|
| مقـالات
فواضل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز كثيرة ومتعددة ومنها ما تقدمه مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية للشعب السعودي والعالم العربي والاسلامي، وتمتد الى العالم بأسره، فأنشطتها تشمل ما يحتاجه الإنسان من طب وثقافة وتهيئة رزق وغير ذلك، ففي مجال الطب فتحت المؤسسة أبواب مساعداتها للمرضى، فكل يلهج بالدعاء لصاحب المؤسسة، الذي أرخص ماله في سبيل الله، فمعالجة المرضى من أهم الأعمال التى يتقرب بها العبد الى الله، وفي مجال المساعدات الإنسانية نسمع في كل يوم ما يأمر به صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز من اغاثة ملهوف، وملء بطن جائع، ففي هذه الأيام يأمر حفظه الله بنقل المساعدات الى المتضررين من الجدب في بلاد تشاد، وفي مجال الثقافة نجد البذل بسخاء على الموسوعة العربية العالمية، هذه الموسوعة التي حوت مادة ثقافية متنوعة، وأبرزت بلادنا المملكة العربية السعودية في الثوب الذي تستحقة ، وإذا كان نصيب المملكة العربية السعودية فى الموسوعات الاخرى ضئيلاً وقد يكون مهملا فعنوان هذه المقالة هو عنوان كتاب أصدرته مؤسسة سلطان الخيرية واشتمل على المواد التي تخص المملكة، وقدم للكتاب صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن سلطان بن عبد العزيز امين عام المؤسسة بمقدمة اشار فيها الى ما يقدمه الكتاب المذكور من خدمة للقارىء، تتمثل في اشارة سموه بقوله: «يوفر هذا الكتاب، الموجز بعض المادة المعرفية عن المملكة العربية السعودية، تاريخها وجغرافيتها واقتصادها وتعليمها ومنجزها الاجتماعي والثقافي والسياسي » وهذه العبارة وإن كان جزءاً من المقدمة إلا أنها جامعة لكثير من مواد الكتاب، ففي مجال التاريخ حوى الكتاب مادة جيدة عن الامام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود جد الأسرة الحاكمة، ومؤسس الحكم للدولة السعودية الثانية، مما يجعل القارىء يقف على جهاد هذا البطل الذي يعرف متى يقاتل، ومتى ينسحب من القتال، ومتى يلاين العدو، فسيرة الإمام تركي سيرة مثالية، لأنه رحمه الله مجموعة رجال في رجل، وبفضل الله ثم فضله تأسست الدولة السعودية الثانية، وانقادت البلاد حاضرة وبادية لقيادته الحكيمة، مما جعل الدولة تهيمن على بلاد نجد والاحساء وبعض بلدان الخليج. ويمتد الحديث في الكتاب الى الامام فيصل بن تركي الذي ثبت دعائم الدولة السعودية الثانية، عبر جهاد طويل ضد جيوش محمد علي باشا، فمرة تنتصر تلك الجيوش الغازية، ومرة ينتصر عليها الامام فيصل بن تركي، وفي الاخير استقام الأمر له، ودانت له نجد والمنطقة الشرقية، والساحل العماني، وبعض أجزاء عمان، وامتد حكمه الى عسير. كما يحوي الكتاب ما قام به الملك عبد العزيز من جهاد طويل في سبيل تأسيس الدولة السعودية الثالثة، فقد وفقه الله الى استرداد أملاك الدولة السعودية الأولى والثانية، ثم وطد الأمن، وأسس دولة عصرية، قادها أبناؤه من بعده: سعود وفيصل وخالد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد أيده الله وأعانه . وفي مجال الجغرافيا قدم الكتاب وصفا لسطح المملكة العربية السعوديةومناخها، فالسطح تمثله الجبال في الحجاز وعسير، والهضبة في نجد، والسهل الساحلي في غربي المملكة وفي شرقيها، والصحراء الواسعة في الجنوب والجنوب الشرفي المعروفة بالربع الخالي، والشريط الصحراوي المعروف بالدهناء، والنفود في الشمال، والمناخ يتبع السطح فهو معتدل في الجبال وقريب من الاعتدال في هضبة نجد، وحار في الصيف مع رطوبة في الساحل الغربي والشرقي. وفي مجال الاقتصاد أشار الكتاب الى اعتماد الاقتصاد على جميع المرافق الزراعية والتجارية والحرفية وبعد اكتشاف النفط أصبح الذهب الأسود رافداً قوياً لاقتصاد البلاد، بل إن المملكة اعتمدت على النفط في التوسع في الصحة والتعليم والطرق، ثم انضم الغاز الى النفط في كونه من روافد الاقتصاد في المملكة. وفي مجال التعليم عرض الكتاب بدايات التعليم في عهد الملك عبد العزيز، ثم انتظم العرض للتعليم في توسعه المتطور في آخر عهد الملك عبد العزيز وفي عهد الملك سعود، وعهد الملك فيصل، وعهد الملك خالد، وعهد خادم الحرمين الشريفين.
وعرض الكتاب منجزات المملكة الاجتماعية والثقافية والسياسية، وهي جديرة بالعرض هنا، ولكن مساحة المقالة لا تسمح بذلك. فالكتاب بحق من منجزات مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية. وفقها الله الى كل عمل صالح.
|
|
|
|
|
