| عزيزتـي الجزيرة
يظن الكثيرون أن عدم توظيف السعوديين بعد تخرجهم من الجامعات سيكون شراً ووبالاً عليهم وعلى مجتمعهم لتوقع حدوث انحراف بسبب الفراغ والصبوة الشبابية مع عدم وجود المال الذي ينطلقون به نحو العمل الذي يبدؤون به حياتهم العملية، وان توظيفهم سيكون باذن الله سدا منيعا من وقوعهم في اي رذيلة او جريمة، اذ العمل مفتاح الزواج في مجتمعنا، والزواج يخلق من الانسان رجلا رزيناً جاداً في حياته. وهذا القول لاغبار عليه، فالبطالة ماوجدت في مجتمع الا زعزعته وكثرت الجرائم فيه، ولكن بالنظر الى الموضوع من الجهة الاخرى نجد ان مجتمعنا السعودي يغص بالموظفين والعاملين غير السعوديين وهؤلاء مابين كافر يبغضنا وما بين مسلم على خلاف عقيدتنا وقليل منهم الصالح مما نتج عنه أن كانت لهم سلبيات كثيرة على مجتمعنا وعلى شبابنا خاصة.
وكون خريج الجامعة لايجد وظيفة حكومية يضطره الى العمل في الحرف والمهن بدلاً من هؤلاء الوافدين، وسينتج عن هذا باذن الله تعالى ان تتقلص الايدي العاملة، ويسلم المجتمع من سلبياتهم فحينئذ يفرض السعودي نفسه وبالمبلغ الذي يريد، لانه حينئذ لايجد من ينافسه من العمال الوافدين، وهذا مافطن له المسؤولون في هذه البلاد ـ حرسها الله.
ولنأخذ مثلا.. ماسمعنا به في الشهر الماضي عبر الصحف من ان وزارة الداخلية اصدرت قراراً بسعودة المكتبات والتسجيلات ومحلات الفيديو مائة بالمائة من بداية شهر جمادى الآخرة، هذه السعودة ستضطر صاحب المكتبة والتسجيلات والفيديو ان يوظف السعوديين، لانه حينئذ لن يجد غيرهم ولن يجد من ينافسهم من الوافدين الذين يكفيهم المبلغ الزهيد. ولعل هذا يكون مؤشراً باذن الله تعالى الى السعودة المطلقة، ليصبح الشباب السعودي كله عاملا لا عاطلاً بطالا، وان تكون هذه السعودة شاملة لكل شيء، وان يبدأ المسؤولون وفقهم الله بالسعودة الوظيفية في الشركات والمؤسسات ونحوها قبل سعودة الخضار والفواكه ومحلات الفيديو! فاذا تسعودت تلك جاء الدور على البطيخ والكراث ومحلات الفيديو!! ثم إن بعض القطاعات الحكومية لم تتسعود بعد، ولن تتسعود حتى تفتح الجامعات والكليات التي بلدنا بحاجة الى تخصصاتها ابوابها لطلابنا وبعدد أكبر وتقدير معقول، وفرض النسبة العالية في الجامعات والكليات التي نحن بحاجة اليها ينبغي ان يكون مكانه في الكليات التي حاجتنا اليها اقل، وعلى المسؤولين وفقهم الله ان يهيئوا اكبر قدر من الاساتذة والمباني والامكانات من اجل ابنهم الطالب، لان حجة الكليات دائما في عدم قبولها ان المبنى لايستوعب، وان الاساتذة لايكفون، والامكانات محدودة، والضحية الطالب!! لاشك ان جامعاتنا وكلياتنا اذا فتحت ابوابها سيقبل عليها الطلاب، وعدم قبولها لطلابنا يجعلهم يتجهون الى كليات اخرى ليست البلد بحاجة اليها، وهذا يعني ان يتخرجوا ثم لايجدون وظيفة! ولن تتسعود الدوائر الحكومية والشركات والمؤسسات الخاصة الا بقبول شبابنا دون اي شروط تعجيزية كإتقان اللغة الانجليزية واجادة الكمبيوتر وخدمة لاتقل عن ثلاث او اربع سنوات!
فكثير من خريجي الجامعات يتقدمون الى تلك الشركات والمؤسسات فتطلب منهم هذه الشروط التعجيزية فيرجع المتخرج بقلب كسير وعين دامعة، وهذه الشركات هدفها الاول ان تتخلص من السعودي وتحل مكانه الاجنبي الذي لايكلفهم الا المبلغ الزهيد بالنسبة للسعودي اذ كيف تطلب منهم الخدمة وهم مازالوا خريجين فرحين بشهاداتهم؟! وكيف تطلب منهم اتقان اللغة الانجليزية واجادة الكمبيوتر وهو من غير تخصصهم في دراستهم؟!
إنه بإمكان تلك الشركات والمؤسسات ان تقيم الدورات وترسل البعثات لتعليم هؤلاء وسيصبحون غداً افضل من غيرهم و هذا لن يكون إلا بإلزام تلك الشركات والمؤسسات بسعودة جميع موظفيها وعمالها وعسى ان يكون قريبا. وحينئذ يسعد شبابنا وتقل البطالة، فتبقى الخضروات والفواكه والبقالات لأهلها من السعوديين غير الجامعيين، ونعيش في مجتمع أنزل الناس منازلهم.
عبدالعزيز بن صالح اللاحم
الشماسية
|
|
|
|
|