أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 11th July,2001 العدد:10513الطبعةالاولـي الاربعاء 20 ,ربيع الثاني 1422

الثقافية

الحرب الباردة بأدبي حائل تنتهي بالمداخلات الساخنة
* حائل فهد العليوي:
في منتدى الكلمة بنادي حائل الأدبي قدم الاستاذ عبد الرحمن محمد الصمعان ورقة عمل عن «الحرب الباردة وأثرها في العقل السياسي العربي» وذلك بمقر النادي بحي الحوازم وبحضور جمع من مثقفي وأدباء المنطقة يتقدمهم نائب رئيس النادي الدكتور عبد الرحمن الفريح.
المنتدى أداره بكل اقتدار الاستاذ شتيوي عزام الغيثي واستهله الصمعان بقراءة موجزة للورقة التي وزعت على الحضر قبلا.. ومهد الصمعان لورقته بمدخل تاريخي للحرب الباردة منذ نشوء الفكر الشيوعي عام 1919م ثم مقدمات الحرب الباردة محددا إياها بالفشل في الاتفاق على مستقبل ألمانيا التي استمر النزاع حولها منذ نهاية الحرب العالمية وحتى 1949م عندما انقسمت الى «ديمقراطية» و«اتحادية» وكذلك خشية الاتحاد السوفييتي من تهديد امريكا النووي.
أعقب ذلك برصد لمظاهر الحرب الباردة التي تمثلت بمشروع مارشال الذي كان ظاهره انسانيا يهدف لإعمار أوروبا بينما حقيقته أمركة هذه القارة التي أنهكتها الصراعات منعا للمد الأحمر ثم تحدثت عن سباق التسلح كأحد أبرز المظاهر وكذا سياسة الاحتواء لمناطق النفوذ في العالم والحروب التي حدثت في مختلف أرجاء العالم كالحرب الكورية وحرب فيتنام وخلافهما.
ثم عرج الصمعان على انعكاسات الحرب الباردة على الوطن العربي التي يرى أنها شلت المشاريع النهضوية للأمة العربية بسبب تنازع القطبين وتشرذم المواقف ووقوف امريكا ومن قبلها بريطانيا الى جانب العدو الصهيوني في قضية العرب المركزية.
وأورد الصمعان جملة من الشواهد التاريخية للمؤامرة الغربية على الأمة كالعدوان الثلاثي ومشروع ايزنهاور ونكبة حزيران ثم قال «ولكن تبقى هذه الحروب في هامش أقل وضوحا والصراع بين القطبين أقل تجليا بل ان المصلحة المشتركة بينهما تظهر في ثنايا حرب الخليج الأولى لأن منطقة الشرق الأوسط بما تملكه من موروث فكري جعلتها نقطة ينفق الخصوم على تغذية الصراعات فيها وإشعالها عن أسباب التنمية والنهوض».
ثم تطرق الى انهيار الاتحاد السوفيتي كمدخل لمرحلة ما بعد الحرب الباردة وبروز البعد الاقتصادي الذي مكن للتفرد الامريكي في تسيير دفة الأمور الدولية والتبشير بعالم جديد ولجوء اللاعب الأوحد الى فكرة الخصم المفتعل والعدو الوهمي.. مستحضرا مقالة «صموئيل هانتنغتون» صدام الحضارات كشهادة على «المؤامرة الامريكية» حيث يرى صموئيل ان الصراع القادم ثنائي الأطراف بين الحضارة الغربية والحضارتين الاسلامية والكونفوشية الصينية ويستطرد الصمعان وصولا الى فرضية ان الغرب هو المركز وبقية العالم الأطراف التي تعني بالنهاية ظاهرة الدول العظمى من جديد وسيادة النظام الرأسمالي وحفظ التوازن الدولي بتعدد الأقطاب.
