أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 9th July,2001 العدد:10511الطبعةالاولـي الأثنين 18 ,ربيع الثاني 1422

المجتمـع

اطباء علم النفس يؤكدون
قلق طلابنا سببه الرفاهية وتدليل الأهل
الالتصاق بالوالدين يضعف الشخصية ويقلق العروس ليلة زواجها
* كتب ظافر الدوسري:
يترقب عدد من الخريجين في هذه الايام قرار تعيينهم كمدرسين جدد في عدد من مناطق المملكة المختلفة وقد تكون في منطقة لم يكن يرغبها فيتولد لدى البعض القلق والتوتر لعدم التكيف ويمر بضغوط نفسية نتيجة بعده عن والديه ومدينته التي عاش فيها طيلة حياته.. وقد اكد عدد من الاطباء النفسانيين على ان من يصاب بهذه الحالة انما يعاني من اضطرابات نفسية مع الازمات النفسية وهذا يعود الى عملية الدلال الزائد والحماية المفرطة المبالغ فيها من قبل الاهل وعدم تعويده على الاستقلالية في تربيتهم لهذا الابن وجعلوه يعيش في قوقعة والديه فقط والانطواء داخل الاسرة كما ان الحرمان العاطفي والقسوة الشديدة في التربية على الابناء من قبل الآباء والامهات قد تسبب حالة نفسية وهي حالة عدم التكيف فالى آراء الاطباء النفسانيين حيال احوال هؤلاء المدرسين الجدد الذين يعينون في مناطق بعيدة عن ذويهم.
يا زبدة لا تموعين
د. محمد الصغير استشاري طب نفسي بدأ مشاركته بتناول هذا المثل قائلا: هذا المثل اشارة الى نوع من الاضطرابات النفسية وكما نعلم جميعا ان الحياة لا تخلو من منغصات ومكدرات وضغوط نفسية فمهما كانت حياة الشخص على الاستقامة والطاعة فإنها لا تخلو من بعض المشكلات والقلق ولو يسيرة في المدرسة او غيرها. وهذه الضغوط في الاسرة او في المجتمع او غير ذلك فإذا مر الشخص بضغط نفسي مثل قرب الامتحانات النهائية او موعد الخطبة والزواج للشاب او الفتاة او ليلة الزواج او تعيين شاب في منطقة بعيدة عن ذويه الاصل انه يتوتر نفسيا وذهنيا وبدنيا وفي الغالب هذا التوتر يكون مناسبا مع شدة السبب ويخف اذا خف وهذا التوتر عند الشخص السليم السوي يحركه عمليا وفكريا الى ان يسعى الى تخفيف هذا التوتر ويتغلب على المشكلة فاذا كان الفرد متماسكا داخليا ونفسيته مستقرة وخالية من المشكلات فانه في الغالب يتغلب على هذا التوتر بسلام ونقول انه استطاع تخطي هذه الازمة واكتسب التكيف النفسي وتنتهي المشكلة لكن هناك فئات من الشباب لديهم مشكلة في التكيف النفسي وأهم سبب في نظري لهذا الاضطراب في التكيف هو التدليل الزائد والحماية الزائدة المبالغ فيها من قبل الاهل ولاسيما في الآونة الاخيرة مع ازدياد النعم والرفاهية لدى كثير من الاسر وهناك اسباب اخرى لضعف القدرة على التكيف كالحرمان العاطفي والقسوة الشديدة في التربية على الابناء والبنات من قبل الآباء والامهات.
ويضيف د. الصغير قائلا: فهذا الحرص الزائد والحماية المبالغ فيها تضعف القدرة على التكيف مع الازمات النفسية لاحقا وهذا مشاهد بكثرة ويبرز عند الازمات كما سأذكر في بعض الامثلة ومن الامثلة المشاهدة بكثرة في العيادات النفسية طلبة الصف الثالث ثانوي من البنين والبنات وجزء منهم كبير يكون مدللا من الاول ابتدائي الى الثالث ثانوي كل شيء مهيأ له ومحمي حماية زائدة تحرمه من بناء القوة النفسية والداخلية المسؤولة عن تحمل الازمات اذا جاءت ازمة الاختبارات والمثال الثاني هو عند الزواج والخطبة ومقدمات الزواج احيانا بعد الخطبة او بعد الملكة او الدخول في الليالي الاولى من الزواج او حتى بعد الولادة الاولى للزوجة فتكون المرأة متوترة وتظهر عليها علامات الاضطراب وعدم التكيف والمثال الثالث وهو في الآونة الاخيرة بدأ كثير من الشباب يتخرج مدرسا ولا يتعين في المدن الكبرى فتجده يحصل على التعيين اما في الشمال او الجنوب او الشرق او الغرب وقد كان طيلة حياته لا يبتعد عن اهله مدة اسبوع او اسبوعين او ثلاثة ولكن اضطر بسبب التعيين الى ان يبتعد عن اهله فتجده ثالث اسبوع رجع الى اهله قلقاً ومتوتراً وضيق الصدر يلفه حزن وكآبة وملل يسألونه ماذا بك؟ يقول لا اعرف يمكن يكون حسدني احد على حصولي على هذه الوظيفة ونراجع تاريخ هذا الشاب فتجد انه شخصية هشة محمية مدللة حتى ان احد هؤلاء الشباب يدرس في الجامعة يريد ان يعمل عملية الزائدة ذهب ابوه يدخل معه المستشفى وهكذا والبعض يقول هذه عين اصابتني فقد كانت العين الاولى وانا في ثالث ثانوي والثانية اصابتني عند الخطبة او الزواج واما الثالثة في وقت التعيين فيستمر التوهم دون دليل فلو جاء بدليل معين كأحد الاشخاص المعروف عنهم بالاصابة بالعين اصيبوا بكلمات معينة كان يمكن ان يقبل هذا الكلام اذا توفرت الدلائل ولكن هذه الشخصية الهشة سرعان ما تتأثر وتواجه مشاكل نفسية وتظهر عليها الاعراض النفسية وتميل الى تسويغ مشكلاتها بمبررات غير صائبة ناتجة من اضطرابات التكيف.
ليس من المصلحة البحث عن واسطة
د. عمر المديفر استشاري طب نفس الاطفال والمراهقين والطب النفسي العام يشير الى طريقة العلاج قائلا: المسألة واضحة فممكن التأقلم في الغالب بالتدرج وذلك بالانفتاح وعدم الانغلاق والتعلق بالبلد وعدم اعطاء الفرصة للنفس لتتأقلم.
ويضيف قائلا: كثير من الناس من يصبح همه فقط البحث عن واسطة والتحسر والتركيز على السلبيات ايضا في تصوري ان من مصلحة من التصاقه بوالديه شديد ان يبتعد لفترة من الزمن اما لدراسة الجامعة او العمل فهو حينئذ سيستفيد بالاعتماد على نفسه وعدم الانغلاق والانطواء داخل الاسرة وأردف يقول: يمكن ان يحدث صعوبات في التأقلم لكن عادة ما تختفي تدريجيا حينما يقاومها الانسان ويخرج من قوقعته طبعا من كان اصلا يعاني من حالات نفسية او قابلية وواجهته ظروف صعبة فقد يتأثر وتنهار نفسيته ويحتاج للمساندة لكن معظم الناس يمر بالتجربة ويستفيد منها كثيرا.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved