أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 11th July,2001 العدد:10513الطبعةالاولـي الاربعاء 20 ,ربيع الثاني 1422

تحقيقات

العاملون الجدد:
) الجزيرة ( تواصل رصد خطوات السعودة في كبائن الهاتف والأسواق التجارية والخضار
نعم عانينا في البداية وعانى معنا الزبائن أما الآن وبعد عام فكل شيء على ما يرام
* تحقيق- منصور السعيدان
يحظى المواطن من ابناء هذا البلد باهتمام المسؤولين من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين في سبيل توفير اقصى سبل الراحة والمعيشة لأبناء هذا البلد المعطاء وذلك من خلال التخطيط السليم والمدروس والنظرة المستقبلية بعيدة المدى لمتغيرات وظروف الحياة التي يعيشها العالم في وقتنا الحاضر، ونجد ذلك جليا في الخطوة الجريئة والصادقة للمسؤولين وذلك من خلال برامج السعودة والتي تأتي ابتداء من سعودة اسواق الخضار ومرورا بالكبائن الهاتفية وأسواق بيع المواد الغذائية والبقية تأتي تباعا..
ونحن ومن خلال هذا التحقيق نلقي الضوء على هذه البرامج وذلك من خلال اللقاء مع بعض المواطنين العاملين في هذه المجالات.
وقد بدأنا جولتنا داخل سوق الخضار والفاكهة بمحافظة الخرج، حيث التقينا بأحد اصحاب المباسط عبدالرحمن بن عبدالعزيز الحويطان الذي يعمل في السوق منذ سنوات حيث قال إن قرار سعودة اسواق الخضار من القرارت الحكيمة والتي كنا ننتظرها بفارغ الصبر، لخبرتنا في السوق ومعرفتنا بالعائد المادي الجيد لأن ابناء البلد أهم أولى بخيراته. ناهيك عن ان المواطن يهتم بجودة البضاعة والصدق مع الزبون وعدم الغش اكثر من الاجنبي والذي ينصب اهتمامه في الربحية بالدرجة الاولى بغض النظر عن اي شيء آخر.
وحول سؤاله عن ما يردده كثير من الناس ممن يشتكي من تعامل الباعة المواطنين وان فيه شيئا من الجفاء والغلظة وغلاء الأسعار؟
اجاب: قد أكون معك في هذه النقطة ولكن في بداية سعودة الاسواق ولكن وبعد مرور سنة بدأ الاخوان هنا يتعودون على اجواء السوق ويتقنون فن مهارة البيع والشراء من الحلم وعدم التسرع مما سهل لهم عملية الاخذ والعطاء مع الزبون.
اما ما يخص غلاء الاسعار فالعكس المواطن في بيعه اليوم أرخص من بيع الاجنبي في ذلك الوقت ولكن العملية نفسية بالنسبة للمشتري حيث ان الاجنبي في السابق يرفع السعر في البداية ثم يقوم بانقاص السعر امام المشتري فيتوهم المشتري أن صاحب المحل الاجنبي قد أرخص له السعر وهو في الحقيقة قد رفع عليه السعر عاليا جدا في البداية.
وكذلك هناك نقطة مهمة يغفلها المشتري وهي ان السوق عرض وطلب وأن أسعاره تختلف يوما عن يوم فنجد ان صندوق الطماطم مثلا يساوي اليوم 5 ريالات بعد اسبوع قد يصل الى 50 ريالا فسعره غير مستقر.
* وفي سؤاله عن مدى ما يجدونه من تشجيع وتعاون من المواطنين؟
ـ قال: الحمد لله نجد كل تشجيع وتعاون وتفهم من اخواننا المواطنين وذلك طبعا ينم عن ادراكهم ووعيهم بالمسؤولية، نعم قد نكون عانينا في بداية سعودة السوق وذلك لجهل اصحاب المباسط بأسلوب فن البيع والشراء ولكن وبعد مرور عام الآن اصبح مرتادو السوق ينعمون بوفرة السلع داخل السوق من جميع ما يحتاجونه وبأفضل الاسعار مما اعطى انطباعا جيدا لدى الزبون.
السوق بلا رقابة مسائية
* وعن العقبات التي تقابلهم داخل السوق؟
ذكر أنهم يعانون من قلة المراقبين من البلدية داخل السوق وخاصة في المساء فيقول: من المفترض ان يكون هناك اكثر من مراقب في السوق وفي جميع الاوقات للمحافظة على توازن السوق منعا للمخالفات التي قد تقع من البائعين.
