| المجتمـع
* الرياض - سمر النصار:
في عام 1984م اكد تقرير لمنظمة الصحة العالمية ان هناك علاقة مباشرة بين ظهور اورام السرطان وشرب الانسان للماء الملوث الذي يوجد به نيترات تتحول الى مادة نيتروزاين المسرطن خاصة اذا زادت نسبته عن 45 ملجم لكل ليتر.
وفي عام 1989م صدر تقرير الجمعية الامريكية المتضمن بان الاطفال اكثر حساسية للتأثر بالملوثات الناتجة عن مخلفات الصناعة والمتعلقة بالهواء وهي مرتبطة بإصابتهم بسرطان الطفولة واللوكيميا والربو.. وقد صدرت تقارير المنظمات والهيئات الصحية العالمية بأن التلوث يحصد ملايين الاطفال.. عن هذا الموضوع كان للجزيرة مع الباحثة الدكتورة كريمان البدير استاذ مشارك بكلية الزراعة بجامعة الملك سعود لتلقي الضوء على مسببات السرطان.
مسببات التلوث
- ما مسببات التلوث بالرصاص؟
هناك عدة اسباب منها الاواني المصنوعة من البلور الرصاصي والمستخدمة في تخزين الاطعمة او حفظها خاصة المشروبات الحمضية مثل عصير الطماطم، والليمون تؤدي الى الاصابة بسميات الرصاص، الحبر المستخدم في الطباعة على الاكياس البلاستك، وخطوط اللحام الرصاص المستعمل في انابيب وخزنات مياه الشرب، الصناعات المختلفة المستخدمة في صناعة بطاريات السيارات، الكحل الذي يوضع في العين، والمادة التي توضع في فم الطفل اثناء التسنين )الفروله( توجد في بعض المواد المستخدمة في البخور مثل مادة )النقض( وهي عبارة عن خلطة من الاعشاب تحتوي على نسبة عالية من الرصاص.
ما تأثيرات التلوث بالرصاص؟
- اذا ارتفعت نسبة الرصاص في دم الام الحامل فانه يصل الى الجنين ويسبب له تلفاً بالجهاز العصبي بينما يزيد ارتفاع الرصاص في دم الاب من احتمالات تكوين حيوانات منوية مشوهة تؤدي الى ولادات مشوهة ويسبب التسمم بالرصاص الاماً بالمعدة والشعور بالنعاس وارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي والاصابة بالشلل، وقد دللت الدراسات على ان التقاط مكعب في حجم بوصة من دهان الابواب والشبابيك والجدران او الاقلام يؤدي الى ارتفاع مستوى الرصاص بالدم وبعض الالعاب المصنوعة من مواد كيميائية معينة عندما توضع في فم الطفل من عمر سنة الى ست سنوات )1-6 سنوات( ، كما يقوم الاطفال بمضغ علب معجون الاسنان المصنعة اساساً من مادة الرصاص مما يؤدي الى التسمم بالرصاص، ويشكل غذاء الاطفال في كثير من الاحيان مصدرا رئيسياً لدخول الرصاص الى معدة الاطفال مثل العصيرات المعلبة ، الحليب الجاف، الاسماك القشريات، وثبت ان الاغذية المعبأة مصدر اساسي لدخول الرصاص في جسم الاطفال، فأغلفه كتب الاطفال تحتوي على تركيز مرتفع من الرصاص بمعدل 200/جرام/1 بوصه مربعه )14800 جزء من المليون(. لذلك توجهت بعض مجلات الاطفال الى استخدام حبر خال من الرصاص، كما حذرت ادارة الغذاء والدواء الامريكية من استخدام الحبر المحتوي على الرصاص على الاكياس المستخدمة في تغليف المواد الغذائية، كما اتضح ان المياه المستخدمة في اعداد اغذية الاطفال تعد مصدراً للرصاص، تشير الدراسات الى ارتفاع مستوى الرصاص في اغذية الاطفال المحضرة من اوراق الخضار عن تلك المحضرة من سيقان وجذور النباتات، كما ان استخدام اوعية يدخل الرصاص في تصنيعها تزيد من نسبة تركيز الرصاص في طعام الاطفال والبالغين على حد سواء.
ما تأثيرات الرصاص على الدم؟
- يعمل على الحد من قدرة الدم على حمل الاكسجين بسبب التدخل في تصنيع بروتين الدم )الهيم( وقد ينتج عن ذلك مرض فقد الدم، وقد اثبتت الدراسات ان التعرض المستمر لتركيزات منخفضة من الرصاص من شأنه ان يعطل نمو وتطور دماغ الرضيع والاطفال، ويكون هذا التأثير اكثر وضوحا في الجهاز العصبي عند الاطفال من عمر سنة الى خمس سنوات ، )1-5 سنوات( اي في مرحلة اكتمال تكوين الدماغ، لهذا السبب تظهر الاعراض السمية على الاطفال عند مستويات تركيز منخفض من الرصاص ولا تظهر عند البالغين.
ما التأثيرات السلوكية على الاطفال نتيجة التلوث بالرصاص؟
- تظهر عند الاطفال تأثيرات سلوكية عدة منها - ضعف القدرة على التعلم والتركيز وانجاز العمل وانخفاض معدلات الذكاء، اصابة الاطفال باعراض القلق المتوسط بمركبات الكادميوم، وكذلك تآكل بعض انواع انابيب البلاستيك المستخدمة في توصيل المياه وزيادة نسبته تؤدي الى هور بورتين في البول، التراكيز المرتفعة للكاديوم ينتج عنها ضرر الفشل الكلوي.
ما مخاطر ما ينتج عن التسمم بالرصاص؟
- من المخاطر ما ينتج عن التسمم بالرصاص اصابة الدماغ بانتفاخ وترهل في فصوصه وترسب لمواد بروتينية وخلايا التهابية في انسجة الدماغ، يظهر على هؤلاء الاطفال اعراض القيء والتشنج والذهول، عندما يصل تركيز الرصاص بالدم حتى 20 ميكروغرام/ 100 سم3 فان ذلك يؤدي الى ظهور مضاعفات على الجهاز العصبي الطرفي عند الاطفال، بينما يصل التركيز الى 40-50/ ميكروغرام/100 سم3 فانه يؤدي الى تخلف عقلي وعدم القدرة على التركيز واحداث نوبات عصبية بسبب تآكل انسجة الجهاز العصبي المركزي وكذلك تلف النهايات العصبية، عندما يصل الى 25 ميكروغرام/100س3 فانه يؤدي الى الاضطراب في الجهاز العصبي عند الاطفال.
|
|
|
|
|