| فنون تشكيلية
كيف يولد الناقد وكيف يكون مؤثرا على الآخرين ومن المسؤول عن وجوده؟ أسئلة كثيرة واستفهامات اكثر تعقيدا وإجابات مبعثرة تتأرجح بين الاقتراب من تفسير واقع النقد التشكيلي وأخرى تبحث عن تهميشه واتهامه بالتجريح والإحباط والرضوخ للعاطفة والعلاقات الشخصية هذه الإطلالة جاءت بعد قراءتي لأوراق ندوة النقد التي أعدتها لجنة مسابقة ملون السعودية وتطرقت لها في تلميحة الأسبوع الماضي.
أعود اليوم للخوض في نفس التوجه وهو النقد في المملكة تحديدا اذ اصبح لدينا الكثير من الفنانين أمام شح وفقر مدقع في النقد مع وجود قدرات متمكنة من التعامل به في حالة نضج وإيمان الفنانين بوجود القلم الناقد.
ولو عدنا لبداية المقالة وتلمسنا تلك التساؤلات ومنها كيف يولد الناقد لنجد ان الإجابة تكمن في كثافة العطاء الإبداعي وفي وعي المبدعين فيه بأهمية النقد وثقتهم بالناقد، اما كيف يؤثر في الآخرين من الفنانين والمتلقين فالأمر مرتبط بقدرات الناقد وامتلاكه أسس النقد عودا على مرجعية تاريخية لكل ما يحدث من تطورات في الساحة ولكن ماذا عن المسؤول عن وجود الناقد هل هي الحركة التشكيلية ام الجهات المسؤولة عن الفن التشكيلي ام القطاع الخاص، إذاً ما الذي نحتاجه من كل طرف؟
* إن كانت الساحة التشكيلية هي من تحتاج الى ناقد فعلى الفنانين قبول الواقع النقدي من الناقد المحايد واشدد على صفة المحايدة مهما كان قاسيا.
* وإن كانت الجهات المسؤولة عن الفن التشكيلي هي المفتقرة لتقويم وتقييم ما يدور في الساحة ومعرفة الإيجابيات والسلبيات ووضع قاطرة الإبداع على القضبان بأمان أن تأخذ بمن ترى فيهم القدرة على ذلك وتعد لهم إصدارات خاصة كمجلة دورية او فصلية لهذا الشأن او عليها ان تبتعث متخصصين لدورات متخصصة في النقد.
* ولكن اذا كان القطاع الخاص هو الباحث عن الأصوات الناقدة وليست الناعقة «وهنا يجب أن نعرف أبعاد هذا الأسلوب المعتمد على الدعاية والتلميع لفنانين دون غيرهم او ما يطلق عليه نقد التطبيل الهدف منه التسويق فعلى القطاع الخاص المتخصص في تسويق الأعمال الفنية باعتباره أسلوباً عالمياً معروفاً أن يتبنوا الصفحات التشكيلية عبر الإعلان يقابله مادة تحريرية يضعون فيها ماهب ودب على ارض قاعاتهم وصالات عرضهم او أن يعدوا إصدارات خاصة بهم تتبنى من تستفيد منهم.وبين هذا وذاك يجب ان نكون اكثر واقعية تجاه أرضية النقد او البيئة التي يمكن ان تنبت ناقدا ولهذا فواقع التشكيل المحلي مازال في دور التشكيل والتكوين ما يعني اننا مازلنا مبكرين على الناقد الا في حدود معينة ومحدودة نتيجة لما يحدث من سوء في ادارة هذا الفن واعتبار ما يقدم قصد منه التشجيع مع وجود من لا يعي أهمية النقد ويضعه في دائرة الشك ويصفه بالتجريح.
ونجاح النقاد يعتمد كليا على موقف الجهات المسؤولة عن الفن التشكيلي وتقبلها للرؤيا والرأي الذي يطرحه المقوم لمسيرة الفن لايجاد قاعدة صلبة مشتركة تصب في مجملها لخدمة جزء من ثقافة الوطن وإبداعات أبنائه قبل أن يتجه الناقد لتقويم التفاصيل ومنها العمل الفني توازيا مع الهدف العام لتكوين مثلث محكم الاضلاع:
* الجهات المعنية بالفن التشكيلي
* الفنان
* الناقد
ويتضح لنا في هذا التسلسل دور كل منهم ابتداء من الدعم وتسهيل السبل بشكل مدروس ثم تأتي مرحلة تواجد الفنان يليها دور التقويم وحينما يجد الناقد دعم الجهات المعنية وتقبلها لما يطرحه النقاد فسوف ينعكس على نوعية المعارض ومستوى الفنانين. ويدفع بالقادم للساحة ان يكون مهيأً لقبول الرأي والتوجيه وان لا يقدم إلا بثقة يرجعها لامتلاكه القدرة على الحضور.ولهذا مازال مجال النقد في الفن التشكيلي المحلي يتواجد باستحياء وقد يتعرض للهجوم والتصدي ممن تعرض لهم الناقد مقارنة بالواقع العام والمشابه ولعدم وضوح الرؤيا فيمن يستحق ان يكون فنانا في ظل إشراع ابواب المعارض للصالح وغيره دون تصنيف او تحديد مستويات.
لتواصل
monif@hotmail.com
|
|
|
|
|