القرية الالكترونية

رياح التغيير الفلاش والطفل العربي د. عثمان بن ابراهيم السلوم يعتبر الطفل المسلم بشكل عام و العربي بشكل خاص من اقل أطفال العالم حظاً ونصيباً. ففي الوقت الذي ينعم به قرناؤهم الغربيون والشرقيون بوجود أفلام الكرتون التعليمية والترفيهية المرئية والإلكترونية فهمأي أطفال العرب يعيشون و للأسف أغلب وقتهم متطفلين على هذه الأفلام وهذه الألعاب. مع العلم بأن أغلب هذه الألعاب الغربية والشرقية لا تناسب أطفالنا المساكين لا من حيث اللغة ولا من حيث الثقافة ولا من حيث البيئة. و أغلب هذه الأفلام تكون مرة بالإنجليزية و مرة باليابانية ومرة بالصينية والغالب منها مترجم فقط بالإضافة إلى كونها تعكس ثقافات مخالفة لثقافتنا العربية الأصيلة. حتى هيئة الأشخاص أو الممثلين فيها فهي مختلفة تماماً عما يوجد في بيئتنا الأصيلة. أي بمعنى آخر يندر وجود مثل هذه الأفلام باللباس أو المظهر المعروف عندنا كالشماغ والثوب والعقال و الحجاب وغيره. كما لا يخفى على ذي لب وعقل تأثير هذه الثقافات الدخيلة على أطفالنا المساكين وتصرفاتهم تأثيراً سلبياً. و لا أريد أن أتكلم اليوم عن أضرار هذه الثقافات الغربية على أطفالنا فهو موضوع معروف. كذلك لا أريد أن أتكلم عن تقصير بعض الدول الإسلامية والعربية في الاهتمام بإنتاج مثل هذه الأفلام الكرتونية و الإلكترونية التفاعلية التي تناسب عقيدتنا وبيئتنا الإسلامية خاصة وان مثل هذه البرامج قد تكلف المبالغ الطائلة التي يعجز عن تحملها الأفراد. ولكن الذي أريد أن أتطرق له اليوم هو أن عمل مثل هذه الأفلام اصبح ممكناً في هذا الوقت ولله الحمد بالنسبة للأفراد وخاصة من أعطاه الله الوقت والمعرفة والاحتساب لوجه الله. وهذا بفضل انتشار البرامج التي تستطيع القيام بمثل هذه الأفلام التعليمية والإسلامية التي ليست فقط تناسب أطفالنا بل بالإضافة إلى ذلك تغرس فيهم منذ الصغر المبادئ والأصول العربية والإسلامية. و في اعتقادي أن برنامج فلاش )Flash Macromedia( من افضل البرامج التي يمكن بها إنتاج مثل هذه الأفلام المفيدة للأسباب التالية: أولاً: انه مخصص للوسائط المتعددة )Multimedia( و يمكن أن يجمع بين الصورة والصوت والحركة والتفاعل )interactive( في آن واحد. ثانياً: انه يمكن عمل البرامج الكبيرة بمساحة اقل وخاصة انه يتميز بخاصية تكرار الصورة أو الصوت أو الحركة إلى ما لانهاية بدون تأثير على الحجم. أي أن البرنامج يتعامل مع الصورة على انها واحدة مهما زاد استخدامها في المشهد)scene( أو كامل الفلم )movie(. * رابعاً: يمكن تطوير هذه الأفلام والتعديل فيها بسهولة وخاصة إذا كان المصدر متوفرا. إذ يمكن اخذ المكونات السابقة للفلم والتعديل عليها أو حذف بعضها و إضافة المواد الأخرى بسهولة من المكتبة )Library( الخاصة بالفلم المطلوب. طبعا هذا يقودنا إلى حث المستخدمين من المحتسبين بالبدء في إنتاج هذه الأفلام الكرتونية الإسلامية الأصيلة و توفيرها بمصدرها على الإنترنت ليقوم الآخرون من المسلمين المحتسبين بتطويرها وتعديلها و جعلها في الإنترنت وهذا سيؤدي إلى ظهور العشرات بل المئات من الأفلام التعليمية و الإسلامية والترفيهية الهادفة مجاناً لأطفالنا. وهذا سيؤدي أيضا إلى زيادة التأثيرات الإيجابية من هذه الأفلام والانتهاء من شر الأفلام الكرتونية والإلكترونية الأجنبية التي لا تمت لواقعنا بصلة وما تبث معها من تأثير سلبي على رجال المستقبل. أخيرا: من المزايا كذلك هي إمكانية تفاعل الطفل مع الفلم باستخدام الفارة أو باستخدام لوحة المفاتيح أو غيرها وهذا بفضل وجود الأكواد البرمجية Action Scripts(( التي تساعد على التفاعل الكامل بين الطفل و بين الجهاز. أعلـىالصفحة رجوع