| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
قرأنا وسمعنا مادار في جريدتكم الغراء في الايام الماضية حول التحقيقات والمقالات التي تطالب بارجاع القرار الذي يسمح للمعلم «بضرب طلابه» ومن هذا المنطلق ـ وبصفتي طالب ـ فقد حاولت و ـ بقلمي المتواضع ـ ان اطرح وجهة نظري في هذا الموضوع، فمن مايدور في مخيلتي ان المعلم يستطيع تكوين شخصيته بعيدا عن القسوة والعنف، وعلاقة المعلم بطلابه اعتقد انها كعلاقة الأخ باخوانه او الأب بأبنائه. لاينبغي ان تكون غير ذلك وقد قرأت كتابة المطالبين بارجاع «هيبة المعلم» وان «هيبة المعلم قد فقدت» السؤال: هل هيبة المعلم بالضرب؟!! ام ان الضرب جزء من شخصيته؟! ان الضرب في كثير من الاحيان لايجدي خصوصا انه يدفع الطالب الى الاحساس بالظلم ومن ثم التفكير في الانتقام.
ولو تأملنا مايحدث من اخلاق سيئة من الطلاب تجاه معلميهم فهو نتيجة لردة فعل لما يحصل من المعلم تجاه طلابه وتجده تعامل بصورة او باخرى مع هؤلاء الطلاب مما دفع احدهم إلى الانتقام.
ومن ناحية اخرى نرى المعلم وهو المربي والموجه والقدوة الحسنة ـ ان شاء الله ـ لطلابه، فلا يليق بمن يقتدى به ان يكون ذا عدوانية وغلظة.
بل يجب ان يكون ذا شخصية قيادية لطلابه، فان رأى خيراً اثنى على الطالب وان رأى غير ذلك مما يستوجب العقاب ـ لأن هناك «شواذ» من الطلاب لاتجدي معهم العلاقة الاخوية والنصح بل لابد من القسوة ـ فمدير المدرسة ووكيله والمرشد الطلابي مادورهم في مثل هذه المواضيع؟؟ خصوصا ان مدير المدرسة اكبر شخصية في المدرسة ولم يوضع في هذا المنصب الا وهو كفء، فلو أتى العقاب منه لكان وقعه في نفس الطالب اهون من ان يأتي العقاب من المدرس، او أتى النصح والارشاد من المرشد الطلابي فهو المسؤول عن مثل حالات الشغب، فتخصصه يؤهله لحل مثل هذه المشاكل، وكما ان هناك طلاباً لايجدي معهم الا القسوة، فهناك فئة من المعلمين لا اقول «شواذ» ولكن ربما لدور الخبرة او ضعف الشخصية شيء في ذلك، فتجده يضرب من دون مراعاة لمشاعر الطلاب وكأنه من الواجب عليه الضرب، وبعض المدرسين تجد صيت هيبته ذائع ولم يسبق له ان استخدم العنف «الضرب» مع طلابه، فانا مع من يطالب باعادة الضرب ـ او اعادة «الهيبة» كما يسمونها ـ ولكن ان يكون بغرض التعديل والتصحيح مع التأكد من التنبيه والتعهد قبل الضرب فان لم يجد التنبيه فمن المعلوم ان «آخر العلاج الكي» ويكون استخدامه كوسيلة لبلوغ الغاية ويكون من ادارة المدرسة، ولا اعتقد ان مدير المدرسة او الوكيل او المرشد الطلابي، يعجزون عن حل مثل هذه المشاكل.
فأهيب في الختام باخواني الطلاب بالانضباط، وليعلموا ان المعلم يؤدي رسالة سامية ومهنة شريفة ومن اقل حقوقه ان نقف بجانبه، فوقوفنا معه يعني وقوفنا مع انفسنا، آخذاً بايدينا ـ بعد الله ـ الى مانصبو اليه.
بدر بن علي الفلاح
ثانوية البكيرية
|
|
|
|
|