أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 9th July,2001 العدد:10511الطبعةالاولـي الأثنين 18 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

كنت أتمنى لو دعا لتطويرها
رويدك أخي محمد.. فالمراكز الصيفية لأبنائي وأبنائك
اطلعت كما اطلع غيري على ما سطره الكاتب محمد العثيم في زاوية «المعنى» يوم الأربعاء بتاريخ 6/4/1422هـ والذي كان مدار الكلام فيه عن المراكز الصيفية ونسف جهود القائمين عليها. ولقد عجبت مما بثه الأخ محمد من كلمات متناقضة وأفكار تفتقر إلى أسس مقبولة، ولعلها كانت رؤى فردية مبنية على تجربة شخصية لا ترتقي إلى التعميم بل على العكس من ذلك فهي لا تمت إلى الواقع المشاهد بصلة وكنت أتمنى لو دعا إلى تطوير الوضع الحالي لها والذي أقصده بالتطوير هنا هو التطوير الذي يرتقي بالعمل من حسن إلى أحسن، كما انني كنت أتمنى ان لا يكون هناك ومن خلال كم سطر نسف لجهود مبذولة وطاقات وجهت من قبل مشرفين مخلصين - ولا أزكي على الله أحدا - هؤلاء الذين احتضنوا اطفالنا وابناءنا خلال هذه الإجازة الصيفية وكان من الأولى شكرهم والدعاء لهم ودعمهم بلسان الحال ولسان المقال.
وبعد هذه المقدمة دعني أناقش الأخ الكاتب محمد العثيم في بعض وليس كل النقاط التي ذكرها في مقاله:
أولاً: بدأ بقوله «المراكز الصيفية ما هي إلا امتداد لمعاناة المدرسة وبرامجها مهما قال المخلصون المشرفون عليها» فهل يعني ذلك ألا نسمع لهؤلاء المخلصين المشرفين حين يدافعون عن أنفسهم! ام هي امتثال لقول الشاعر «فيك الخصام وانت الخصم والحكم» ولو انه بدأ مقالته بكلمة اعتقد أو من وجهة نظري لكان ذلك مقبولاً، وللكل ان يعبر ان رأيه فلم التحجير يا رعاك الله، فعلى الكاتب العزيز ان يدع الفرصة لغيره يرد وعليه ان يسمع وهذا الشيء من أسس الحوار ولكن اقفال الباب بهذه الطريقة أمر غير منطقي.
ثانياً: يقول الأستاذ محمد «انها - أي المراكز الصيفية - احيانا تكون في مقر المدرسة وأجواء المدرسة» أو لا يعلم اخي الكاتب ان ذلك من أسمى المقاصد حين تطبق تلك المراكز الصيفية في المبنى المدرسي لايصال رسالة ان المدرسة للتربية والترفيه البريء وتنمية المواهب من خلال الأنشطة المتنوعة قبل ان تكون مقرا لقلق الامتحانات والروتين المدرسي فقط.
ولو اطلع اخي محمد على بعض الدول المتقدمة تقنيا لرأى ان عددا كبيرا من المدارس هناك يمكث فيها الطلاب فترة تزيد عن الشهر بعد انتهاء الامتحانات يمارسون فيها انشطة متنوعة رياضية وثقافية ومسرحية.
ثالثا: يقول الأستاذ محمد «انها - أي المراكز الصيفية - إعادة النشاطات المدرسية الصفية واللاصفية».
ولا أدري ماذا يقصد بالصفية فعلى كثرة المراكز الصيفية لم نشاهد أيا منها يجلس الطلاب فيها على الكراسي والماصات يستمعون لمعلم يشرح حتى تنتهي الحصة!!! وأما إعادة للنشاط اللاصفي فماذا يريد إذا لم نطبق اللاصفية والتي هي الرياضية والثقافية والاجتماعية وهذه هي اللاصفية فإذا لم تطبق فماذا يطبق إذن اعذروني حيث لا اعرف إلا هذه الأنشطة فهل يوجد غيرها أم ان هناك فهما خاصا من قبل الأخ محمد في فهم تلك المصطلحات!!.
