رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 10th July,2001 العدد:10512الطبعةالاولـي الثلاثاء 19 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

بوح
تنظيم التفكير
ابراهيم الناصر الحميدان
جملة من العوائق تعتري الكثير من توجهاتنا وهي في الواقع تدخل في نطاق عدم التنظيم. إذ القليل منا يستطيع أن يتحكم بوقته كما يجب. فأنت مثلا تردد بينك وبين نفسك عبارة )بكرة يحلها حلال( أي الاعتراف الصريح بأن غدك قد يكفل عنك إيجاد ما يغنيك عن التفكير في حل لقضية من قضاياك الحياتية بمعنى الركون الى المصادفة فهي تأتي من حيث لا تحتسب وربما لأنها غير مدروسة تأتي مشوهة غير ناضجة والفرق شاسع بين أمر درسته من كافة الجوانب ثم اتخذت قرارك على ضوء ذلك وبين وضع نشأ سريعاً ليفرز رؤية غائمة تدفع الى قرار مسطح. إن للتربية منذ الصغر تأثيرها على العقل عندما يكبر الانسان.
فالملاحظ مثلا عندما يخطىء الطفل في المنزل ينهال عليه التقريع وربما الصفعات دون أن يعطى فرصة للتعبير عن نفسه وهذا القمع الاعتباطي يجعله يرتبك في اتخاذ قراراته لاحقا إنما يصبح وجلابعد أن فقد الثقة في حرية اتخاذ ما يراه مناسبا وارجو عدم التنكر لحرية الطفل في الاحتكام الى عقله لأن تلك المرحلة سوف تنمو معه فإما ان يستمر مشجعاً لتدخل عقله في إضاءة ما يقابله أو يصبح عقله معطلاً فيعود الى من هو أكبر منه سنا في اتخاذ الموقف في أي شأن يعترضه حتى وإن كان قرارا خاصا جداً مثل هل يأكل أو يشرب عصير أم يذهب الى الحمام بدءًا وغسل يديه قبل تناول أي طعام وشراب في اعتقادي أننا بصورة عامة أخفقنا في تهيئة عقولنا حتى تصاحب تصرفاتنا وسلوكنا. بمعنى ان طاقاتنا العقلية لم تستثمر كما يجب ولهذا فمن النادر أن نجد الطفل أو الصبي الذي يتصرف بحكمة وان حدث ذلك يصبح قبلة الأنظارحتى نربكه في سلوكه اليومي. ولو اردنا أن نضرب مثلا على سوء تقديرنا للوعي لدى الاطفال فلنقرأ أو نتابع ما يفعله الغربيون إزاء أطفالهم.
فالمرأة الواعية لاتعاقب طفلها رأسا عندما يتصرف بدون تفكير مثل تهشيم الزجاج أو تكسير الاواني وحتى تمزيق الأوراق إنما تسأله لماذا فعل ذلك التصرف فلربما هو يشكو من دوافع نفسية وفي هذه الحالة لا تتردد عن استشارة طبيب العائلة الذي سوف يساعدها في معرفة المسببات لهذا الفعل وبعد ذلك أي عندما تسمع إجابة الطفل أو الصبي على فعل تلك الحماقة تشرح له بهدوء الأضرار التي أداها ذلك السلوك في المنزل وكيف يعالج ذلك الخطأ مرة أخرى أي إنها توقظ لديه حب التفكير قبل ممارسة أي عمل حتى وإن كان سلوكا عفويا ونلاحظ ان القمع أو العقاب لم يدخل الى ثنايا التوجيه باعتباره يقفل الطريق امام سلوك تربوي لا يحدث مرة أخرى. فالسلوك هنا مرتبط بتنظيم العقل على المدى الطويل فهل تدرك الأمهات مدى تأثير تصرفاتهن مع الأطفال في ثنايا العلاقة اليومية؟! هذا ما نرجو إدراكه ومعالجة سلوك الأطفال انطلاقا من هذا الفهم لتأتي تجارب الأطفال الناجحة وليس العقاب هو منتهى التوجه السليم.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved