| عزيزتـي الجزيرة
كلما قلت هانت جد علم جديد، هذا البيت من ذلك القصيد الرائع لذلك الامير الرائع بكل ما تعنيه الكلمة والذي سنام الحظ حقيقة يحالفه في خطواته واعماله، ولماذا هذا الحظ يتفاعل بل ويخترق الحواجز المحصنة ان صح التعبير، لانه اولاً: الاخلاص، وثانياً: النية الصادقة، والذي حدا بي في هذه المقالة ما قرأته وسمعته من وسائل الاعلام الاخيرة عن قيام ما يسمى بـ«مؤسسة الفكر العربي للثقافة العربية» والذي كان سموه رائد فكرتها والعمل على اظهارها في عالم الثقافة التي داهمتها العولمة، ويخشى ضياعها في هذا العالم لاسيما وان هذا الفكر العربي وهذه الثقافة العربية في مراحل احتضارها الاخير في طريقها الى الموت بسبب تعرضها اصلاً لبعض التيارات الجارفة التي حفت بها يميناً وشمالاً، ولم تجد لها من ينقذها بل ويأخذ بيدها لتستقر في موقعها وتستعيد تراثها وآدابها وفكرها وابداعها ايضاً.
ان سبب الضعف المستميت نحو تلك الثقافة هي - للاسف - التحولات السياسية المتمثلة في نهج الاحزاب المتصارعة على دروب السياسات المختلفة المهيمنة على الشارع العربي والتي تعتبر ان الفكر العربي والثقافة العربية قد تكون الاتجاه المعاكس لاهدافها، فانزلت بها سيل الخذلان، وكثيراً ما سمعنا ان كثيراً من هؤلاء راحوا «طعام جحوش» كما يقول المثل الشعبي ولقد احسنت المؤسسة ورائدها صنعاً حينما ابعدت الطابع السياسي والحزبي بل والعقائدي بعيداً عنها وانحصارها في طابعها الاساسي، مما جعلها تحظى بتهافت رأس المال العربي ليقف الى جانبها في تحديها لأي عوائق قد تقلل من شأنها.
ان هذا الامير الملهم لديه من التجارب والفكر والادب ما يؤهله فعلاً ان يتولى مسئوليتها ويدخلها عالم الابداع كما ادخل مثيلتها «مؤسسة الملك فيصل وجائزتها العالمية» التي دخلت من اوسع الابواب واخترقت المحافل الدولية والعالمية بجائزتها العملاقة المشهورة، فما المانع ان تكون هذه بتلك؟! ان الامة اذا وجد بين صفوفها مثل هؤلاء الافذاذ ستدخل - بلا شك الى قلوب الناس اولاً، وللتاريخ ثانياً، وليس غريباً على جزيرةالعرب ان يخرج من بين اصلابها مثل ذلك، فهي مهد الاديان والحضارات والفكر والثقافة اكبرها ثقافة الاسلام في الدنيا كلها الى ان تقوم الساعة،«وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».
شكري عبدالرحمن الشهري - أبها
|
|
|
|
|