إن تلك الأنشطة اللاصفية «هي تنمي المهارات الشخصية والقدرات العلمية كما انها اكتشاف للمواهب وسبيل راق للترفيه البريء، وبالمناسبة وحسب ما يذكره المربون ان طلاب الأنشطة اللاصفية هم المتفوقون والأكثر حيوية ونشاطا وإثراء لزملائهم في المحيط المدرسي.
رابعاً: يذكر الكاتب ان المراكز الصيفية يقل فيها الترفيه عن المؤسسات التجارية وانني لأعجب من أين جاءت تلك المعلومات التي تناقض الواقع.
ان المراكز التي تجمع بين الترفيه والتربية بشكل مميز يشهد به الآباء المتزاحمون لتسجيل أبنائهم بناء على تجارب سابقة ورغبات جامحة من أبنائهم وإذا شككنا بذلك فهي دعوة للتشكيك لمنهج وزارة المعارف واتهامات معلنة ضد إدارات التعليم التي دعمت وأنشأت تلك المراكز بناء على مناهج مدروسة ومعدة من قبل تربويين ذوي خبرة وبصيرة بقسم النشاط والعارفين بكيفية الجمع بين الترفيه والتربية وتفريغ طاقات الاطفال والمراهقين بالشكل الصحيح، وليست قائمة على اجتهادات فردية كما يذكر الكاتب في مقاله.
فهؤلاء هم الذين نأمنهم على أبنائنا وهم المتخصصون لإعداد مثل هذه الأمور أم يريد الكاتب ان يعدها غيرهم!!.
خامساً: يذكر الكاتب «ان كثيرا من الطلاب يجربونها ثم يهربون منها إلى غير رجعة» واعتقد - وحسب ما ذكرت في بداية كلامي - ان ذلك ربما يكون مبنيا على رؤية فردية وشواهد قليلة، ولكن ماذا يقول الكاتب العزيز عن الاقبال الكبير والمتزايد على تلك المراكز بل ان الاقبال لازال حتى كتابة هذه السطور أي بعد مضي ثلاثة أسابيع من بدئها، ترى بماذا نفسر ذلك؟!.
سادساً: يدعو الكاتب إلى استبدال المراكز الحالية بمعسكرات مغلقة تبعدهم - أي الشباب والأطفال - عن الشوارع وأماكن الحياة العامة التي تؤثر في سلوكهم، ولا أعلم ماذا يريد الكاتب بذلك؟ هل يطلب فقط تغيير المكان؟ هل كانت تلك المقالة بما فيها من تهجم ونسف لجهود وانتقاص للأنشطة المبذولة ووصم القائمين عليها بقلة الإدراك والوعي، هل كان ذلك كله فقط للدعوة لتغيير المكان؟!! وأقول هنا صباح الخير!!.
سابعاً: ويقول أخيراً «لو أقيمت تلك المعسكرات الصيفية المغلقة في مدن باردة او بحرية لتحقيق النشاط والترفيه والسياحة» وهذا يعني ان تقتصر تلك المعسكرات على المقيمين في تلك المناطق أو القادرين على السفر لفترات طويلة من صغار السن أو المراهقين، وبالتالي يحرم منه معظم فئات صغار السن والطلاب المنتشرين عبر ارجاء مملكتنا الحبيبة أما المشاركون فيتركون أهاليهم حفلاتهم ومناسباتهم الاجتماعية «يعني إما حبا وإما برك!!»، لو كانت دعوته لاقامة مثل تلك المراكز المغلقة بجانب المراكز الحالية لكان من وجهة نظري كلاما مقنعا بل انا قد أؤيد ذلك عند اقامتها تحت اشراف المتخصصين في التربية والتعليم المؤهلين ولكن يعتبر ذلك حلا عمليا!!.
وفي الختام لابد ان اشيد بموهبة الكاتب بقدرته على جمع العديد من الرسائل في كلمات معدودة «حتى لو كانت غير سليمة او متناقضة» وهذه ملكة يفتقدها الكثيرون وانا منهم لاطالتي هنا، ورغم تلك الاطالة لازال هناك عدد من النقاط تحتاج للتوضيح ولكن ما ذكر هنا آمل ان يكون كافيا وما توفيقي إلا بالله.
د. ماجد بن عبدالله المنيف
أخصائي طب اسنان المجتمع
رئاسة تعليم البنات


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved