| الريـاضيـة
سألت أحد مسئولي الأندية ذات يوم.. عندما تود إدارة فريقكم التعاقد مع مدرب اجنبي لقيادة دفة الفريق فنياً، ما هي الشروط أو المعايير التي يجب أن تتوافر لديه؟
اجاب بدون تردد خبرته في عالم التدريب .. ومن ثم انجازاته مع اي فريق.
فقلت «مداعباً»، يبدو أن شروطكم غير مستعصية.. بخلاف القطاع الخاص والذي يتواجد بقوة مؤثرة على الساحة المحلية والخارجية.. فهو بالمناسبة حينما تتوفر لديه شواغر مهنية .. نجد ان اعلانهم عنها يتم تحت شروط اشبه ما تكون اعجازية .. بل ان غالبيتها اصعب من البند الذي قبله وهكذا حتى نهاية آخر الاشواط اقصد الشروط والتي دائما ما تكون صياغتها على النحو التالي:
- لديه اقامة قابلة للتحويل - على الرغم من ان الاعلان شعاره للسعوديين فقط!!
.. قاطعني ماذا تقصد؟
اجبته هذه المرة وبدون تردد.. لدينا مدربون وطنيون ولديهم من شروطكم الكثير سواء على مستوى الاندية أو على صعيد المنتخب.
بل ان ثمة اندية كتب لها ان تعيش مرحلة جيدة من الحضور الفني والانجاز البطولي مع المدرب الوطني.
.. عاد مرة أخرى لمقاطعتي .. قائلاً يبدو انك تنظر للمدرب الوطني من زاوية .. وادارات الاندية تنظر اليه من عدة زوايا، فمثلاً المدرب الوطني غير متفرغ.. وبشكل أوضح ظروفه الوظيفية وربما الاجتماعية تجعله غير قادر على الازدواجية هنا عمله وهناك فريقه .. وبالتالي يكون اصدار قرار الحكم عليه دون المستوى المأمول من حيث توازن الفريق ما بين التمارين والمباريات..
قلت المتعارف عليه حالياً ان الاندية وبمختلف مسمياتها لا تتعدى حصصها التدريبية عن الساعتين يومياً، فضلا عن كون تلك الحصة ما بين الجمل التكتيكية واخرى لياقية.
ولو كان هناك مثلاً اي مدرب مهما كانت «هويته»، تفرض عليه إدارة النادي حصصا اضافية من حيث تنمية وتطوير مواهب اللاعبين أو غيرها من البرامج التدريبية، لكان العذر ! بل ان ما يدور في الأندية يحدو للتأمل ومن ثم التألم وأخيراً اصدار الحكم.. ما نراه كرياضيين ان فرص نجاح المدرب تعود بالدرجة الأول للاعبي الفريق انفسهم.. فإذا كان الفريق غنيا بالنجوم والمواهب اللامعة فإن المدرب سيكون محظوظاً وبدرجة لا توصف وبصرف النظر عن امكاناته وقدراته التدريبية وما تلاها من امور فنية وأخرى تكتيكية فان تلك النجوم قادرة به أو بدونه على دفع الفريق لمنصات التتويج من خلال ادائهم المتفوق والذي أجده دائما ينعكس تلقائيا على المدرب حتى وإن لم يساهم بأدنى جهد يذكر!
.. وهنا اسجل انني بالطبع لا اقلل من عطاء وفكر المدرب الأجنبي في كل الاحوال فبالتأكيد له اسهامات في توظيف قدرات اللاعبين... وجانب آخر احسب انه الاهم من حيث توفير المناخ الملائم لمن يتعرض لظروف ذاتية .. أو خارجية ، وقوة شخصيته على إدارة النادي نحو تسخيرها وتذويب جليدها.. بعكس ما كانت تلك الظروف تعرضت للفريق والمدرب الوطني هو القائد الفني... فبدلاً من تصحيح الوضع نتفاجأ بتحميله «الاسية»، على اعتبار انه الضحية وبالتالي يتم اعفاؤه كأقصر الطرق المؤدية لالغاء عقده!
اقول: يجب أن نعطي المدرب الوطني حقه من حيث دفعه معنوياً وان تتضافر الجهود من اجل تأكيد مكانته حتى ولو أدى الأمر لانتهاج انديتنا «الوطنية»، لاسلوب جديد حينما تنوي التعاقد مع مدرب .. هو اعلان صغير في احدى الوسائل الاعلامية عن رغبتها في استقطاب مدرب وليكن شعاره للوطني فقط! حتى ولو دعا الامر ان يضيفوا شرطا اعجازياً .. اقصد آخر يشترط في المتقدم اجادته اللغة الانجليزية تحدثاً .. وكتابة.. وطباعة!!
***
آخر المطاف:
ما زلت اتذكر تلك العبارة التي قالها احد المدربين الوطنيين وهو يرثى لحاله «حظنا مع انديتنا دائما ما يكون - اسود - اللون على الرغم من ان حظنا مع الحبحب - أبيض- اللون».
mwahbe@hotmail.com
|
|
|
|
|