كذلك من الامور التي ينبغي التنبيه عليها هو شركة العمال الخاصة بنقل بضائع الزبائن حيث يوجد منهم اكثر من 60 عاملا بدون مسؤول مما يسبب الكثير من المشاكل سواء بينهم أو بين الزبائن.
وأخيرا انصح جميع اخواني الجالسين بدون عمل ان يعملوا داخل اسواق الخضار والفاكهة ففيها دخل جيد للفرد اذا هو اخلص في عمله وصدق النية مع الله سبحانه وتعالى.
كما اتوجه بالشكر بالجزيل لحكومة خادم الحرمين الشريفين على هذه الخطوة الجريئة والجيدة والتي نحن الآن نجني ثمارها داخل السوق.
كنت خائفا من الفشل
وفي حوار آخر داخل السوق مع بندر بن سعد الحماد الذي يحمل شهادة الكفاءة المتوسطة ويعمل في السوق منذ اكثر من سنتين حيث قال في البداية كنت متخوفا جدا من صعوبة العمل خوفا من الفشل فيه، والمشقة المحتمل ان تحصل لي ولكن ولله الحمد ومع مرور الوقت بدأت أتأقلم في العمل وبدأت أحس بالراحة النفسية والسعادة لأن الانسان عندما يعمل ويحصل على رزقه بتعبه وكده ومن طريق مشروع حلال ينعكس ذلك على نفسيته ويزداد حبه في العمل ونتيجة ذلك يحصل التوفيق من الله سبحانه وتعالى.
وعن من شجعه على الاقدام على هذه الخطوة؟
ـ اجاب بأن الفضل في ذلك يرجع الى الله سبحانه وتعالى ثم تشجيع الوالدين وحثهم لي على العمل داخل السوق ودعمهم لي في بداية مشواري فقد كان لهم الدور الكبير في ذلك من تأييد ودعم لامحدود اجده منهم.
وعن سؤاله عن موقف الزملاء والاصدقاء من عمله داخل السوق؟
قال: وجدت منهم كل تشجيع وتأييد، بل يحضرون لي في داخل السوق في اوقات فراغهم ويقدمون لي كل ما احتاجه من مساعدة ومشورة.
نعاني من طول المدة
وعن الصعوبات التي يواجهها من يعمل داخل السوق؟
اجاب بأن أكبر معضلة تقابلنا هي طول فترة العمل داخل السوق حيث تمتد من الصباح الباكر الى الساعة 10 مساء وهذا وقت طويل جدا لا يستطيع الشخص الواحد القيام به فيستوجب وجود اكثر من شخص للعمل في المحل وهذه هي المشكلة التي اعاني منها لست وحدي فقط وإنما جميع العاملين في السوق.
وسألناه: هل دخل اصحاب المباسط ومحلات الفاكهة يغطي دخل الفرد السعودي؟
فقال الحمد لله العمل داخل السوق فيه من الربحية الشيء الكثير ولكن كما ذكرت سابقا المشكلة تكمن في طول فترة العمل فقط.
نجحوا بكل اقتدار
وفي لقائنا مع احد المواطنين القادمين للتسوق داخل السوق قال بندر بن مرشد اليحيا عن مدى رأيه في أوضاع السوق وخصوصا مرور عام على سعودته: ان الفكرة في بدايتها وجدت كثيرا من الانتقاد عند البعض كيف ان المواطن يجلس داخل السوق ويعمل فيه الى غير ذلك من التبريرات غير المقنعة ولكن الآن وبعد مرور سنة رأينا كيف أبدع الشباب في السوق وأجادوا في عملهم وأصبحوا يتحملون المسؤولية الملقاة على عاتقهم فأثمر عملهم فأحبوه ونجحوا فيه.
الحر شديد
وفي لقاء مع أحد اصحاب المباسط العاملين في السوق قال باسم بن محمد الدوسري عن الأشياء التي يرى بأن السوق في حاجة إليها حتى يكون الاداء داخله أفضل مما هو عليه الآن قال إن الجو الذي نعيش فيه هنا حار جدا ناهيك عن الأتربة والغبار التي تأتي باستمرار مع دخول فصل الصيف وهذا يؤثر كثيرا على البائعين داخل السوق وعلى البضاعة وعلى المشتري كذلك حيث ان السوق مكشوف وغير مكيف فلو عمل السوق على شكل محلات تجارية ومكيفة لأصبح أداؤه افضل مما هو عليه الآن حيث ان شدة الحرارة تؤثر على الخضار كثيرا مما يتلفه ناهيك عن البائع وما يتعرض له من شدة الحر فهذه من الاشياء التي جعلت الكثير من البائعين يترك العمل داخل السوق مما يتعرضون له من شدة الحرارة في الصيف وكذلك في فصل الشتاء نعاني من شدة البرودة.
وكذلك احب ان أشير في هذه الصدد الى وجوب وقفة المسؤولين معنا حول قضية قيام بعض الاشخاص ببيع الخضار والفاكهة في الأماكن غير المرخصة بالبيع فيها مثل الأرصفة وعند التقاطعات، حيث تكثر الرقابة علينا هنا في السوق من قبل البلدية ونقوم بدفع رسوم المباسط السنوية بينما نجد هناك من يقومون بالبيع في الاماكن غير المسموح بالبيع فيها، فنحن نطمح الى ان تكون هناك وقفة صادقة مع المسؤولين حيال ذلك.
الكبائن الهاتفية
توجهنا الى موقع آخر شملته القرارات الحكيمة للسعودة ألا وهو الكبائن الهاتفية.
وفي لقاء مع بندر بن حمد الموح الذي يبلغ من العمر 18 سنة ويحمل شهادة الكفاءة المتوسطة. وسألناه عن مدى ارتياحه للعمل داخل الكبينة؟
فقال إن العمل مريح جدا اذا ما علمنا انه لا يعتمد على كثرة الحركة وفي مكان مجهز ومكيف.
وعن سؤاله عن المدة التي يقضيها داخل الكبينة؟
قال: إنه يقضي فيها 4 ساعات يوميا من الساعة 4 مساء الى الساعة الثامنة حيث ان عملي اليومي مقسم بين سوق الخضار صباحا وبين الكبينة مساء.
وحول سؤاله عن العمل داخل الكبينة هل هو وقتي ام مستديم إذا ما اخذنا في الاعتبار شكوى اصحاب الكبائن من ترك السعوديين لها؟
قال: حقيقة ألتمس للعاملين داخل الكبائن العذر اذا ما علمنا ان راتب الموظف داخل الكبينة 20 ريالا في اليوم بواقع 5 ريالات عن كل ساعة بمعنى ان راتبه الشهري لا يتجاوز 600 ريال في الشهر فهل هذا يكفي لأن يكون مصروفا ودخلا ثابتا للشخص في الشهر فهذا يدعو كثيرا من العاملين في الكبائن الى تركها وعدم الرجوع الى العمل فيها، فهذا الراتب حقيقة لا يشجع المواطن على العلم داخل الكبينة مقارنة بطول فترة العمل فيها. ناهيك عن الخصومات التي قد يتعرض لها الموظف داخل الكبينة من قيام بعض ضعاف النفوس من الزبائن بعدم تسديد مكالماتهم والتحايل والهرب مع زحمة الزبائن مما يعرضك مجبورا لسدادها من راتبك وهذه حقيقة من المواقف المتكررة التي تحصل لنا نحن الموظفين في الكبائن.
لذلك نحن نطمح من المسؤولين ان يقفوا معنا في هذا المجال وقفة صادقة حيث اننا رحبنا بسعودة الكبائن ولكن نطمح منهم ان يتعاونوا معنا في سبيل وضع راتب محدد للعاملين داخل الكبائن وإلزام ملاك الكبائن بذلك حتى لا يكون هناك تلاعب فهناك حقيقة فوارق في رواتب العاملين في الكبائن من كبينة الى أخرى.
محلات بيع المواد الغذائية
وفي موقع آخر من المواقع التي شملتها القرارات الحكيمة للسعودة التقينا مع شاوش العسيري الذي يبلغ من العمر 20عاما ويعمل في اسواق لبيع المواد الغذائية ويعمل في السوق منذ شهرين. وعند سؤاله عن عدد الساعات التي يعملها داخل الاسواق ومدى الارتياح في ذلك؟
ذكر أنه يعمل في السوق لمدة 8 ساعات يوميا تبدأ من الساعة الرابعة عصرا حتى الساعة 12 ليلا ولفترة واحدة حيث ان العمل مقسم بينه وبين اثنين آخرين من السعوديين العاملين في السوق.
