| الاقتصادية
* كتب صلاح الحسن:
أبدى عدد من المختصين في قطاع صناعة الألبان عدم رضاهم واستيائهم مما يحدث في سوق الألبان من خفض في الأسعار وان مثل هذه التوجهات من شأنها ان تقلص من عدد المنتجين ومحدودية الأسماء على المدى البعيد وظهور احتكار يتحكم في سوق الألبان وخاصة إذا كان هذا الخفض لفترة وليس بشكل مستمر ودائم مما يقوض من أركان هذه الصناعة الحيوية التي وصلت لمستوى متقدم وقد يؤثر على جودة المنتج،
«ألبان الخرج»
وفي اتصال هاتفي من خارج الرياض أجرته «الجزيرة» مع الشيخ عبدالله بن خليل الجدعان مالك ألبان الخرج أكد فيه على عشوائية ما يحدث وان خفض الأسعار بهذا الشكل من شأنه ان يحدث خسائر مالية فادحة تتجاوز الثلاثة مليارات ريال وهي الخسائر التي مني بها قطاع الألبان العام الماضي وأن ما يحدث الآن سيتسبب في أكثر من هذه الخسارة وقال الجدعان: لقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى:)وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً ودخل جنته وهو ظالم لنفسه، ، ( الآية،
كمثال للكبر والتكبر لقد كثر الكلام في هذه الأيام على أصحاب المشاريع الصغيرة للألبان ونقول جزاكم الله خيرا وكان الأفضل أن تتباكوا على أنفسكم قبل أن تتباكوا على غيركم،
ان كل من يقرأ في هذه الأيام ما يدور في الصحف من تصريحات لبعض المختصين من نقد وتهجم من بعضهم على بعض وما قد يتخلل قلوبهم من أحاسيس تشعر معه أنهم على غير قدر من المسؤولية وليس لديهم الخبرة التجارية والحوار الدبلوماسي الهادف الذي يصب في صالح الجميع،
أليس لديهم علم من قبل ثلاثة أشهر أن المراعي ستنزل للسوق بثلاثة ريالات للتر؟ فلماذا لم يطلبوا عقد اجتماع طارىء لمناقشة هذا الموضوع؟ أم ان بعضهم يعلم ان المراعي على حق ويخشى المواجهة؟ وأني أكرر على ان القائمين على بعض الشركات والمؤسسات الفردية الذين لديهم مؤهلات جامعية تنقصهم الخبرة التجارية والمناقشات الهادفة والاهتمام بنجاح المشروع وقد تباهى بعضهم برأس المال، ألا يعلمون أن العمل التجاري يقوم على الادارة لا على رأس المال؟
فنحن منذ قمنا بتصنيع الألبان )ألبان الخرج( نبيع بسعر ثلاثة ريالات للتر الواحد، ودخلنا السوق ببيع منتجاتنا لا لضرر الآخرين لذلك كتب الله لنا النجاح ونحمد الله على ذلك وان ألبان الخرج ممثلة في مالكها عبدالله بن خليل بن ابراهيم الجدعان وأبنائه تدرس الوضع عن كثب وفي الوقت المناسب قد تدخل السوق بسعر ريالين ونصف للتر الواحد لأنها لا تستطيع مجاراة الغير الذين أصيبوا بجنون الاعلان لأنها ستجعل ما تنفقه للاعلان لأصحاب المحلات يكون في صالح المستهلك وإذا دخلت السوق بهذا السعر )5، 2( لن تتراجع ويكفيها دعوات الناس وان اعتقد البعض اننا لن نستمر «والحديث للجدعان» فلنخرج أنفسنا قبل ان يخرجنا الآخرون، كما يقولون ويتمنون أرجو ان يعتبر هذا الحديث الصريح النابع دعوة من الواقع فلنجابه بعضنا البعض بصراحة وشفافية وهذا هو الحق والله ولي التوفيق،
وأشار الجدعان إلى ان الخسائر ستمتد لأمور أخرى مثل الابقار والعجول فالتمويل السنوي لها يقدر ب195 ألف رأس سنويا وهناك مليون سيارة نقل من السماد العضوي تصدر سنويا الى الخليج ولابد ان تتدخل وزارة التجارة والزراعة لحماية السوق من هذه التشوهات وفرض قيود تحدد آلية العرض ونتوقع استمرار هذا الوضع حتى نهاية الصيف وقد يمتد لأكثر من ذلك إذا لم يوضع حل وايجاد صيغة أدبية تحدد أسلوب العرض والانتاج،
