أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 11th July,2001 العدد:10513الطبعةالاولـي الاربعاء 20 ,ربيع الثاني 1422

الطائف مصيفنا

سلطان بن جهجاه بن حميد العتيبي في حديث لـ )الجزيرة (:
لماذا أمية ثقافية بين الشباب في ظل هذا الكم الهائل من وسائط المعرفة في هذا العصر..؟!
يكفي الطائف تاريخها العريق، ويكفي أبناءها أن الرسول )ص( قد دعا لهم
* هناك تحت ظلال الأشجار الوارفة في مزرعته في وادي العقيق بعشيرة، كان هذا اللقاء:
جلسنا سوياً، الشيخ سلطان بن جهجاه بن حميد وأنا قبالة أشجار نخل تنوء بما تحمل من عذوق التمر الجني، وكنت كلما ألقيت عليه سؤالاً نظرت نحو هذه العذوق المتدلية ، فلعلي أجد عندها سؤالاً جديداً يسعف ذاكرتي الصحافية، في مواجهة ذاكرة ضيفي الذي يجيبني عن كل سؤال مشافهة وكأنه يغرف من بحر.
أكثر من مناسبة فرضت نفسها في هذا الحوار، في مقدمتها بطبيعة الحال، هذه الاحتفالية الكبيرة التي تشهدها الطائف، وبقية مراكزها، بمناسبة بدء فعاليات التنشيط السياحي، وثقافة الشيوخ الراسخة التي في ظني لم يعد يأبه بها الشباب في هذا الزمان، عوضاً عن أن يكون في المستوى نفسه بعد هؤلاء الشيوخ الذين منهم ضيفنا الشيخ سلطان بن جهجاه بن حميد، في حكمته وعلمه وثقافته الشاملة.
حوار أجراه وصوره: حمّاد بن حامد السالمي
الحياة ثقافة
* بدأت أسئلتي، من حيث لاحظت أن ضيفي واسع الثقافة، وأنه كثيراً ما يستشهد بالشعر العربي قديمه وحديثه، وبأمثال العرب وحكمتهم.. هل كان يقرأ كثيراً في الصغر.. وما أشهر الكتب التي يوصي بقراءتها..؟
قال: أولاً، أنا لم أقرأ ولم أكتب إلا وعمري بين )17 و18( عاماً، بعد أن كلفني الملك عبدالعزيز رحمه الله، بإمارة عروى وقبيلة المقطة، وليس عندي هواية لقراءة الكتب إلا كتاب الله عز وجل، وسيرة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وكما يعلم الجميع، فإن الحياة ثقافة، والثقافة أفق الواقعية، أما التوصية للشباب، فهي أن يبدأوا من صغرهم في دراسة كتاب الله وسيرة نبيه والأصول الثلاثة القديمة، التي جددها الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، والقصص الحسنة التي جاء بها القرآن الكريم، حيث قال رب العالمين لنبيه: )نحن نقص عليك أحسن القصص(. هذا ما أوصي به نفسي والشباب الذين ندعو أن يجعلهم ربي قدوة حسنة.
أبنائي وبناتي..؟
* قلت بعد ذلك: هل أبناؤك يقرأون مثلك..؟
فقال: أبنائي خمسة وبناتي خمس. وقد نهلوا من العلم ما يؤهلهم للعمل به إن شاء الله، ومثلهم في ذلك مثل بقية أبناء المملكة عامة، الذين بدأ فيهم العلم بداية توحيد المملكة في القرن الرابع الهجري بقيادة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله، الذي أكن له كل تقدير واحترام لأنه وحد البلاد وكانت شبه قارة، وبعد توفيق الله ثم صحبة الرجال الذين يستحق أحفادهم من بعدهم التقدير والاحترام، ثم أدخل العلم بإرادة الله ونشر الثقافة العامة على من ولاه الله مصالحهم.
أنا عايشت الملك عبدالعزيز في آخر أيامه قبل وفاته، وسمعت منه ومن غيره في كثير من المناسبات.. وهذا الذي سمعته منه وشاهدته ما سمعته عن غيره مدى الحياة الماضية.. سمعته يقول رحمه الله وهو يرفع يديه إلى السماء في أكثر من مناسبة: )اسمعوا يا مسلمين.. الله يجعل .. إن كان فيه عز للإسلام والمسلمين مني إنه يعزني. وإن كان ما فيه للإسلام ولا للمسلمين عز مني إنه يقبض روحي(.
وكان هذا دأب عبدالعزيز في كل مناسبة، فالحقيقة إني قدرته وأحببته وتمكنت محبته في نفسي.. رحمه الله.
وسائل متاحة .. لماذا أمية إذن..؟!
* قلت: لكن جيل هذا اليوم، من الشباب، متهم بأنه جيل أمي.. أمي ثقافياً بمعنى أنه لا يقرأ.. ما رأيك؟
ü قال: أنا لا أوافق على هذا، لماذا الأمية الثقافية في ظل هذه الوسائل الثقافية المتاحة، من صحافة وإذاعة وتلفزة، وما هو مقروء ومسموع ومرئي..؟ ومثل ما قلت في إجابة سابقة، بأن الحياة ثقافة، واعتبر أن في هذه الوسائل الكثيرة اليوم، إنارة للشباب، وما قد يحدث من صدود وشذوذ وشوائب يؤكد قول المثل )كل قاعدة لها شواذ(، والحياة كلها بناها رب العالمين على الشيء وضده فعلى سبيل المثال: )ليل ونهار، برد وحر، حياة وموت، شباب وهرم(، وغيره كثير، وندعو الله جلت قدرته، أن تكون الغلبة للخير وأهله على الشر وأهله.
لولا المربي
* ثم قلت متسائلاً: لكن، يرى البعض بأن الجيل الذي لا يقرأ هو جيل منسلخ من تاريخه وماضيه.. وبالتالي حاضر هذا الجيل، مهدد بالضياع، وأن مستقبله لا هوية له، كيف ترى هذا؟
قال: الله لم يخلق خلقاً وضيعه، ولكن هذا يرجع في الأساس للمربي وكبار السن القائمين على شبابهم، فالمثل يقول: )لولا المربي ما عرفت ربي(، فأنا اقترح على ولاة الأمر كرأي، والرأي لهم، أن يغرسوا في نفوس النشء من الصغر المفاهيم النافعة ديناً ودنيا، ويتم التركيز عن طريق المدارس وما تعلمه من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والتوحيد والصلوات، وما فرضه الله علينا، وتكون هذه في صليب الشهادة التي تعطى للمتخرجين، ما دام أن الرأي موجود وأن أصحاب الخبرة موجودون في بلدنا، والإمكانيات متوفرة، نحن الذين يجب أن نكون المصدر من موقع تاريخنا وماضينا فنبني مستقبلنا على هذه المعطيات ولا نقلد الأمصار الأخرى، فنحن كسعوديين خاصة وكعرب ومسلمين، مع كل أسف فينا بعض يحب تقليد الآخرين، ويأخذ بعض أفكارهم وعاداتهم وتقاليدهم، وأرى أن في هذا مدخلاً إلى متاهة لبعض الشباب.
الرسول دعا لهم..؟
* ثم قلت في سؤال آخر: لك شخصياً مساهمات معروفة ومشكورة في التعريف بالطائف ودعم نشاطها السياحي معرفياً وإعلامياً..؟ ما البعد التاريخي الذي تمتاز به الطائف سياحياً..؟
قال: يكفي أهل الطائف أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا لهم، فالرسول صلوات الله وسلامه عليه، عندما فتح مكة، لم يكن بينه وبين الطائف إلا قبيلة هوازن وثقيف، فقد قويت شوكة المسلمين وكثر عددهم، فيقال، بأن عددهم في حنين كان عشرة آلاف مقاتل، وكان من شيم العرب وقيمها في الجاهلية عدم خداع بعضهم بعضاً، فجاء الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: )إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق(، فكان عليه السلام يحب أن يشعر العرب بقوتهم والتزامهم بالحسن من عاداتهم وتقاليدهم التي توافق الإسلام، فبعث لهوازن أو أشاع بخبر من أجل أن يستعدوا لدخول الإسلام أو الحرب في اليوم المسمى، وحدد مكان المعركة في أوطاس عند جبل حنين، وهذه الأرض تقع بين الشرائع القديمة والشرائع الجديدة ، فقال أناس من المسلمين مع الرسول صلى الله عليه وسلم قريبو عهد بالجاهلية، وهذا من باب إعجابهم بأنفسهم: والله لا نغلب اليوم من قلة، وكانت هوازن تعد للمعركة في ركبة وعشيرة وفي جبال السيل وفي مكة الرقة وذات عرق، كلها في شرقي وشمالي مكة، وكان شيخهم وكبيرهم يسمى مالك بن عوف النصري، وكان مطاعاً في قومه، ودريد بن الصمة كان كبيرهم وشاعرهم قبل مالك، يقول في إحدى المعارك:
