| مقـالات
.. ذلك التيه يتحول إلى شيء آخر..! يجيد «هو» فن الإحساس بالأحلام والتعبير عنها، بل يجيد دفن الحزن في عالم النسيان فينطلق محلقاً وفي عينه حيرة.. وفي داخله شعور يبحث عن مأوى..!!
إنه الإنسان العابر في ليل شتاء وهو الإنسان الذي يسير على أرض رمضاء بل هو الإنسان الذي يدفن الأحلام سراً وهو من يلمح الضياء في سماء مليئة بالسحاب وهو المقبل.. المدبر، وهو السعيد الشقي..!!
أشياء كثيرة تقف به.. في عالم تحلق أسراب الأمان نحو واقعه.. يراها قريبة يدنو منها ثم تبدو كالأوهام فتغادره إلى عالم مجهول..!! وتأتي مرة أخرى إليه إنه إنسان لم يفقد الأمل.. بل خطوته تحدو به إلى الأمام لأنه على يقين بأن الليل لا يبقى طويلاً كما أن الحلم الكذوب لا يدوم طويلاً..!!
إنه الإنسان الذي يرفض أن يعيش بحلم هزيل.. وأمل مفقود إنه الإنسان الذي يسير في كل الدروب حتى يجد ضالّته حتى يصل إلى شاطئه حتى يجد من يفهم لغته إنه الإنسان الذي يتحدى الصعاب.. ويقف في مواجهة ذاته يذيب كل شيء من أجل أن يكون شيئاً!!
إنه الإنسان الذي يدري ولا يدري .. يريد ولا يريد .. يخاف ولا يخاف .. يحب حينما يكون الإحسان إليه ويكره فيما تتضاعف الإساءة.. يأمن جانب من يشعر بصدقه ويخاف من يشعره بالزيف. إنه الكائن الذي يتكيف مع المكان والزمان، ينظر للآتي.. ينتظر أقدام السعادة..!!
إنه الأقرب إلى عالم المحيطين به حينما يألفهم والأبعد حينما ينفر منهم، انه الضوء حينما يعانق الأمل .. بل هو العطر الذي ينشر في فضاء الوجود حينما يكون قانعاً بما لديه راضياً بما قسم له من عيش وشاكراً لكل ما أُعطي.. هانئاً بالقليل.. ساعيًا إلى السلام في كل معاييره النفسية والاجتماعية!! حينها «سيجد» أنه وصل.. لما يريد. وأنه وجد ضالته وأنه حاطب نهار يجيد رؤية الوجه الآخر من السعادة بل ويجيد ممارسة أحلامه وشم رائحة الأمل حينما يسير إليه!!
|
|
|
|
|