| وطن ومواطن
تولي حكومتنا الرشيدة عناية كبيرة بتعليم الفتاة ويمكن ملاحظة ذلك من الزيادة في نسبة أعداد الفتيات السعوديات في المجالات التعليمية وتأتي مساهمة الفتاة السعودية كذلك في دفع عجلة التنمية الوطنية إما من خلال المشاركة والعمل في القطاع الخاص مثل البنوك ونحو ذلك ولكن بشكل محدود جداً أو العمل في أجهزة القطاع العام حيث ان الفرصة متاحة لها أكثر فالنسبة العظمى من الفتيات السعوديات يعملن في مختلف الوظائف الحكومية العامة وتأتي بالمرتبة الأولى الوظائف التعليمية حيث لا يكاد يخلو بيت من معلمة وبعد ذلك تأتي الوظائف الطبية والاجتماعية ولكن بنسب ضئيلة جداً. لقد أثبتت الفتاة السعودية كفاءة ومقدرة عالية وتحقق من ذلك سعودة كاملة بالنسبة للوظائف التعليمية.
إن دور الفتاة السعودية في دفع عجلة التنمية الاقتصادية هو أقل بكثير مما هو متوقع منها وهنا لا نلوم الفتاة نفسها وإنما محدودية الإمكانات والفرصة الوظيفية المتاحة لها.
إن معظم الفتيات السعوديات يعملن في مجال التعليم ليس حباً فيه ولكنهن مجبرات ومكرهات عليه لعدم إتاحة الفرصة لهن وحكرهن في مجال واحد، أما الطب فتوجد فتيات يعملن في هذا المجال ولكن بنسب قليلة والعملية ما يفوق في أحيان كثيرة مستوى وقدرات بعض الشباب.إن تكدس الخريجات الجامعيات ظاهرة استفحلت في المجتمع السعودي وتحولت الى مشكلة في السنتين الأخيرتين والكل يُلقي باللائمة على الرئاسة العامة لتعليم البنات مُطالبين الرئاسة بتأمين وتوظيف الآلاف من الخريجات الجامعيات وليس هذا فحسب بل طالبوا الرئاسة أن يتم التعيين قريباً من منزل المعلمة ولم يراعوا أن لكل مدرسة نصاباً مُحدداً من المعلمات والإداريات لايمكن تجاوزه إلا بضوابط وشروط مُعينة تحددها حاجة المدرسة وعدد طالباتها.
من جهة ثانية أخفقت الرئاسة وبقرارات ارتجالية واجتهادات غير موفقة لم يُراع فيها وضع الخطط التنموية في الزيادة المتوقعة لأعداد الخريجات وما نتج عنه من استحداث بند )105( الذي يخلو من جميع الحقوق الوظيفية وراتب مقطوع وبعد ان يمضين سنوات عدة يرسمن على المستوى الأول وهن جامعيات تربويات مؤهلات يستحقن المستوى الخامس لقد تغاضت الرئاسة عن السلبيات التي تحدث للمعلمات المعينات على المستوى الأول في امل ان يتم تحسين مستوياتهن متى توفر ذلك وهن يرين زميلاتهن يتمتعن بمميزات وراتب المستوى الخامس وسوف يواجهن الكثير من المشاكل والمتاعب النفسية التي تعود عليهن وعلى إنتاجية العمل بالكثير من المشاكل والضغوط النفسية ويكفينا شعورهن الداخلي والإحساس بالتفرقة الشاسعة بين المستوى الأول رغم تساوي نصاب الحصص والمسئوليات وعدم الرضا، وتكون نظرتها لكثير من القضايا المتعلقة بعملها نظرة سلبية لأن الشعور بالعجز وعدم القدرة يسيطر على مخيلتها وهذا كفيل بقتل الإبداع والاجتهاد وعدم الاكتراث والتهاون في أداء الواجب وتنفيذ القرارات والمماطلة وظهور جوانب كثيرة من التقصير لذا هناك بعض الاقتراحات التي قد تساهم في علاج المشكلة منها:
1 زيادة الفرص الوظيفية النسائية في مختلف الأجهزة الحكومية مثل مكاتب الرئاسة العامة لتعليم البنات، وزارة الداخلية، الجوازات، شركة الاتصالات، الخطوط السعودية )تقديم الخدمات عن طريق الهاتف( ذلك لأن الفتاة السعودية قادرة على القيام بجميع الأعمال الإدارية والمحاسبية والمالية دونما أي اختلاط مباشر بالرجل.
2 تفعيل توظيف الفتاة السعودية في القطاع الخاص بالمستشفيات والمستوصفات الأهلية وعدم حصر التوظيف في بعض الوظائف التعليمية بالمدارس الأهلية والوظائف في الفروع النسائية للبنوك.
3 - تشجيع الفتاة السعودية المقتدرة مالياً على استثمار أموالها في المشاريع التجارية.
4 تسليط الإعلام بأنواعه على وظائف التمريض ونحوه.
5 الأخذ بمبدأ المساواة بين المرأة والرجل في التعيين وهذا ما نصت عليه الشريعة الإسلامية وتطبيق مبدأ الجدارة في التعيين أخذاً بقوله تعالى )إن خير من استأجرت القوي الأمين(.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالله بن محمد السويد
وزارة الدفاع والطيران
الشئون العامة
|
|
|
|
|