| مقـالات
- قال الأستاذ الزعارير )ص66(:
«إن محمد بن عبد الله بن رشيد تخلّص من أبناء أخيه طلال بقتله بندر )وصحتها بندراً( واثنين من إخوته، ولم ينج من القتل غير طفل لبندر اسمه عبد العزيز».
وعزا ذلك في الهامش إلى مخطوط العقود الدرية، الذي سمّى مؤلفه النجدي. ومؤلف هذا المخطوط هو مقبل بن عبد العزيز الذكير. وبالرجوع إليه يتضح انه لم يقل ما ذكر الأستاذ الزعارير أنه قاله، بل قال: إن محمداً قتل بندراً، وإن أتباعه مالوا على إخوة بندر وخدمه فقتلوهم. وقد أشار ابن عيسى إلى هذه الحادثة بقوله )ص74(:
«وفي هذه السنة )1289ه( قام محمد بن عبد الله بن رشيد على أولاد أخيه طلال وقتلهم، وهم خمسة، وترك أخاً لهم اسمه نايف كان إذ ذاك طفلاً.
والغريب في الأمر أن الأستاذ الزعارير قد ذكر أن محمداً قتل بندراً واثنين من إخوته، ثم قال ولم ينج من القتل غير طفل لبندر اسمه عبد العزيز )علماً بأنه ذكر )ص65( ان أولاد طلال سبعة. فأول الجملة يفيد بأن القتلى ثلاثة( بندر واثنان من إخوته. وآخرها يفيد بأنه لم ينج منهم إلا طفل لبندر! والأغرب من هذا أن الأستاذ الزعارير نفسه قد ذكر )ص 58( أن محمداً - بمساعدة حمود العبيد - قتل بندراً وإخوته إلا ولداً اسمه نايف.
- قال الأستاذ الزعارير )ص68(:
«بعد مقتل متعب بن عبد العزيز، سنة 1324ه، على أيدي حمود بن عبيد لم يبق من آل عبد الله بن رشيد إلا طفل صغير، وهو سعود الرشيد، الذي فرّ به أخواله من آل السبهان إلى المدينة المنورة».
وعزا ذلك إلى الدكتور غرايبة. وهذا القول غير دقيق. ذلك أنه بقي من ذرية عبد الله أفراد غير سعود بن عبد العزيز. بل إن الأستاذ الزعارير نفسه أشار )ص70(إلى كل من عبد الله بن طلال، وعبد الله بن متعب بن عبد العزيز، ومحمد بن طلال. وهؤلاء الثلاثة من ذرية عبد الله بن رشيد. وقد تولّى كل من عبد الله بن متعب ومحمد بن طلال إمارة الجبل في السنتين الأخيرتين من وجود تلك الامارة. أما عبد الله بن طلال فكان هو الذي قتل الأمير سعود بن عبد العزيز بن رشيد سنة 1338ه، لكنه قُتل بعد قتله سعوداً مباشرة.
- وقد جعل الاستاذ الزعارير عنوان الفصل الثالث من كتابه «نظام الحكم في عهد آل رشيد») مشتملاً على عناوين فرعية هي عهد الهيمنة( وهي الفترة الممتدة من سنة 1309ه إلى سنة 1318ه، وسيطرة محمد بن رشيد على الرياض، وطبيعة الحكم في الإمارة، وإدارة المقاطعات، وعسكر الإمارة، والموارد المالية للإمارة، والقضاء.
وفي حديث الأستاذ الكريم عما سمّاه عهد الهيمنة أشار إلى الخلاف الذي وقع بين أبناء الإمام فيصل، وقال 0ص86(: «كانت أولى الوقائع بين الأشقاء وقعة جودة سنة 1287ه. والصحيح أن الوقعة الأولى بين قوات عبد الله بن فيصل، بقيادة أخيه محمد، وسعود بن فيصل بأتباعه كانت معركة المعتلى في إقليم وادي الدواسر؛ وذلك سنة 1283ه».
- وكان مما قاله الأستاذ الزعارير )ص87(: «إن محمد بن رشيد تحالف معه حسن بن مهنا، سنة 1294ه، فأخذ يشن الغارات على القبائل وساعده الأيمن حسن المهنّا ومعه أهل القصيم».
والكلام السابق غير دقيق. فالذي حدث هو أن عبد الرحمن بن فيصل تنازل لأخيه عبد الله عن الحكم سنة 1293ه. وكان أمير عنيزة، زامل بن سليم، مؤيداً لأمراء بريدة السابقين من آل أبي عليّان ضد أميرها حينذاك مهنا أبا الخيل، ثم ابنه حسن. فدعا زامل الإمام عبد الله ليقوما معاً بالاستيلاء على بريدة. وقدم الامام في السنة نفسها إلى عنيزة، لكن حسن بن مهنا استنجد بالأمير محمد بن رشيد. وكانت النتيجة أن اصطلح الطرفان على أن يعود عبد الله بن فيصل إلى الرياض، ويعود محمد بن رشيد إلى حائل. وبعد تلك الحادثة أصبح الأمير محمد بن رشيد والأمير حسن بن مهنّا حليفين إلى سنة 1305ه ومن الثابت أن أهل القصيم لم يكونوا كلهم مع أمير بريدة حين تحالفه مع ابن رشيد. وممن لم يكونوا معه أهل عنيزة. وقد ذكر الأستاذ الزعارير نفسه )ص124( أن أهل عنيزة كانوا خارج ذلك التحالف!. ولقد انتقض الحلف بين ابن رشيد وابن مهنّا، وأصبح كل منهما عدواً للآخر إلى أن حدثت معركة المليداء المشهورة سنة 1308ه.
- ولقد تحدث الأستاذ الزعارير )90( عن معركة المليداء، ثم قال:
«ولما تمّ الأمر لمحمد بن رشيد على القصيم لم يبق له معارض في نجد إلا الإمام عبد الرحمن، الذي قبض على سالم السبهان ومن معه في بلد الرياض وحبسهم، فسار إليه ابن رشيد بجنوده من الحاضرة والبادية».
فهو يضع حادثة قبض الإمام عبد الرحمن على ابن سبهان بعد معركة المليداء. والصحيح أن هذه الحادثة وقعت قبل المعركة المذكورة.
- قال الأستاذ الزعارير )ص 94(:
«عند إخضاع الجوف في عهد عبد الله بن رشيد سنة 1234ه )وهذا خطأ والمراد سنة 1254ه( اكتفى عبد الله بدفع أهلها للجزية».
وأحال في الهامش إلى انه اعتمد في هذا على موزل. وبالرجوع إلى هذا المؤلف تبيّن أنه، وهو الأجنبي غير المسلم، استعمل اللفظ الصحيح. فلم يقل الجزية، التي تؤخذ من غير المسلم، - وأهل الجوف مسلمون - وإنما قال: إنه أجبر أهلها على أن يدفعوا إليه الزكاة. وعدم استعمال الأستاذ الزعارير لمثل هذه الكلمة استعمالا صحيحاً موجود في مواضع عدة من كتابه.
|
|
|
|
|