يا ليتني فيها جذع آخذ فيها وأضع
......................... وأقود وطف الزمع
في أوطاس
ويسترسل قائلاً: جمع مالك بن النصر ما جمعه من هوازن من رجال ونساء وأطفال ومعهم بيوتهم وحلالهم، وخيم في أوطاس لمقابلة جيش المسلمين، وكان دريد بن الصمة، يحمل في هودج على جمل وهو مقعد من الكبر ولا يرى، ولكنه يعقل، فسأل من كان عنده عن المكان، قالوا: هذه أوطاس. فقال: نعم الأرض لمساجلة الخيل ومطاردة القوم للقوم، لا حزم ضرس ولا رمل دهس، وقال لهم : مالي أسمع الثغاء والرغاء وصياح الصبية، فقالوا له : مالك النصري يريد أن يستميت الرجال دون شيوخهم ونسائهم وأطفالهم، قال: ما هذا برأي، روحوا لمالك النصري فليأتيني، وعندما جاءه مالك ومعه مجموعة من كبار هوازن، قال: كيف تجمع الشيوخ والنساء والأطفال لمحاربة المسلمين..؟ هؤلاء إن جاءت الغلبة لك عليهم ما قتلوا أحداً، وإن جاءت الغلبة من محمد والمسلمين، أخذوهم سبياً، وأصبحوا عاراً عليك إلى يوم القيامة، دع هؤلاء يصدرون إلى شغاف الجبال، ولا يبقى لمحاربة المسلمين إلا الرجال الأشداء، وقد وافق القوم دريداً على رأيه، ولكن مالكاً أقسم لئن أطعتم دريداً على رأيه لأضع الشلفاء في صدري حتى تخرج من فصفاص ظهري، وكان محبوباً ومطاعاً في قومه، فقالوا له بالإجماع: لا نخالف لك أمراً، فرد عليه دريد: إنك لا تعرف للحروب حنكة، وسوف تترك هوازن مضجوعة على الجنبين وتهرب إلى حصن ثقيف في الطائف، ولكن هذا يوم لم يفتني ولم أحضره أي لم يفتني عقلاً ولم أحضره قوة فوقعت المعركة وتقابل الفريقان وهزمت هوازن جيش المسلمين في البداية.. وفي الآية الكريمة: )ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم..( إلى آخر الآية إشارة إلى ذلك.
ماذا ترون..؟
يقول مسترسلاً: لكن الرسول صلى الله عليه وسلم صمد ومعه كما قيل، سبعون من أصحابه، فكسر جمع هوازن واستسلم الكثير منهم وهرب مالك بن عوف النصري نحو الطائف ومعه كوكبة من الخيالة تاركين شيخوهم ونساءهم وأطفالهم وحلالهم. كل ذلك ودريد يستوضح ممن حوله عن الفارين والهاربين واللاحقين بهم، قال ماذا ترون؟ قالوا: نرى رجالاً عارضين رماحهم على خيولهم طوال الباد )أي الفخوذ(. قال : هؤلاء سليم، ولا بأس عليكم منهم، ثم قال: ماذا ترون؟ قالوا: نرى رجالاً جاعلين رماحهم بين أذاني خيولهم، أغفالاً والغفل عند العرب هي الخيل التي ليس لها صفة ولا عليها وسم فيقال لها غفل وعند المنعرج من الزيمة أخذوا درب سليم، قال: ماذا ترون؟ قالوا: نرى فارساً على فرسه طويل منظره لافاً رأسه بعمة حمراء جاعلاً رمحه على عاتق رقبته، قال: واللات إنه الزبير بن العوام، من كبار الصحابة فاستعدوا له فسوف يلاقيكم.
