| الطبية
استعرضت معك عزيزي القاريء في اللقاء السابق بعض المظاهر الاساسية لمرض هشاشة العظام والمشاكل التي قد تترتب على هذا المرض الصامت الذي ينخر العظم ويجعله هشاً طرياً قابلاً للكسر حتى بدون أي عوامل خارجية في بعض الاحيان وفي هذا الجزء سأستعرض معكم بعض انواع العلاجات التي يمكن استعمالها لعلاج المرض.
وقبل ذلك فلابد من التنويه ان نسبة حدوث المرض في ازدياد بالغ وتكاليف العلاج من ادويته والحاجة الى دخول المستشفى لفترات طويلة وربما الحاجة لعمل تغيير لمفصل الورك جراحيا وما قد يترتب على ذلك من مشاكل وفقد المريض لقدرته الطبيعية للقيام بأمور حياته الروتينية كل ذلك يجعل المرض على درجة عالية من الاهمية الامر الذي يدعو الى اتخاذ كافة الوسائل لمنع حدوثه في المقام الاول وتأتي بعد ذلك أهمية المتابعة الطبية من شخص متخصص لعمل الفحوصات اللازمة مخبريا وشعاعياً ومن ثم وضع خطة العلاج المناسبة.
إن ما نسبته اكثر من 40% من السيدات بعد سن اليأس هن عرضة للاصابة بوهن العظام وهذه نسبة عالية جداً يجب التصدي لها بكل الوسائل المتاحة وفي عام 1990 بلغ مجموع الكسور الناتجة عن المرض في العالم ما يقارب ال7،1 مليون كسر كما ان التأثير الاقتصادي للمرض كما اسلفت لا يستهان به فسنويا يكلف المرض حوالي 10 بليون دولار امريكي كل سنة في الولايات المتحدة واذا استمرت كسور مفصل الورك على معدلها الحالي في الولايات المتحدة فانه من المتوقع ان تصل التكلفة الى 62 بليون دولار بحلول العام 2020م.
وعودة مرة اخرى عزيزي القاريء الى اهم العلاجات المتاحة لعلاج مرض وهن العظام وسأبدأ أولا بالعلاج بالهرمونات التعويضية لنقص الاستروجين.
1 العلاج بهرمون الاستروجين + البروجيسترون:
كما ذكرت في المقال السابق فان نقص الاستروجين في جسم المرأة بعد سن اليأس له تأثيرات كثيرة فبالاضافة الى التدهور في كثافة العظام التي تحدث للكثير من السيدات بعد سن اليأس فان تأثير هذا النقص يتعدى ذلك ليشمل كل اجزاء الجسم وبخاصة الشرايين المختلفة ومنها الشرايين التاجية التي تقوم بتروية عضلة القلب. هذا النقص يجعل السيدات عرضة للجلطات الشريانية المختلفة ومنها جلطات القلب والمخ كما ان هناك تأثيراً كبيراً لنقص الاستروجين على الجهاز التناسلي والبولي وكذلك الجلد وظهور الكثير من التجاعيد عليه كما تحدث هناك تأثيراً نفسية عكسية لهذا النقص ان كل هذه التأثيرات يمكن وضع حد لها او منعها بشكل كامل اذا تم تناول هرمون الاستروجين في صورة حبوب او لصقات توضع على الجلد ويتم تغييرها كل 24 ساعة ويلزم التنويه الى انه من الضروري ان يتم استخدام العلاج الهرموني تحت اشراف طبي مباشر ومتابعة مستمرة لمنع حدوث اي مشاكل تترتب على هذا العلاج.
ان استعمال العلاج الهرموني له تأثير كبير على كثافة العظم وإذ يمنع هذا العلاج التدهور في الكثافة كما انه قد يزيد في هذه الكثافة الى حد 5% مقارنة مع التدهور الحاصل لدى السيدات اللاتي لم يستعملن الهرمونات.
2 عقار فوساماكس:
يعتبر هذا العلاج أحدث اضافة الى الادوية المتوفرة لعلاج وهن العظام ويمكن استعمال الدواء لعلاج مرض وهن العظام كذلك يمكن استخدامه لمنع حدوث المرض لدى أولئك المعرضين بصورة كبيرة للمرض مثل المرضى المستعملين للكوريتزون لفترات طويلة.
ومن الممكن رفع كثافة العظم الى ما يقارب 7% مع استعمال هذا الدواء ومنع حدوث كسور باذن الله بنسبة قد تقارب ال50%.
ومن المهم أخد الدواء تحت اشراف طبي اذ ان هناك طريقة معينة لاخذه لمنع حدوث تأثيرات جانبية وأهمها تقرحات المعدة والمريء.
وتجدر الاشارة الى أهمية أخذ كمية مناسبة من الكالسيوم وفيتامين مع أي عقار يستعمل لعلاج وهن العظام.
وهناك ادوية أخرى يمكن استعمالها لا يتسع المجال لذكرها في هذه العجالة ومنها عقار الكالسيتونين الذي يعطى على شكل بخاخ في الانف ولها تأير مخفف للألم للمرضى المصابين بكسور العمود الفقري المؤلمة.
ان الكسور الناشئة عن المرض تنتج في معظم الاحيان نتيجة للسقوط المفاجيء ولذا فمن المهم محاولة منع مثل ذلك السقوط والانتباه وأخذ كل الحيطة والحذر الممكنين لمنع أي سقوط قد يؤدي الى كسر لا قدر الله.
وبعد.. عزيزي القارىء كانت هذه عجالة بسيطة عن مرض ينخر في عظام المصاب على مدى سنين طويلة ويؤثر على الملايين من الناس في أرجاء المعمورة وله تأثيرات سيئة جداً على الشخص المصاب وارجو ان تساعد هاتان المقالتان على التوعية الصحية عن هذا المرض.
مع تمنياتي للجميع بصحة جيدة وعظام سليمة قوية خالية من أي هشاشة أو وهن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
د. يوسف صالح
استشاري باطنة وغدد وسكر مستشفى الملك فهد للحرس الوطني
|
|
|
|
|