| العالم اليوم
* الفارعة «الضفة الغربية» «ا.ف.ب»:
^^^^^^^^^^^^
الى الحصار العسكري والتمويني الذي فرضته الدولة العبرية على الفلسطينيين اضيف مع بداية الصيف واحتباس الامطار لهذا العام حصار آخر هو حصار الماء والعطش، فمصادر المياه كلها تحت السيطرة الاسرائيلية وما يصل الى الفلسطينيين منها يكاد لا يسد الرمق.
^^^^^^^^^^^^
وقد تعود الفلسطينيون رؤية الصهاريج تنقل اليهم مياه الينابيع القليلة التي يمكن الوصول اليها، وتحول الكثيرون الى الآبار التي غالبا ما تختلط مياهها بالمياه المبتذلة.
وتشاهد يوميا عند نبع عين الفارعة )في محافظة طوباس( شمال شرق الضفة الغربية عشرات الصهاريج التي تنقل المياه الى اكثر من احدى عشرة قرية فلسطينية قريبة تعتمد على هذا النبع اعتمادا رئيسيا فى حاجاتها اليومية.
لكن العين نفسها التي توفر مياه الشرب لنحو 50 الف فلسطيني والتي كانت تروي وادي القرية مهددة بالجفاف في اي لحظة وقد اضطر مسؤولو البلدية الى تقليص ساعات تزويد الصهاريج والى السماح بضخ نصف الكميات المعتادة تحسبا لايام الصيف الطويلة.
وتوقع مسؤول المجلس القروي في الفارعة جمعة علام «ان تجف مياه العين خلال اسابيع وربما في فترة اقل، ونخشى ان نتعرض للعطش».
وقال المهندس فضل كعوش نائب رئيس سلطة المياه الفلسطينية لوكالة فرانس برس «اننا نستخدم 18% من اصل مواردنا المائية الفلسطينية لانها لا تزال تخضع للسيطرة الاسرائيلية».
واضاف كعوش «ان كمية المياه داخل حدودنا هي700 مليون متر مكعب ولكن ما نحصل عليه الآن وبعد زيادة كمية المياه بعد اوسلو 134 مليون متر مكعب».
وقد تراجع معدل استهلاك الفرد للمياه في الضفة الغربية الى ما دون الخط الاحمر الذي حددته منظمة الصحة العالمية كحد ادنى للاستهلاك اليومي للفرد وهو 120 ليترا يوميا.
ويحصل سكان محافظة طوباس )50 الف فلسطيني( والتي تتزود بمياه الفارعة ومن شبكة مياه قديمة على 12 ليترا للفرد الواحد بحسب كعوش.
وتابع كعوش «لو كان عندنا سيطرة مائية فان معدل استهلاك المياه اليومي للفرد سيرتفع الى 380 ليترا في اليوم الواحد بدلا من النسب المتدنية الحالية وهي 19 ليترا فى محافظة جنين )شمال الضفة الغربية( و30 ليترا لمنطقة الخليل وبيت لحم )جنوب الضفة الغربية(.
وفي منطقة الاغوار شرق الضفة الغربية تبدو المنطقة جافة يابسة تماما بعد ان جفت عين العوجا التي كانت احد الموارد المائية الرئيسية لتلك المنطقة فيما الصورة مغايرة تماما في الجانب الآخر من مستوطنات الاغوار حيث تبدو المزروعات وارفة الخضرة لأن السلطات الاسرائيلية تزودها بكميات كبيرة من مياه الآبار.
وقال جمعة علام «ان المزارعين لجأوا في الآونة الاخيرة الى قطع اشجار الحمضيات والاستعاضة عنها بزراعة الخضروات لان اشجار الحمضيات بحاجة الى كميات كبيرة من المياه، لكنهم ما لثبوا ان اكتشفوا ان المياه لا تكفي حتى للشرب وبقيت بيارات كثيرة بدون زراعة بعد قطع اشجارها».
وناشد علام جمعة المسؤولين الفلسطينين ايجاد بدائل لمواجهة ما وصفه «بالكارثة» التي ستحل بالمزارعين والمواطنين جراء نقص المياه.
وبحسب اتفاقية ملحقة باتفاقية اوسلو وقعت في 2ايلول/سبتمبر من عام 95 فان الجانب الاسرائيلي يعترف بحقوق المياه الفلسطينية على ان يتم البحث في هذا الموضوع خلال مفاوضات الوضع النهائي.
واتفق الفلسطينيون والاسرائيليون على ان حاجة المجتمع الفلسطيني للمياه تقدر بنحو 80 مليون متر مكعب ولهذا الغرض انشئت لجنة مشتركة تتولى تنفيذ الاتفاقية.
ولم يحصل الفلسطينيون )مليون ونصف المليون( من الكمية المتفق عليها سوى على 16 مليون متر مكعب من المياه خلال السنوات السبع الماضية في حين يستخدم نحو 160 الف مستوطن في الضفة الغربية 55 مليون متر مكعب من آبار حفروها في الاراضي الفلسطينية ويحصل كل مستوطن على 355 ليترا للفرد.
واحتفظت اسرائيل بما تسميه حقها بعدم التفاوض حول الموارد المائية الفلسطينية التي تستخدمها حاليا.
ويستخدم المستوطنون سلاح قطع المياه عن القرى الفلسطينية في الضفة الغربية منذ اندلاع الانتفاضة خاصة بعد ان ربطت القرى الفلسطينية بشبكات المياه نفسها التي تغذي المستوطنات ويسيطر المستوطنون على محابسها.
ويشكو السكان الفلسطينيون في قرى بني زيد مجموعة قرى تقع شمال غرب رام الله يسكنها 18 الف فلسطيني من انقطاع المياه عنهم منذ عشرين يوما بسبب اغلاق مستوطني مستوطنة «حلميش ونافيه تسوف» محبس المياه الموصل الى هذه القرى.. وهي مشكلة تتكرر في انحاء الضفة الغربية.
وتحظر اسرائيل على الجانب الفلسطيني حفر ابار جوفية دون موافقتها ويقول فضل كعوش «ان الاسرائيليين يدفعوننا نحو استخدام تحلية مياه البحر الابيض المتوسط او مشاركتهم شراء المياه من تركيا».
واضاف كعوش «لقد صادر شارون 13 بئرا فلسطينية في منطقة بيت لحم والخلي لعام 76 اثناء توليه منصب وزير الزراعه والآن يبيعوننا مياهنا اضافة الى كميات مياه اخرى تسحب من اراضينا بسبعين مليون شيكل )نحو مليون و750 الف دولاراميركي ( سنويا».واختتم كعوش «ان اسرائيل قلصت الكميات التي تضخها للاراضي الفلسطينية بنسبة 12% بحجة انحسار المياه في المصادر الطبيعية».
|
|
|
|
|