| مقـالات
كتبت منذ زمن من بعيد وفي هذه الصفحة العزيزة أشيد بمكارم أخلاق الشباب السعودي الذين يعملون في مطار الملك خالد الدولي بالرياض.
واليوم أعود لأكتب في الموضوع ذاته لاسيما ونحن في موسم يكتظ فيه المطار بالمسافرين ويحرص كل موظف على مضاعفة مجهوده لتقديم أفضل الخدمات.. كنت ضمن مجموعة المسافرين على طيران الخليج من الرياض يوم الجمعة الموافق 6/7/2001 رحلة رقم 162 والمتجهة إلى البحرين.. أخذت موقعي في آخر الصف الطويل ووقفت بانتظار دوري في الحصول على بطاقة صعود الطائرة وتسليم أمتعتي، لم تكن آنذاك امرأة تقف في ذلك الصف سواي فكل المصطفين قبلي هم من الرجال، لم أقف بضع دقائق حتى لمحت اشارة تمتزج بنظرة حانية من الموظف المسؤول طالباً مني أن أتقدم الصف.
ثم أتم لي إجراءات السفر بكل أدب ورفعة ذوق ورحابة صدر وسألني فيما إذا كنت بحاجة إلى أية خدمات أخرى.. هذه اللفتة الإنسانية وهذه النظرة الرائعة للمرأة واحترامها وهذه الخدمات المتميزة كل هذه الأمور مجتمعة دفعتني لأن اكتب كلمة حق عن هؤلاء الأشبال المنتشرين وراء طاولات الخدمات لتقديم كل ما في وسعهم لاثبات جودة تدريبهم ولارضاء ضمائرهم قبل كل شيء.. شكرت ذلك الشاب وألقيت نظرة سريعة على البطاقة المثبتة على صدر قميصه.. لأعلم بأن اسمه هو راشد الدوسري.
سبحان الله العظيم.. ذات الشخص الخلوق الذي دفعتني خدماته المتميزة للكتابة آنذاك. إن راشد الدوسري وكل من يتحلى بمثل أخلاقه الراقية في التعامل وتقديم أفضل الخدمات ليس سوى صورة مشرقة تدل على جودة التدريب وفاعلية الأداء والتعامل الحضاري المتميز وهذا ليس دليلاً على حسن التربية فحسب. وإنما على وجود إدارة واعية مدركة للدور الذي يؤديه الموظف موقنة بكبر حجم ذلك الدور وتأثيره على سمعة العاملين في هذا القطاع الحساس. ان ما قام به راشد الدوسري من خدمة سريعة ونظرة انسانية تنم عن احترامه للمرأة ولمكانتها في مجتمعنا الكريم أمر يستحق الذكر بالاشادة والثناء والتقدير لموقفه النبيل.. سائلة الله له ولكل العاملين بإخلاص ونقاء ضمير ان يسبغ عليهم واسع نعمه وان يجزيهم خير الجزاء.. ولعل ما يثلج الصدر وجود التشابه الكبير في أسلوب التعامل بين راشد الدوسري وجميع موظفي الخطوط الجوية السعودية أذكر منهم على سبيل المثال الأخ سامي العتيبي الذي قدم مثالاً رائعاً للموظف السعودي لاسيما وكنت مصطحبة معي بعض الضيفات من دولة البحرين العزيزة وكنا في طريقنا من الرياض إلى البحرين يوم الجمعة 29/6/2001 على رحلة الخطوط السعودية إذ كان تعامله معنا كنساء في غاية الرقي والإنسانية..
إذاً ليس غريباً على موظفي الخطوط الجوية العربية السعودية تلك المواقف النبيلة التي لا تعد ولا تحصى.. ولكن الغريب في الأمر هو اصراري على الكتابة للإشادة بموقف راشد الدوسري هذا الشاب الشهم فاكتشف بأنه هو ذاته الذي سبق ان كتبت عنه.. فما أروع الحدث الجميل حينما يتكرر.. وما أروع قول الرسول العظيم عليه الصلاة والسلام: «الكلمة الطيبة صدقة» و«تبسمك بوجه أخيك صدقة».
تحية حب وتقدير للشابين النموذجين راشد الدوسري وسامي العتيبي ولكل عامل مخلص يؤدي عمله بإتقان..
تحية شكر وتقدير من اعماق القلب إلى رأس الهرم في الهيكل التنظيمي الاداري للخطوط الجوية العربية السعودية والشاعر الهندي طاغور يقول:
اشكر المصباح الذي أضاء لك
ولكن لا تنس شكر حامل المصباح الذي يقف في الظل..
والله من وراء القصد.
جامعة البحرين كلية التربية
|
|
|
|
|