| مقـالات
قد يكون العنوان مألوفاً للأسماع لكنه في آثاره ونتائجه قد يكون أشد من المخدرات.. فصديق السوء.. مخدر لكنه لا يهرب ولا يتعرض مقتنيه للعقاب إلا بعد ظهور نتائجه. وكنا ونحن أطفال نقرأ في كتب المطالعة.. مثل هذا العنوان.. احذر صديق السوء. وقد قرأه من جاء بعدنا.. وستقرأه الأجيال القادمة.. ومع هذا.. فكثير من الشباب عندما يحذرهم أهلهم من صديق السوء فإنهم لا يحذرون ولا يتحذرون ويسقطون بسهولة في تلك الفخاخ السوداء. ويجرّون المتاعب لهم ولأهليهم.
وصديق السوء هذا.. قد تأثر من قبل بصديق سوء آخر ومشى على ذلك.. وصديق السوء نبتة خبيثة.. يزرعها ويسقيها شيطان ان لم يكن من شياطين الجن.. وهم جنود ابليس، فقد يكون من شياطين الإنس وهم كثر خاصة في هذا الزمان الذي كثرت فيه أساليب الإغواء والانحراف. لكن اصدقاء السوء يختلفون في مقدار التأثير ونوعية الوسائل.. وشيء أقل ضرراً من شيء. وتبقى الطامة الكبرى التي تجر لضياع العقل وغيابه، ومن ثم انهيار البدن وتفتته.. وتلاشيه.. وقد يجر الى القتل والاغتصاب كما هو سائد في اماكن كثيرة من العالم في هذا العصر.
وقد يتراءى للبعض ان الأمر هنا والتعرض له كمضوع لهذه الزاوية أمر انشائي.. لكنه.. والله انه الخطر القادم.. وستعاني الأسر من صديق السوء.. هذا الذي نستهين به ونرى انه ليس جديراً بالنقاش في ندوات ومحاضرات. لأن صديق السوء عضو شاذ في المجتمع، بعيد عن الدين الذي تستقيم به النفوس وترتدع.. وتمسك بجادة الخير والصواب. وهو ينشأ من تزيين العمل.. «أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا».. ولا أخطر ولا أضر من تصور الإنسان العمل السيىء بأنه الحسن وانه الأحسن. وهذا ما جر كثيراً من الشباب الى الخروج من محيط الأسرة ونصائح الوالدين والاصدقاء الراشدين. وقد عانى المجتمع الغربي من هذا اشد العناء خاصة اذا عرفنا كيف ينفصل الشاب في العالم الغربي من أسرته بعد بلوغ الثمانية عشرة. وكذلك الشابة، مع ان هذا العمر هو قمة المراهقة والفوران الشبابي.. ولذلك فقد ضاع كثيرون بسبب صديق السوء..
|
|
|
|
|