| عزيزتـي الجزيرة
تجد أن هناك من الآباء والامهات من يؤيد أيسر المهور واقلها في الزيجات ويندد بذلك قولاً لا عملاً، وعندما تتهيأ له الفرص ويزوج ابنته سرعان ما يقتفي اثر الركبان يطلبهم حثيثاً كجري الخائف الوجل الذي لا يدع مجالاً للتفكير وإدراك للواقع، وعندما تسأله يفضي اليك بتلك الاجابة القطعية، لا نريد ان تكون ابنتنا اقل من غيرها من النساء، لأن ذلك الأب لم يعلم انه كم من فتى انقلب بعد ليلة فرحه حزناً وضاقت به الارض ذرعاً من تلك الالتزامات المادية ومطاردة اهل الديون وحصل له الهم والغم وتزداد حدة عندما يرى زوجته وهو بتلك الحال تذكر انها واهلها السبب في ذلك وفي تفاقم الديون، ثم يضع لنفسه بعض التساؤلات، هل سأقوم بتسديد التزامات الزواج ام ذلك المنزل المؤجر ام أف بالمتطلبات اليومية فتصعب عند هذا الشاب المسكين الحلول وتتعقد الحياة الزوجية حتى تصبح النهاية الفشل والطلاق، وتأتي هذه الفتاة الى منزل اهلها كما خرجت منه تجر اذيال الحسرة وفقدان ذلك المستقبل الذي طالما اخذ جزءا من تفكيرها لأنها تحلم كغيرها ان تكون ربة بيت لها دور في شتى ضروب الحياة الأسرية الطيبة، ولو علم ذلك الاب ما تحمله تلك الابنة الضحية من تلك الصدمة المفاجئة لصرف من جيبه اعز ما يملك حتى لا يقع ما وقع ولكنه فات الأوان، وانتهت الاحلام الوردية وتساقطت اوراق بعدما توقفت قطرات الندى. فلك أيها الاب الكريم إن كنت تريد لابنتك السعادة الزوجية ان تترك ما يفعله بعض من الناس في مهور بناتهم رغبة في الحصول على زيادة من المال، وتذكر ان ايسرهن بركة اقلهن مهرا، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة وصحابته الكرام رضي الله عنهم الذين لم يزوجوا الا بأيسر الامور وأقلها ولا ننسى تلك الوصية الخالدة «يسّروا ولا تعسروا».
والسلام عليكم
نايف ضحوي الخليف - حائل
|
|
|
|
|