| الاقتصادية
* تغطية أحمد الفهيد:
دشنت مجموعة شل الملكية الهولندية أول امس الثلاثاء موقعها الاداري في مدينة الرياض إيذانا ببدء العمل في المشاريع الكبرى التي وقعتها مع المملكة للاستثمار في حقول الغاز العملاقة.
وقد اقام السيد فلورس آنسنج الرئيس والمدير التنفيذي لشركات شل في المملكة حفل استقبال دعا له ممثلي الصحف ووسائل الاعلام للاطلاع عن كثب على المكاتب الادارية للمجموعة في الرياض والتي سينطلق منها العمل لبقية مشاريع واعمال مجموعة شل في المملكة.
هذا وقد استمع الفريق الصحفي الزائر الى شرح تفصيلي للمبنى وآلية العمل فيه والاقسام التي يضمها من قبل الاستاذ عبد الرحمن الغليقة مدير العلاقات العامة لمجموعة شركات شل في المملكة.
وعقب الجولة القى السيد فلوريس انسنج رئيس شركات شل في المملكة ومديرها التنفيذي كلمة رحب فيها بالصحفيين وشكرهم على حضور حفل شل والتي ترتدي بردة جديدة لتأكيد جاهزيتها لمشاريع الغاز الجديدة التي يبدأ فيها العمل الآن.
وأكد السيد أنسنج على ان المشاريع الجديدة للمبنى تعد القاعدة للمشروع الثالث في حقول شيبة مشيراً الى استثمارات تقدر مبالغها المبدئية ب25 مليار دولار.
علما بأنها ليست القيمة النهائية للاستثمار ولا تغطي كل شيء على الرغم من أنها مبالغ كبيرة ولكن هذا المبلغ هو قيمة استثمار الانطلاقة الكبرى وبعد ذلك تدخل شركات كبيرة تستقطب الاموال الضخمة.
واضاف: ان التطلعات الكبيرة لصاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ومشاريع الغاز ستحرك الاقتصاد السعودي بشكل عام، فالبترول تحركه بطيء ومحدود بقرارات اوبك اما الغاز فهو قطاع مفتوح للاستثمار والشركات ستحرك استثمارات الغاز في المنطقة.
وأكد السيد انسنج أن سمو ولي العهد عندما طلب بالعمل في هذه الاستثمارات على مختلف المستويات لم يكن يتوقع انتهاء البطالة غداً بل من اليوم! وشل تؤكد جاهزيتها على أكبر طاقة وفي جميع المستويات لتحقيق طموح سموه.
كما تحدث عن اهتمام شركة شل منذ ما يزيد على 40 عاما منذ تواجدها في المملكة وحرصها الشديد على التراث والثقافة السعودية والتأقلم مع المجتمع السعودي.
واضاف: نحن فخورون جدا بتواجدنا لفترة طويلة تعلمنا فيها الكثير عن هذا المجتمع وهذا ما نؤكد عليه لكل مستثمر جديد في المملكة أو شخص يعمل لأول مرة في المملكة من الاجانب وهو على ضرورة التأقلم مع المجتمع والنظر له من خلال عيون سعودية ايضا وفي المقابل من المهم الموازنة بين ما يتوقع من السياسات الاقتصادية وسياسة الشركات الاجنبية مشيراً الى ان شركة شل تعمل في 100 دولة وقد تم اختيار )شل( و)اكسو موبيل( لان لهما الخبرة الكبيرة في تنفيذ المشاريع الكبيرة وفي المنطقة ايضا.
وحول ما تقوم به حكومة المملكة في الوقت الراهن يضيف: الحكومة السعودية الآن عينت مجموعة فريق تفاوضي جديد هذا الفريق قام بتحديد خطوات مشاريع الغاز خطوة بخطوة. مؤكداً على ان ضخامة هذه المشاريع تأتي من كونها ليست مشاريع غاز وحدها فهي تتطور لتشمل مشاريع الطاقة والكهرباء وتحلية المياه اضافة الى الصناعات البتروكيماوية وأيضا توفير المنتج المباشر وهو الغاز، فمشاريع الغاز ستوفر مشاريع اخرى وستخلف مجالات جديدة لتحريك الاموال والتوظيف.
واضاف: ان من اهم الحوافز الاخرى للاستثمارالتي قدمتها الحكومة السعودية هو حرص المملكة لايجاد الهيئة العامة للاستثمار والمجلس الاقتصادي الاعلى والتي توفر اجواء اكثر تنظيما وتطوراً وبشكل يشجعنا اكثر واكثر وتشير توقعاتنا القريبة الى ان هذه الجهات تعمل على قرارات اخرى تنظيمية ربما نساهم فيها بما لدينا من مقترحات ونتوقع منها ان تساعدنا في طرح المشاريع الجديدة.
وفي ختام كلمته اكد السيد فولريس انسنج الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة شركات شل في المملكة على ان الشركة متحمسة للدخول في هذه المشاريع وابوابنا مفتوحة والشفافية العالمية في اي وقت وأي سؤال متمنيا أن تنفذ هذه المشاريع بشكل يرضي الحكومة السعودية بالاسعار التي ترضي المستهلك مشدداً على ان هذه مسؤولية الصحافة في متابعة هذه الامور ورصدها والتعاون مع الشركة في تطوير أدائها بالشكل المتوقع منها والمرضي للجميع.
شركات شل في المملكة العربية السعودية
تمتد الشراكة بين حكومة وشعب المملكة العربية السعودية وبين مجموعة شل الملكية الهولندية الى أكثر من خمسة عقود واليوم تتضمن نشاطات الشركة خمس مشاريع رئيسية مشتركة مما يجعلها رائدة في مجال الصناعة كما ان الشركة تعتبر واحدة من أكبر المستثمرين الاجانب في المملكة حيث يصل المبلغ المستثمر من قبل شركة شل وشركائها في هذه المشاريع الى 8،7 بليون دولار امريكي.
ويرجع تاريخ نشاط شركة شل في المملكة العربية السعودية الى الاربعينيات حيث تمثل ذلك في اعمال الملاحة الجوية وزيوت التشحيم وفي ذلك الوقت كانت هذه الاعمال تدار عن طريق مكاتب في الدول المجاورة. وفي تلك الايام ازدهرت المشاريع المشتركة ونمت الاعمال مما قاد شركة شل الى مباشرة اعمالها في اول واكبر مشروع مشترك لها في المملكة حيث قامت في عام 1976م بانشاء شركة تكرير )مصفاة( بالاشتراك مع بترومين في الجبيل وتعرف هذه الشركة الآن بشركة مصفاة ارامكو السعودية شل )ساسرف( وتعتبر هذه المصفاة من اكبر واحدث المصافي الموجودة في العالم حتى الآن.
وبما ان الملاحة الجوية بالمملكة ظلت تمتد وتتسع، قررت شل بالتعاون مع شركة بي بي وشركاء سعوديين اقامة مشروع مشترك آخر حيث تم في عام 1977م تأسيس شركة شبه الجزيرة العربية لخدمات الملاحة الجوية )باسكو( وهي تعتبر الآن من ضمن الشركات الرائدة في مجال امداد الطائرات بالوقود وشحوم الدفع والمنتجات الخاصة في المنطقة الغربية من المملكة.
وفي عام 1985 وهو نفس العام الذي اصبحت فيه المصفاة في الجبيل تؤدي أعمالها بالكامل تم تأسيس مشروعين مشتركين لانتاج شحوم شل محليا وذلك من أجل سد الحاجة المحلية المتزايدة لهذه الشحوم . وهذان المشروعان هما: شركة الجميح وشل لزيوت التشحيم )جوسلوك( وشركة الأسواق العربية السعودية وشل لزيوت التشحيم )ساسلوبكو( وقد اثبت المشروعان نجاحا عاليا في المشاريع المشتركة حيث يعتبران في السوق من الرواد في مجال شحوم وزيوت السيارات.
الموجة الثالثة من الاستثمارات
«شل» توقع اتفاقيات مبادرة الغاز الطبيعي السعودية في جدة
كان يوم الثالث من يونيو موعداً لحدث تاريخي بمدينة جدة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، تم تدشين الموجة الثالثة من الاستثمارات الضخمة بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود وكبار مسؤولي شركات البترول العالمية، والجميع يشيدون بالجهود الجبارة والإنجاز الكبير الذي حققه الأمير سعود الفيصل وفريقه.
بدأت الموجة الأولى للاستثمار بتأسيس «أرامكو» التي ولدت الموجة الضخمة الأولى من الاستثمارات، وبعد ذلك في السبعينات ومع قرار ايقاف حرق الغازات البترولية تأسس نظام الغاز الرئيسي الذي أدى بالاشتراك مع «سابك» التي تأسست في نفس الوقت، إلى جذب رؤوس اموال ضخمة إلى المدينتين الصناعيتين «الجبيل» و«ينبع».
من المتوقع ان يصل معدل النمو في الطلب المحلي على الغاز داخل المملكة إلى 8% سنوياً حتى عام 2007، وبذلك ستكون زيادة إنتاج الغاز من اولويات الحكومة السعودية ومن هنا كان تدشين الموجة الثالثة من خلال مبادرة الغاز الطبيعي السعودي، وسوف يستخدم الغاز كمادة خام أساسية لصناعة البتروكيمياويات المتنامية بالإضافة لتوليد الكهرباء وتحلية المياه، بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام الغاز محلياً بدلاً من البترول يمكن ان يساعد في توفير ما يتراوح من 200000 300000 برميل من الزيت الخام يومياً كطاقة إضافية للتصدير خلال السنوات القليلة القادمة.
وقع السير مارك ستيوارت رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات «شل رويال دوتش» اتفاقيتين لتنفيذ مشروعي غاز رئيسيين، تم طرحهما على شركات البترول الدولية كجزء من مبادرة الغاز الطبيعي السعودية.
حظيت «شل» بقيادة المشروع المشترك الأساسي رقم «3» وبحصة كبيرة في المشروع الأساسي رقم «1» في المشروع المشترك الأساسي رقم «3»، بمنطقة الشعيبة بالربع الخالي، تتولى «شل» قيادة «توتال فينا إلف» و«كونوكو» اللذين تبلغ حصة كل منهما 30% يتضمن هذا المشروع عمليات تنقيب بالإضافة إلى تنمية اكتشافات الغاز المعروفة، وعمليات توليد كهرباء، وتحلية مياه، ومشروع عالمي للبتروكيماويات في مجال الصناعات الفرعية.
المشروع المشترك الأساسي رقم «1» الذي يشمل المنطقة جنوبي حقل غوار، تقوده اكسون موبيل، التي تمتلك حصة مقدارها 35% وتشترك معها «شل» و«بريتش بتروليم» وتبلغ حصة كل منهما 25%، وفيليبس بحصة مقدارها 15%، يركز هذا المشروع على عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي وتنمية حقوله، والاستثمار في توليد الكهرباء وتحلية المياه وصناعة البتروكيماويات على كل من الساحلين الشرقي والغربي.
|
|
|
|
|