«ألبان نجدية»
ومن جانبه تحدث الأستاذ ماجد بن محمد العريدي مساعد المدير العام لشركة نجدية للجزيرة بقوله: ان حرب الأسعار لها أثر سلبي على الصناعة ومستقبل صناعة الألبان بشكل خاص فالأسعار الحالية لا تساعد على التطوير والحفاظ على أساسيات الجودة والنوعية وعلى المدى الطويل ستتأثر هذه الصناعة وعلى عدة محاور أهمها الكفاءات الادارية وإعداد الكوادر السعودية المؤهلة لقيادة دفة هذه الصناعات وسوف لن ينظر للتطوير والبحث وتمتد الى تقليص الوظائف ومحدودية الأسماء التجارية وهذا سيجر السوق الى عملية احتكار بلاشك فالسوق بلاشك يتطور وهذه المنافسة من شأنها ان تنظم آلية السوق ففي السابق وقبل عشر سنوات بالتحديد كان سعر اللتر يباع بخمسة ريالات ومع تعدد المصانع واشتداد حدة المنافسة وصل الى ثلاثة ريالات للتر وتخفيض أسعار الألبان الى أكثر من ذلك سيؤثر على قطاعات أخرى،
فالقاعدة «المستهلك النهائي» يبحث عن الأنسب وقد يتجه الى بدائل أخرى مثل العصائر أو المشروبات الغازية وقد حدث ذلك فعلا في العام الماضي ويجب على المستهلك ألا يفرح بهذا النزول في الأسعار فالسوق على المدى البعيد سيتجه قطعا للاحتكار مما قد يؤدي إلى وجود اندماجات بين الشركات أو بيع المشاريع الصغيرة وانحسار الأسماء،
والوضع الراهن بلاشك مخطط له قبل فترة أما عن حرب منافذ التسويق فيؤكد العريدي على أنها من أهم أسباب عدم الالتزام بالاتفاقية حيث سعت بعض الشركات الكبيرة لطرق غير اخلاقية في العرض التجاري وذلك باستئجار وشراء المواقع في منافذ البيع مما يعد تعديا صارخا على حقوق الغير وتقلص تساوي الفرص بين الشركات وكذلك نقض لأحد أهم بنود اتفاقية العام الماضي،
ومحدودية الشركات ليست في صالح المستهلك واعتبر «والحديث للعريدي» وجود المشاريع الصغيرة أمراً مهما وثروة وطنية يجب المحافظة عليها وتعزيزها فهي توفر عمقا لهذه الصناعة ولها ايجابيات عديدة،
واستبعد العريدي وجود تصور معين عن الفترة المقبلة ووقوف هذا التهاوي في الأسعار قبل ستة أشهر أي في فصل الشتاء والذي يعتبر فصل ركود لهذه الصناعة بينما استغرب انحدار الأسعار في هذا الوقت الذي يعتبر موسما جيدا،
وعن الخسائر المتوقعة من هذا النزول والتدهور في الأسعار قال العريدي: درس العام الماضي كان قاسيا على الجميع والخسائر شملت جميع المشاريع كبيرة وصغيرة وبعض الشركات أعلنت خسائرها التي وصلت الى أكثر من ستة عشر ألف ريال فالخسائر من الصعب حسابها فهي مرتبطة وقد تمتد لأمور وقطاعات أخرى ولكن الايجابية في درس العام الماضي هو زيادة حجم المبيعات واتساع القاعدة وشريحة المستهلكين، ويقدر حجم السوق ب000، 200، 1 )مليون ومائتا ألف( لتر يوميا والخفض وصل الى 33%، وهذا قد يوضح حجم الخسائر المتوقعة والتي ستكون فادحة بلاشك على الجميع،
وأشك في مصلحة هذا الوضع على المستوى العام ولو نظرنا للأضرار فهي كثيرة منها «الوظائف، السعر المناسب، مستوى الجودة، الاستمرار»،
واتمنى احترام الاتفاقيات والأعراف المنظمة لآلية السوق وبشكل أدبي والالتزام بها وفق ماهو متعارف عليه في قطاع التجارة ويجب ان نحافظ على هذه الصناعة وهذه المكتسبات التي أنفقت عليها الحكومة ثروات طائلة حتى وصلت الى ما هي عليه وهي مفخرة للجميع،
ونتمنى أن تكون هناك دراسات متخصصة في هذا المجال تساعد على ايجاد قصور أو مؤشرات أقرب ما تكون لواقع الحال وتؤدي لاتخاذ القرارات المناسبة،
ألبان نادك
وعلى صعيد آخر قال سعادة الأستاذ فهد الجربوع مساعد المدير العام لشؤون التسويق والمبيعات في الشركة الوطنية للتنمية الزراعية «نادك» في تصريح للجزيرة: موقفنا من الأساس ينظر للصناعة بشكل عام على مبدأ «العرض والطلب» وهذا المبدأ يحدد آلية السوق ونحن نطمح في تطور الصناعة والزيادة في الطلب وقد حدث انخفاض في الطلب في الفترة الماضية على قطاع الألبان والصناعات بشكل عام لأسباب عديدة مثل دخول الأفراد للسوق وتوفر السيولة، ، والتطور يأتي على أساس توسيع قاعدة المستهلكين للألبان فيما يصب لمصلحتهم لوجود القدرات التي تستوعب زيادة الطلب وهذا بدوره يؤدي الى تجديد الطلب على الألبان، وظروف السوق الحالية غير واضحة والدلائل لم تتضح بعد فالحفاظ على مستوى الانتاج وانخفاض الطلب سببان رئيسيان في الانخفاض الذي يدر من 10% 25% على بعض المنتجات وبالأخص اللبن عبوة «لتر واحد» ونأمل ان يؤدي هذا الخفض لزيادة الاستهلاك وليس حرب أسعار وإذا تبنت الشركات هذه الأسعار بشكل جدي فسوف يكون من صالح الصناعة أما إذا نظر للوضع على أنه حرب أسعار مؤقتة فهذه هي الاشكالية وقد تكون المرحلة الراهنة مرحلة تصحيحية لوضع يتماشى مع السوق الحالية فالمنافسة بدأت تأخذ منحى آخر فالمشروبات الغازية أسعارها متدنية وقد تكون ذات تأثير مباشر أو غير مباشر على انخفاض طلب صناعة الألبان وكذلك دخل الفرد والبدائل في السلوك الاستهلاكي قد تتقسم على المستهلك والبحث عن الأفضل فهناك عوامل عديدة والدراسات والاحصائيات ستثبت ايجابية أو سلبية ما يحدث في السوق ونأمل أن تكون الأسعار المتبناة خطوة لزيادة ودعم صناعة الألبان وتصحيح السوق وعلى أية حال فصناعة الألبان في انخفاض وتدن مستمر فالعوائد الربحية معقولة وحجم الاستثمارات مرتفع، والأمر طبيعي أن يكون السعر ثابتا وبدون اتفاقيات مكتوبة بل أدبيات متعارف عليها ولابد أن يتناسب هذا السعر مع الجودة ومصاريف التشغيل والأرباح،
فالأسعار إذا وصلت الى 5، 2 للتر فستكون الخسائر فادحة فهذا يعني أن العبوة سعة 2 لتر ستباع بخمسة ريالات وتكاليفها على المنتج تصل الى 60، 4 واللتر المفرد يصل الى 30، 2، أما الحليب الخام فسعره ما بين 35، 1 60، 1 والربح يحدد كفاءة الانتاج والبيع وتختلف من شركة لأخرى فالقدرة على ضبط التكاليف والأداء تحدد حجم الخسارة،
وعن حجم السوق ومدى استيعابه للانتاج أضاف الجربوع أن الطلب في السوق المحلي ما زال يحتاج لمزيد من الانتاج ووجود المنافسة الخارجية شكل ضغوطا على المنتجات في هذا القطاع،
أما منافذ البيع فهي احد أهم أسباب الوضع الحالي وهذا الوضع غير طبيعي فقد حدث في منافذ البيع التعدي على مساحات البيع لشركات أخرى وهذا ينقض الصناعة ويوجد جوا من عدم الثقة والاستقرار ويعتبر بيعا على بيع وهو أسلوب مرفوض شرعاً وعرفاً وسلوك غير حضاري، ففي الآونة الأخيرة قامت احدى الشركات الكبيرة بهذا النهج للاستيلاء على حصص الشركات الأخرى مما أدى الى اختلال وتباين في فرص التسويق بين منتج وآخر،
فحرب المنافذ أسلوب سيىء وللأسف قد بدأت به بعض الشركات مما تتسبب في تراكم أدى الى تحرك لحماية المكتسبات، والوضع الحالي يحتاج لوقفة من الجميع حتى المستهلك في زيادة الاستهلاك في منتجات الألبان فهي استثمار صحي للأبناء والغذاء مهم وله دور أساسي في صحة الفرد وهذه الصناعة بلا جدل حيوية ويجب المحافظة عليها ودعمها وليس السعي لتقويضها وهدم ما حققته من منجزات،
|
|
|
|
|