| القرية الالكترونية
فرح مشتركو الانترنت بعد سماعهم خبر تخفيض أسعار الانترنت للمرة الأولى من قبل الجهة المشرفة على الانترنت في المملكة، وهي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وكان ذلك التخفيض والذي يشمل الأفراد ومزودي خدمة الانترنت في شهر يونيو من العام 2000م )جريدة الجزيرة عدد 10090 في 10 صفر 1421 الموافق 14 مايو 2000(، وجاء هذا التخفيض بعد اكتمال بعض البنى التحتية للانترنت ورغبة من المدينة في زيادة عدد المشتركين في المملكة، وهذا شيء طيب ومحمود تشكر عليه المدينة.
إلا أنه جاء في ذكر الخبر السابق عبارة اختلف المفسرون في تفسيرها، ألا وهي عبارة ).... وشدد الدكتور العذل على ضرورة الالتزام الفوري بهذه التسعيرة من قبل مقدمي الخدمة معبراً عن أمله في ان يتعاون مقدمو الخدمة مع المدينة في تخفيض التكلفة على المستخدم النهائي والأخذ بالاعتبار تاريخ سريان هذا التخفيض(، أما عن تاريخ سريان التخفيض فقد ورد في عبارة: )يشار إلى أن هذه الأسعار سارية المفعول ابتداء من 24/9/1420ه الموافق 1/1/2000 ولمدة عام واحد....( أي أن اعلان التخفيض جاء بعد بدء عام 2000 بستة أشهر، وتبادر الجميع أفراداً ومزودي خدمة انترنت بإيجاد التفسيرات لهذا الاشكال، ومفاده: كيف ستعالج اشتراكات ما قبل التخفيض والتي كانت في الستة شهور الأولى من العام 2000؟ أو بطريقة أخرى كيف ستتم معالجة الأثر الرجعي على الاشتراكات السابقة في هذه الستة شهور والداخلة في التخفيض؟
وكنت خلال هذه المدة السابقة )ماقبل إعلان التخفيض( قد اشتركت في الانترنت مع مزودي خدمة اثنين أظنهم من كبار مزودي خدمة الانترنت، فاتصلت بمركز خدمة العملاء لكليهما مستفسراً عن الأثر الرجعي لاشتراكي أي ما يخص الأفراد، فقال أولهما إن هذا التخفيض لا يشمل إلا الأسعار الجديدة! فسألته عن اشتراكي السابق والأثر الرجعي عليه فقال: لا بل الأسعار الجديدة. أما الآخر فلم يكن بأحسن حالاً من الأول، وأجابني بأنه لايعلم شيئاً عن الأثر الرجعي للمشتركين السابقين.
وزاد الطين بلة، تصريح سعادة مدير عام وحدة الانترنت بمدينة الملك عبدالعزيز د. فهد الحويماني، بأن المدينة لا تستطيع إلزام مزودي خدمة الانترنت بإرجاع المبالغ الزائدة إلى الأفراد! إذاً فالمدينة تعترف بوجود مبالغ زائدة ولكن أين هي؟!
إنني كمشترك في الانترنت لا أطالب بإرجاع النقود الزائدة )مع أنها حق من حقوق المشترك(، بل أطالب على الأقل بزيادة مدة الاشتراك في الانترنت وهذا ما لم يتم حتى الآن، وبإمكان الشركات معرفة المشتركين السابقين بواسطة المعلومات المسجلة لديهم.
ثمة موضوع آخر، وهو موضوع الانقطاعات المتكررة للانترنت، والحقيقة أننا نلمس تحسناً مستمراً للانترنت، لكن مازالت قضية الانقطاعات موجودة ومزعجة بشكل متكرر، وبما ان الأفراد قد دفعوا قيمة الاشتراك مقدما، فهم لم يتلقوا تعويضا عن هذه الفترة، بل يتلقون في أحسن الأحوال رسالة )بالانجليزية!( تأتي بعد عودة الانترنت سالمة بحمد الله، تنبه إلى حدوث الانقطاع وتعتذر عنه.
لقد أقرت المدينة قبل فترة تعويضاً لمزودي خدمة الانترنت عن فترة الانقطاع، لكن الأفراد لا عزاء لهم، وأقترح تمديد اشتراك الأفراد أيضاً أسوة ببعض مقاهي الانترنت التي تعوض مرتادي المقهى بزيادة المدة، ومع إيماننا الكامل بأن تلك الانقطاعات خارجة عن إرادة المدينة، إلا أنه ليس عسيراً على المدينة توجيه الشركات مزودة الخدمة بتمديد فترة اشتراك مشتركيها بنفس مدة الانقطاع.
إنني أعلم مدى الصعوبات التي تواجهها بعض الشركات مزودة خدمة الانترنت، من صعوبات مالية وفنية وغيرها، كما أنني أدرك مدى الجهد الذي تبذله مشكورة ومأجورة وحدة الانترنت في مدينة الملك عبدالعزيز، ولكن هل يعني ذلك ضياع حقوق مشتركي الانترنت؟ .
والله من وراء القصد.
hmohawes@yahoo.com
|
|
|
|
|