ثم انطلق الى فرضية أحادية القطب والامبراطورية العالمية التي تم تحديد مصطلحها ب «العولمة» او «الأمركة» ومفهومها صياغة لأيدلوجية جديدة تقوم على تضخم الدولة القومية مما ساقها للسيطرة وطمس الآخر بفكره وكل ممارساته وتحويله للنمط الامريكي من خلال جملة العوامل الاقتصادية والسياسية والعسكرية وانحسار مفاهيم السيادة الوطنية للدول في ظل هذه الفرضية وتراجعها وتعويمها كما ينساق ذلك «وأن بآليات متفاوتة» على الثقافة والسياسة والإعلام كما هو الجانب الاقتصادي أكثر تجليا.
وخلص مقدم الورقة الى أن الوطن العربي في عصر «العولمة» وبعد تجليات الحرب الباردة وبروز التكتلات الاقتصادية في شرق الأرض وغربها، وفي ظل منظمة التجارة العالمية وسيادة اللاعب الأقوى وفي إطار المنظومة العالمية التي تتجه لفرض النظام العالمي الجديد ومن سياق التجارب الوحدوية في العالم.. على هذا الوطن إن أراد الدخول لهذه المعمعة ان يتسلح بخياره الوحيد المستند للحد الأدنى من الموضوعية والواقعية وهو التكتل والتوحد في النطاق الإقليمي ولعل السوق العربية المشتركة الحلم القديم الجديد أحد عوامل رفد وتفعيل دور هذه الأمة في محيطها الذي يجتاحه سيل العولمة الجارف.
وبعد أن قدم الصمعان ورقته انطلقت المداخلات وكانت أولاها من الدكتور عبد الرحمن الفريح الذي أثنى على الورقة وما ورد فيها من معلومات.. مشيرا الى أن رؤية الباحث لم تكن واضحة من خلال ما أتى به من معلومات وكنتيجة حتمية لهذا البحث المتميز.
أعقب ذلك الدكتور محمد الشنطي بمداخلة أكد فيها على أن ثمة تفاوتاً بين عنوان ومضمون الورقة .. كما تطرق لصراع الحضارات وأثره في الحياة والاتجاهات الثقافية ورؤيته لكيفية تفعيل أداء الجامعة العربية.
فمداخلة للدكتور فاضل والي شدد فيها على أهمية تعاون وتكامل الدول العربية وبالتالي وحدتها المنشودة ومواكبتها لتيار العولمة بما يتواءم مع ثوابتها.
ثم أكد الدكتور حجازي عبد الحميد ان عددا من الدول استفادت من الحرب الباردة وان انهيار الاتحاد السوفييتي أوجد فجوة في العالم ولم يتسن بديل لحفظ التوازن.
تلا ذلك مداخلة للاستاذ فهد العليوي أكد فيها ضرورة تنشئة أجيال عربية وإسلامية قادرة على تحمل المسؤولية ودخول هذا العالم بمعطيات ومقدرات ذاتية تؤهله لفهم هذا العالم المتغير وأخرى للاستاذ ابراهيم العيد الذي تساءل عن حرب الشائعات الدائرة رحاها منذ نهاية الحرب الباردة، وهل تمثل الصين بثقلها السكاني والاقتصادي قطبا جديدا في العالم .. وتطرق الى إمكانية نشوء تكتلات بسبب يقظة مشاعر الكرة للطغيان والتفرد الامريكي.
ثم مداخلة أخيرة للاستاذ سعود البلوي الذي أورد مقارنة بين مجلس التعاون الخليجي بفاعليته وقدرته على توحيد المواقف والبروز بشكل لافت وجامعة الدول العربية التي أخذت في الانزواء والتواري.
عقب ذلك تفاعل الصمعان مع المداخلات وأكد على تناغم العنوان مع المحتوى وأنه لم يلغ ولم يسقط فرضية صراع الحضارات ولكنه يرى خفوت بريقها عما كانت عليه في أوج ظهورها وأشار الى انها أصبحت جزءا من فرضية «العولمة» وقال: ان الجامعة العربية مطالبة بتحديث آلياتها ونظمها لتتوافق مع معطيات هذا الزمن.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved