|
| المجتمـع
* المدينة المنورة - مروان قصاص:
ونحن في العطلة الصيفية التي يبدأ معها موسم السياحة الداخلية والخارجية متزامنا مع انطلاقة باقة منوعة من المهرجانات الوطنية التي تهدف الى خدمة السياحة الداخلية وتفعيلها وفقا لتوجهات الدولة وفقها الله لدعم هذا الجانب وتفعيله بالشكل المناسب تبرز مشكلة هامة لها تأثير سلبي كبير على هذه الفعاليات والأنشطة وتحد من نموها على النحو المنشود المسؤولة عن هذه المشكلة التي نعاني منها كثيرا اسمها «الأوفر» أي الزيادة في الحجوزات على الرحلات الداخلية والخارجية بنسبة تصل أحيانا الى أكثر من 20% ويحصل كافة الحاجزين على الرحلة على «الأوكيه» أي تأكيد الحجز وبعد ذلك تكون أولية السفر لمن يسبق الى المطار أي «من سبق لبق» وهذه العملية تسبب ضياع حجوزات هامة منها حجوزات لمرضى في مراكز متخصصة أو لرجال أعمال أو لمسافرين قادمين من خارج المدينة التي بها مطار وكل هذه المعاناة التي تتكرر في مطاراتنا على مدار العام وتبرز خلال موسم السفر والسياحة في الصيف لا تجد آذانا صاغية لدى مسؤولي الخطوط السعودية الذي يرفعون شعار «نعتز بخدمتكم» ومبررات الخطوط لتطبيق هذا النظام هو الحد من الحجوزات المهدرة التي لا يسافر أصحابها ويتجاهلون الغاء حجوزاتهم فيكون العقاب جماعيا بسبب فردي، حول هذه المشكلة تحدث عدد من المواطنين والمقيمين. حيث يقول أحد المسؤولين بالخطوط السعودية - رفض ذكر اسمه - ان نظام الأوفر مطبق في العديد من شركات الطيران العالمية وهو وسيلة متاحة هدفها الحد قدر المستطاع من الخسائر الكبيرة التي تتعرض لها شركات الطيران بسبب عدم سفر العملاء الذين لديهم حجوزات مؤكدة ولا يبادرون الى الغاء حجوزاتهم لاتاحة الفرصة لآخرين مسجلين على قوائم الانتظار مشيرا الى ان الخطوط السعودية لجأت الى هذا الأسلوب بعد ان تضررت كثيرا من سلبية العملاء وبعد ان حاولت تطبيق أساليب أخرى رفضت جميعها وأكد أنه يمكن اعادة النظر بهذا النظام لا إلغائه بحيث يمكن تطبيقه على بعض الرحلات دون غيرها أو خفض نسبة «الأوفر» المعمول بها حاليا.
ويقول المواطن خالد محمد بن فارس ان نظام «الأوفر» نظام يشعرالمواطن بعدم التقدير وهذا يضر بسمعة شركتنا الوطنية ويقول كيف يتم منح العميل حجزا مؤكدا ثم عندما يصل الى المطار ولديه ارتباطات هامة يجد موظف الخطوط يقول له بكل برود لقد أقفلت الرحلة رغم انه ما زال باقياً من الوقت الكثير وعندما يسأل لدي حجز مؤكد تأتي الاجابة اللامسؤولة على الرحلة زيادة وقد تم أخذ بطاقات المسافرين السابقين بالوصول للمطار ويتساءل ابن فارس هل هذا معقول؟؟.
هل هذا هو الاعتزاز بخدمة عملاء السعودية؟ وأين المصداقية في التعامل؟ وهل عجزت الخطوط السعودية عن ايجاد صيغة مناسبة.
ويطرح المقيم جمال أحمد عبدالمطلوب وهو يعمل بمحافظة خيبر معاناته بسبب هذا النظام ويقول في العام الماضي حجزت لي ولأسرتي للسفر الى بلدي وأكدت الحجز وقبل السفر بساعات سافرت من خيبر الى المدينة المنورة للسفر من مطارها وعند وصولي قال لي موظف الخطوط لقد اقفلت الرحلة ولا مجال لسفرك وكانت صدمة كبيرة لي ولأسرتي فقلت له ان لدي حجزا مؤكدا وقال لقد أخذنا المسافرين الذين تواجدا باكرا فقلت له انه باق على السفر أكثر من ساعة وعشرين دقيقة فقال هذا ما حصل وانتظرت استضافتي على نفقة السعودية التي تسببت في ضياع حجزي المؤكد كعادة شركات الطيران العالمية ولكن طلبي رفض بل حتى انه لم يقبل مني حجزاً على الرحلة التالية المجدولة بعد يومين بسبب ان الرحلة محجوزة بالكامل وقلت لهم انني مقيم في خيبر وكيف العمل؟ فلم يجبني أحد وقد سافرت بالسيارة الى جدة وتحملت معاناة كبيرة حتى أسافر بعد أيام من جدة فهل هذا معقول؟
أما معاناة المواطن سعد صالح الحربي فهي من نوع آخر تنطوي على جانب انساني ويقول ان والدتي مريضة ولديها حجز بمستشفى الملك فيصل التخصصي للمراجعة وأخذ علاج هام تتوقف عليه حياتها وكنت حاجزا ومؤكداً حجزي للرياض وعند وصولي للمطار لم أجد امكانية للسفر بسبب «الأوفر» وحاولت افهام موظف الخطوط بظروف الوالدة المريضة ولم أجد من الموظف أي تجاوب وقد عانيت كثيرا بسبب تجديد الحجز القادم لوالدتي بالمستشفى مرة أخرى فهل يعقل هذا؟
ويطرح الأستاذ ياسين بن حامد معلا مدير مكتب وكالة الأنباء السعودية بالمدينة المنورة اقتراحا مناسبا لتجاوز هذه المشكلة وهو معمول به كحل وسط في العديد من شركات الطيران الدولية بحيث يحفظ جزءاً من استحقاقات الشركة ويتيح فرصة خدمة العميل ويعتبر عقابا بسيطا للمتهاون في الغاء حجزه المؤكد ويتمثل الاقتراح بفرض عقوبة مالية بنسبة 20% من قيمة التذكرة على المسافر الذي لديه حجز مسبق ولم يبلغ بالغائه قبل وقت محدد وقال ان اقرار هذه العقوبة سوف يلزم المسافرين إما بالسفر في الموعد المحدد وأما المبادرة لالغاء حجزه قبل موعد السفر بوقت كاف وبالتالي منح المقعد لمسافر آخر من قائمة الانتظار ويضيف المعلا قائلا انه بهذا القرار سيتم الغاء نظام «الأوفر» الذي يسبب مشكلات كثيرة لعملاء السعودية.
|
|
|
|
|