امنن علينا رسول الله
بعد ذلك عندما جاء الزبير بن العوام منعرج الوادي، رأى الخيل التي بها النصري بجانب الضلع فأغار عليهم والتقى معهم فقتل من قتل وهرب من هرب، فوصل النصري ومن معه إلى ثقيف بالطائف، وسحب جيش الرسول صلى الله عليه وسلم من بقي وسبا من هوازن نساءً وأطفالاً وأخذ رجالاً وأموالاً كثيرة، ثم خيم بالجعرانة المعروفة قرب مكة، وجاءه كبار هوازن، ويقول أبو جرول زهير بن الصرد من جشم من هوازن:
امنن علينا رسول الله في كرم
فأنت المرء الذي نرجو وننتظر
يا خير من مرحت )كمت( الجياد به
عند الهيجاء إذا ما استوقد الشرر
امنن على نشوة قد كنت ترضعها
في فيك يملؤه من مخضها الدرر
وقالوا: يا رسول الله، اترك لنا نساءنا وأطفالنا وحلالنا، فقال لهم عليه الصلاة والسلام، إذا صليت العصر بالمسلمين، وانصرفت بوجهي لهم في مصلاي، اطلبوا هذا مني، وعندما حضروا صلاة العصر، وانصرف الرسول صلى الله عليه وسلم بوجهه نحو المصلين، تكلموا بحس واضح قائلين: يا محمد، لا يوجد بيت من بيوت خوالك في هوازن، إلا ومنه سبي لدى المسلمين، فنرجو أن ترد السبي علينا، فقال: ما كان عندي وعند بني هاشم فهو لكم، فاسترسل كبار المسلمين قالوا: يا رسول الله ما عندنا فهو لك، فعاد سبي هوازن إليهم.
الكميت الذي قتل نفسه..؟
* قلت: لكن ما الكميت الذي ورد ذكره في الشعر أعلاه.. وهناك قصة حوله هل نعرض لها هنا..؟
قال: الكميت في اللغة هو بين الأسود والأحمر، وهو من الخيل الأصيلة، ويقال: بأن الكميت قتل نفسه انتقاماً من مالكه في المضارب البرية، فقد كان معه أمه ومالكه يريد الإنتاج منها به ، فعرضها على الكميت فعصا عليه، فموهها عليه بغير شكلها وغير رائحتها وعرضها عليه فواقعها، وعندما شك فيها اشتم فيها أمه وعرفها فرد رأسه إلى بطنه وبعج نفسه..! ولقحت الفرس بعد موت الحصان، ويقال بأن صاحب الفرس اسمه عرهان، فشاعت أخبار الحصان الذي قتل نفسه بين العرب، وغطت أخباره الجزيرة العربية، فطلع الكميت، الحصان الجديد، ووفدت إليه العرب لشهرته ويسمى بحصان عرهان، فيقال والله أعلم بأن )حنيف بن سعيدان المطيري( كان صديقاً لعبدالله بن سبيل في نفي، وهما شاعران، وكان ابن سبيل معجباً بحمار لحنيف، وقال له: بعني حمارك، قال حنيف: لا أبيعه ولا أعطيه، ثم ترادا شعراً، يقول ابن سبيل :
العير عير حنيف عيا يبيعه
والله لو أنه حصان )عرهان(
اخذتوا حمير مقومين الشريعة
وعساها أتلى فودكم يا ابن سعيدان
في حصن الطائف
* قلت: نعود إلى قصة كسرة هوازن ودخول جيش الرسول للطائف..؟
قال: عند الحول من قادم، وكان مالك بن النصر ومن معه قد دخلوا عند ثقيف بحصنهم، قالوا له: يا مالك، لماذا .. لأنتم أكبر قبيلة وأشرس قبيلة تهزمون يوم حنين..؟ فقال: يكفينا فخراً أننا حاربنا جنوداً من السماء وجنوداً من الأرض، ليس قبيلة في الأرض نزلت هذه الجنود إلا هوازن.. نسأل الله العافية، فعملت ثقيف على تقوية حصنها، وغزاهم الرسول صلى الله عليه وسلم وكان معه رجلان من جرش للمنجنيق والدبابة، دبابة من خشب كلها وتستوعب )35( مقاتلاً، ووقف هو وجنده خارج الحصن، وثقيف بداخله، ودار سجال ولكن الله سبحانه عز وجل، لم يرد أن تفتح الطائف بالقوة، وكانت الطائف تصدر زبيب العنب إلى كافة الأقطار ومنها أوروبا وأفريقيا، يجمع من الأعناب وهو كالجبال، وعندما قتل من الصحابة من قتل،قال صلى الله عليه وسلم: اقطعوا أعنابهم، فقالوا من وراء الحصن، أعنابنا إن كانت الغلبة لك، تأكل أنت وأصحابك، وإن كانت لنا يأكله شيخونا وأطفالنا ونساؤنا فرحمهم عليه الصلاة والسلام، وترك الطائف، ودعا لهم ولم يدعُ عليهم قال: اللهم أهدِ ثقيفاً وأتي بها، وكان مالك بن النصر قد أسلم قبل ذلك، ثم أتت ثقيف طوعاً وأسلمت، وكانت الطائف بستان مكة ومصيف أهل الجزيرة منذ مئات السنين.
