| عزيزتـي الجزيرة
في ظل الأحداث المتكررة على ساحة المعلم والتي جُني على مفهوم عمله وعلى اغلبيته البارزين ارسل لأخي المعلم هذه الاحرف التي سطرتها من عمق الفؤاد ومن حبر البيان واجتهاد اللسان وما ذاك الا اني اريد شكر هذا الانسان.
وإني اخص برسالتي هذه المعلم الذي جعل من مهنته ميدانا للتربية والتعليم ونقطة انطلاقة لتنظيم حياة الطالب والاعتناء به وجعله احد ابنائه.
انني على يقين تام انه مهما قيل في شأن المعلم - المربي - من عبارات الثناء ومهما توج به من ديباج الشعر فانه يظل قليلا في حقه.
اذ انك تجد في عصرنا هذا ذلك الطالب الذي فر من التعليم ورفضه وذلك الطالب الذي كان نتاج تربية خاطئة ومع ذلك كله ابى هذا المعلم الا ان يقف مثل الجبل أمام هذه الموجة العارمة فقلب الكره الى محبة وصحح المفهوم الخاطىء الذي علق في ذهن الطالب عن المدرسة ثم علَّم واخرج لنا ابناء يقفون امام موجة البحر )البطالة( يعبرونه بنفس شامخة وعزيمة واثقة فكانوا هم رجالنا اخرجوا لنا رجالا.
ناهيك اخي القارىء عن تلك التربية الصافية التي زرعها ذلك المعلم المربي في نفوس الابناء فلم يتأثروا بالزخارف والقشور بل كانوا رافضين وموجهين وهم في سن الصغر.
هذا ما انتجه المعلم والسبب انه ظل في فترة تعليمه واضعاً هدفه المنشود الا وهو )التربية الصادقة( الخالية من الرياء المتلبسة بالحلم المتفائلة في الثمرة فلم يكن مقصده )شهادة( يركنها في غرفته او مكتبه او اشارة مدير يفتخر بها.
وفي ختام اشارتي هذه القاصرة في حقك اهمس في اذنك قائلا: في وقتنا هذا كثر الابناء الذين اهملوا في منازلهم فكانوا نتاج تربية غير سليمة ودبت الفوضى في حياتهم. فأصبح الواحد منهم يسير بلا هدف منشود او غاية يسعى لتحقيقها فلا تجعلن )اخي المعلم( اليأس يدخل عليك فتكون ممن جنى على هذا الطالب المظلوم فتزيد الحياة شقاء عليه والامل حلما فأنت نفسه الوحيد في عربة حياته فأنا وهو بانتظار عطائك الصافي الذي يوصل الى جزيرة السعادة وشاطىء الأمان.
عبد العزيز حمد الفايز
الرياض
|
|
|
|
|