجاح.
بريدة ص.ب 10278
|
|
|
|
|