وعن مدى الارتياح الذي يجده في العمل داخل الاسواق قال احمد الله سبحانه وتعالى أولا بأن يسَّر لي العمل هنا حيث إنني مكثت فترة طويلة أبحث عن عمل سواء في القطاع الحكومي او الخاص ولم أجد شيئا ولكن مع القرارات الحكيمة لسعودة محلات بيع المواد الغذائية تيسر لي هذا العمل بفضله سبحانه وأنا الآن مرتاح نفسيا في العمل هنا وأجد متعة في العمل فالوقت يمضي سريعا هنا حيث البيع والشراء وتلبية حاجات الزبائن وتنظيم البضائع داخل المحل الى غير ذلك من الأعمال التي نقوم بها داخل السوق.
وعن مدى التعاون والنظرة التي يجدها من المواطنين مرتادي الأسواق؟
اجابة حقيقة نجد منهم كل تعاون وتشجيع فعندما يعلمون بأننا سعوديين ونعمل داخل السوق نرى الابتسامة تعلو وجوههم وعبارات الثناء والتشجيع ورفع الروح المعنوية هي شعارهم في التعامل معنا مما كان له بالغ الاثر في نفوسنا.
وعن نصيحته التي يقدمها للشباب العاطلين عن العمل؟
قال: أنصحهم بالالتحاق بالعمل في القطاع الخاص وترك الكسل والخمول والبحث عن الرزق الحلال بالطرق المشروعة فالله سبحانه وتعالى يبارك فيه ولو كان قليلا.
حيث ان بعض الشباب هداهم الله عند البحث عن عمل يشترطون ويبحثون عن الراحة فقط والراتب الذي يحصلون عليه دون النظر حتى الى المؤهلات الحاصلين عليها وهذه من الاخطاء التي يقع فيها كثير من الشباب فتجد أنه مثلا يكون حاصلا على الشهادة الابتدائية ويريد وظيفة مريحة جدا وبراتب مرتفع وهكذا وفي النهاية يجلس عاطلا عن العمل ولفترة طويلة مما ينتج عنه الكثير من المفاسد.
خشيت من تركهم العمل
وفي حوار مع صاحب سوق المواد الغذائية الذي وظَّف اولئك السعوديين في هذه السوق وعن مدى رضاه عن أدائهم في محله التجاري قال الاستاذ: ربيع في البداية حقيقة كنت متخوفا جدا من الاقدام على هذه الخطوة خوفا من تركهم للعمل بعد فترة بسيطة جدا من عملهم مما قد يسبب إرباكا للمحل، ولكن حقيقة تفاجأت بالانضباط الذي وجدته عندهم في الحضور المبكر والخروج في الموعد المحدد وحسن التعامل مع الزبائن.
فأنا ومن خلال منبر «الجزيرة» أدعو جميع اصحاب المحلات التجارية بفتح المجال امام المواطنين للعمل في المحلات فهم خير أمين ومعين لتجارتهم بتوفيق الله سبحانه.
ومن خلال تجولنا داخل احد اسواق بيع المواد الغذائية التقينا عبدالعزيز السعيدان وعن سؤاله عن مدى ما يراه من إقبال الشباب على العمل في محلات بيع المواد الغذائية قال إن هذه خطوة جيدة فقد لمسنا النجاح في القرارات السابقة للسعودة سواء في مجال بيع الخضار والفاكهة أو في مجال الكبائن الهاتفية ثم الآن في محلات بيع المواد الغذائية هذه خطوة جيدة لفتح المجال امام الشباب العاطلين عن العمل ممن لم تسعفهم ظروفهم أيا كانت على مواصلة التحصيل الدراسي. او لم يلتحقوا بالعمل الوظيفي في العمل في احد هذه المجالات لكيلا يكونوا عالة على أهلهم ومجتمعهم.
فالواجب على إخواننا المواطنين من مرتادي أسواق الخضار وأسواق المواد الغذائية حسن التعامل مع إخوانهم المواطنين العاملين فيها وتشجيعهم والرفع من روحهم المعنوية لأن في ذلك خدمة لهم وفيها من التكافل والتواصي على الخير والمحبة ما أمرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم.
أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved