أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 9th July,2001 العدد:10511الطبعةالاولـي الأثنين 18 ,ربيع الثاني 1422

الاخيــرة

الرئة الثالثة
أنفاس.. في الهواء الطلق!
عبدالرحمن السدحان
)1(
* سُئلت مرة عما إذا كانت ثقافتنا الوطنية تملك حداً أدنى من المرونة يمكنها من استيعاب التغيرات المجتمعية والتحولات العالمية فكراً واقتصاداً وثقافة فقلت:
< إنني لا أعتقد أن في ثقافتنا الراهنة ما يحول دون استيعاب الكثير من معطيات ومنجزات هذا العصر، بشرط ألا يتناقض هذا مع ثوابتنا الدينية أو الاجتماعية الملازمة لهوية انساننا في هذا الزمن الصعب، الذي ذابت فيه كثير من معالم الشخصية الوطنية في أكثر من بلد قريب وبعيد، متأثرة بتيار العولمة الثقافية والاقتصادية التي تزحف من الغرب ومن الشرق على حد سواء! * نعم.. التغير الثقافي في بلادنا قائم ودائم ومشهود، لكن يجب ألا يُقاس بالسرعة التي تتم في مجتمعات أخرى، ونحن لسنا بأي مقياس جامدين أمام هذا التغير أو جاحدين له، أو محرومين منه، إلا أننا نحرص على «التوفيق» بين ثوابت هويتنا وانجازات العصر، بلا افراط ولا تفريط!
* أما الذين يعشقون التغير لذاته بلا ضابط ولا رادع ولا هدف.
* أما الذين يحاكون غيرهم بلا وعي ولا ارادة، مذهباً وسلوكاً وعادات، ويتبعونهم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوه، فأولئك هم الخاسرون.
**
* أقول باختصار إن ثقافتنا لا تنقصها مرونة «التكيف» مع مستجدات العصر واستيعاب النافع منها، والدليل على ذلك انجازات التنمية التي تشهدها بلادنا، مادياً وثقافياً، في جل صورها وأشكالها، لكننا، رغم ذلك، نختلف عمن سوانا في اصرارنا على عدم تجاوزنا خطوطاً حمراء معينة تمليها ثوابت عقيدتنا، وما يتبع ذلك من صيانة لتلك الخطوط من المساومات أو التنازلات بما يضرنا ولا ينفعنا!
**
)2(
* أزعم أن من حق أي امرئ سوي أن يحلم بما شاء، في أي وقت شاء! وكثيرة هي الأحلام التي تراود خاطري في هذا الزمان والمكان، بعضها يتعلق بذاتي، والبعض الآخر يتجاوزني الى الفضاءات المحيطة بي!
* وعدم تحقيق بعض هذه الأحلام لا يعني سقوطي في كمين الفشل! أو انحرافي الى وهدة القنوط!
**
* هل يسخر مني أحد مثلاً اذا قلت انني أحلم بعالم أقل مادية، وأندى حباً، وأنقى ضميراً.. وأصدق سلاماً؟!
* هل يسخر مني أحد اذا سخرت من عالمنا الراهن بما يعانيه من عاهات الجنون باسم «التجديد» وفتنة النفاق باسم «التوفيق» ومظاهر الاستسلام باسم «السلام»؟!
* لكن هيهات هيهات أن نبلغ شفا هذا الحلم! إذن فخير لي إذن ولمن شاء معي أن نحلم بمثالية المستحيل من أن نلغي أنفسنا فنهوي بها إلى الدرك الأسفل من اليأس!
خير لنا.. أن نوقد شمعة ، من أن نلعن الظلام!
)3(
* ما كل ما يخطر على البال يستسلم لسطوة القلم، والذين يملكون القدرة على البوح بما في أنفسهم، والسباحة في لجة المداد دون أن تبتل ايديهم، أو تتشوه حروفهم، أو تتكسر أسنة اقلامهم قوم محظوظون!
* رغم ذلك كله، أزعم ان بعض الخواطر تفقد عذرية الجمال فيها اذا لامسها الورق، أو لوثها مداد الحرف، أو راودها سحر القلم!
* الأفضل لها والأولى أن تبقى أسيرة النفس كي لا ينازعها فيها وجدان آخر!
**
)4(
* تعريفات سريعة:
الدموع: في مقلة المرأة سحر.. وفي عين الرجل وقار!
الموت: المحطة الأخيرة لقطار العمر!
الحياة: سكة العبور.. بين الميلاد والموت!
الليل: استراحة المحارب.. وشقاء المحب!
القمر: فقد عذريته يوم «وطأته» قدم الانسان!
الحب: رئة القلب!
أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved