| الثقافية
في الرمل ماؤك والأصابع
والمدينة في الجبال..
المدينة باطن الكفّ، التلاقي
فانتبه .. لا عمرَ بعد العمرِ
إن كُسرتْ يداك على التلال
كأنما .. لا أنتَ بعدكَ أنتَ
إن ضلّت ملامحك السؤالْ:
من عذبكْ؟
من ثقف الوتر الذي قد أدبك؟
كانت إذاً..
كانت سفينتك الوحيدة تفتح الأبواب
من أجل الإياب، وكنتَ وحدكَ..
مثل قطّاف النقاط من الخطاب،
كأنك الموعود كسراً في التمام..
كأنك المفقود قسراً في الجواب..
الآن تبدو مثل ظلك مرتين:
تمطرْ..
ولا صحراء تشرب
الآن ظلك سوف يبدو
مثل حظك مرتين:
تمضي.. ولكن
لا طريق يمدّ تحتك نفسه
هل بعد شم الملح تهوى لذعة الأزهار
من تحت الأظافر..؟
لا صحاري،
لا طريق إلى الصحاري، لا جفاف..
ولا رطوبة،
إن خرجت الآن من بين الهواء
فسوف تدخل في اللحاف..
ولست وحدك، في نداء النجم
من بين الشموس..
لست وحدك، طالما الأمواج تشنق نفسها
تحت الفؤوس..
فلست وحدك «كُنْ.. وقُل»
كيما أذى السعداء يبقى في انحدارٍ ناقصٍ
وسفينة أخرى تعود لتستعيد التيه منك
وتستعيد التيه بعد التيه فيك،
سفينة أخرى إليك،
سفينة أخرى لديك،
وأنت وحدك «لست وحدك» إنما
كل الشواطئ في يديك، وربما
كل البحار ستحتويك..
إذا تعدى الموج من جفنيك، كي يرميك فيكَ
سفينةُ أخرى ستبقى منك حتى آخر الدنيا
لوحدك «لست وحدك» طالما..
هي منك، تلك، لأنها..
وكأنها انقلبتْ عليك،
فهل سيفتنك الهواءُ
إذا يهبُ الآن من رئتيك..؟
ستقول: لا!
فبعد هذا العمر: كلاّ..
وبعد كل العمر: حتماً
أي أرض، في الهواء
وكل أرض غصن زيتون يلوح في الفضاء
لأن أرضا لا تزال قريبة من إصبعيك
وأنت مقترب إليها..
أنت مقترب عليها..
أنت مقترب بها،
بسفينةٍ أخرى لآخرك الذي لا تيه فيه..
|
|
|
|
|