واجب أبناء الطائف
* قلت: ماذا في استطاعة أبناء الطائف من مثقفين ومفكرين وغيرهم أن يقدموه لتظل الطائف في الصدارة سياحياً وتاريخياً وثقافياً..؟
قال: يجب عليهم تسهيل متطلبات المصطافين والزائرين، وأن يتحلوا بأخلاق المضيف وعدم الطمع في الإيجارات وأن يوفروا سبل الراحة لضيوفهم، وأن يسعوا إلى التعريف ببلدهم.
قيمة انتجاعية لابد من المحافظة عليها
* ثم قلت: اتخاذ الملك عبدالعزيز رحمه الله الطائف عاصمة صيفية له ولأبناء مملكته إجراء له دلالة مهمة أكسبت الطائف الكثير الذي جعلها عاصمة صيفية بحق.. كيف تفسر هذا التوجه من جلالته رحمه الله..؟
قال: في كل بلد من البلدان منتجعات للراحة والترفيه عن النفس.. والطائف منطقة لها طبيعة خلابة، وكانت مصيفاً بمعنى الكلمة وما زالت، ولكن توسعها الكبير ضيع بعضاً من طابعها بحيث أنها انتقلت إلى مصاف المدن الكبيرة الصاخبة، ولكن الطائف بقربها من مكة كانت مصطافاً للناس وهم يركبون الدواب، وما عملته الحكومة جزاها الله خيراً من طرق وخدمات ووسائل راحة وترفيه في أنحاء الطائف زاد من الإقبال عليها.
ضريبة للوطن
* وقلت: وما هو المطلوب من رجال الأعمال والوجهاء والمسئولين للمساعدة على تطوير الحركة السياحية في الطائف..؟
قال: من الصعب أن تشير على الناس بما لا تطمئن إليه نفوسهم، ولكن كل مواطن عليه ضريبة لوطنه، فالمواقع الجميلة المعروفة على أهلها تشجع الزائرين لها وتقديم الدعم اللازم لتطويرها، وأرى تكثيف الدعاية والإعلام من قبل الحكومة والمسئولين ورجال الأعمال والإعلام للجذب نحو الوطن وأهله وتوثيق الانتماء لهذه البلاد ومليكها، ذلك أن حب الوطن من الإيمان.
من أجل عشيرة
* ثم قلت أخيراً: كان أبناء عشيرة وما زالوا في مقدمة العاملين على إعطاء صورة جيدة وانطباع حسن عن حب أبناء الطائف للضيوف والسياح والترحيب بهم.. وسؤالي عن تنشيط الحركة الرياضية والثقافية والسياحية بين أبناء عشيرة في السنوات الأخيرة.. كيف هو؟
قال: أما عشيرة، فإن شهادتي لها مجروحة، ولكني أرى والرأي هنا للمسئولين أن يعملوا على تنشيط السياحة نحو هذه البلاد الجميلة وأن يحققوا آمال أبنائها من المثقفين والرياضيين، وأن يعملوا على تحقيق ذلك في الهجر والقرى والمدن الكثيرة حول الطائف، وأما إذا أرادوا معرفة أكثر بحاجة البلدات والقرى لمثل ذلك، فعليهم بقوائم أعداد الطلاب من مدارس وزارة المعارف المنتشرة في عشيرة وغيرها فعلى هذا الأساس يتم القياس.


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved