| العالم اليوم
* القاهرة مكتب الجزيرة ريم الحسيني:
^^^^^^^^^^^^
احرزت المبادرة المصرية الليبية نقلة نوعية مهمة في المشهد السوداني نحو تطور جديد قد يفضي الى حل سياسي للازمة الوطنية السودانية ويوقف الحرب الاهلية.
^^^^^^^^^^^^
ورغم هذه المؤشرات الايجابية الا ان هناك عدة تحديات لا يمكن القفز عليها منها موقف الحكومة السودانية الذي اعتبر ان ورقة العمل التي تقدم بها الوسطاء المصريون والليبيون من تسع نقاط تفضي الى تفكيك النظام من حيث هي دعوة الى تشكيل حكومة موسعة من كافة الفرقاء السودانيين تكون آلية لاصلاح دستوري شامل في سياق مؤتمر دستوري جامع، وقد تناقضت اصوات المسؤولين السودانيين اذاء الورقة المقدمة من الوسطاء ما بين علي عثمان محمد طه النائب الاول للرئيس السوداني الذي اعتبرها تفكيكا للانقاذ، وبين نافع علي نافع وزير الحكم الاتحادي الذي قبلها تقريبا الا ان الموقف النهائي للحكومة السودانية قد تبلور عند الموافقة بعد ان تلقت الحكومة تطمينات من الوسطاء.
اما ثاني تحديات ورقة الوسطاء فهي القفز على حق تقرير المصير للجنوبيين وفصل الدين عن الدولة وهي مطالب اساسية للحركة الشعبية بزعامة جارانج.
من هنا فان اجتماعات تجمع المعارضة بالقاهرة على الرغم من قبولها وترحيبها المبدئي بورقة الوسطاء الا انها أبدت ثلاثة تحفظات اساسية لدولتي المبادرة صاغتها حسب معلومات حصلت عليها «الجزيرة» لجنة خماسية منبثقة عن هيئة القيادة برئاسة فاروق ابوعيسى وزير الخارجية السوداني الاسبق وتم تسليمها الى ممثلي دولتي المبادرة دون اعلان عن طبيعتها في ختام اجتماعات المعارضة بالقاهرة.
وعلمت «الجزيرة» ان ورقة العمل المصرية الليبية قد انطلت من اعتبار الموقف السوداني الراهن تعبيرا عن ازمة وطنية شاملة منذ استقلال السودان كما قدمت التعديلات صياغة مخفضة لمسألة فصل الدين عن الدولة المطروحة من قبل الحركة الشعبية في مفاوضات ايقاد فيما مررت ضرورة الاقرار بحق تقرير المصير لجنوب السودان في مقابل بند ورقة الوسطاء بالتأكيد على وحدة السودان ارضا وشعبا وعلى الرغم من التحفظات المصرية المعروفة على حق تقرير المصير واعتباره مقدمة للانفصال وصف السفير الليبي في القاهرة جمعة الفزاني ومحمد رفيق خليل مسؤول مكتب السودان بالخارجية المصرية الاجتماع مع ممثلي دولتي المبادرة بأنه ايجابي تم فيه الاشادة بأداء التجمع من حيث التفاعل مع مقترحات الوسطاء، وقد رشحت مصادر مستقلة ان يفتح الباب للتفاوض حول مطالب المعارضة في وقت لاحق خصوصا ما يتعلق منها باقرار المحاسبة عن المظالم التي وقعت في فترة الانقاذ وهو البند الثالث في ورقة تعديلات المعارضة.
منبر واحد
وقد أسهم اعتماد واجتماعات المعارضة في القاهرة على اجندة موحدة حول الحل السلمي الشامل حسب ما اكد رئيس التجمع محمد عثمان الميرغني في كلمته الافتتاحية للاجتماعات في اختفاء الاهلية السودانية على الرغم من ان رئيس التجمع يغفل ادانة منهج الحكومة السودانية في احتواء المعارضين وليس التفاوض معهم وقد عزز من هذه الاجواء ما أعلنه حاتم السر علي الناطق الرسمي باسم التجمع السوداني المعارض فإنه الى جانب المفاوضات المتوقعة فإن الرئيس مبارك قد اخذ على عاتقه في اثناء اجتماعه مع كل من محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني المعارض والدكتور جون جارانج زعيم الجيش الشعبي خلق منبر تفاوضي واحد للازمة السودانية عبر تدشين تعاون عربي افريقي ينسق ما بين مبادرة ايقاد والمبادرة المصرية الليبية.
وهو تحرك لابد ان يستظل بموقف امريكي دافع نحو حل سلمي في السودان يأخذ بعين الاعتبار المصالح الاقليمية لدول الجوار السوداني وهي المهمة التي نجح فيها وزير الخارجية المصري احمد ماهر حسب مصادر الخارجية اثناء مهمته الاخيرة في واشنطن.
وترجح المصادر المصرية نجاح مساعيها الراهنة في الجمع بين الفرقاء السودانيين على الرغم من عمومية ورقة العمل المقدمة للسودانيين،
حيث قالت هذه المصادر ل«الجزيرة» ان دولتي المبادرة قد حرصتا ان تجعل آليات الحل سودانية دون التدخل فيها مع بذل جهود في دفع الاطراف،
واضافت المصادر ان معظم الفرقاء السودانيين يعيشون ضغوطا لابد وان تدفعهم نحو حل متفاوض عليه فالحكومة السودانية قد بدأت تعاني من الآثار السلبية للقرار الامريكي بشطب أسهم شركات البترول العاملة في السودان وحرمانها من التداول في البورصة الامريكية فهو الامر الذي اسفر عن بدء اتخاذ شركة تاليمسان الامريكية في خطوات بيع حصتها الاستثمارية بالسودان لشركة بلدويني السويدية.
وفي الاتجاه المقابل فإن الحركة الشعبية لجنوب السودان بدأت تعاني من وجود اتجاه امريكي يسمى بالبناء المتواصل مع كل الاطراف وهو الاتجاه الذي دشنه مستر كروكر مدير معهد السلام بواشنطن وتبناه كولن باول وزير الخارجية الامريكي،
وعلى الرغم من اعتذار كروكر عن تولي مهمة المبعوث الامريكي للسلام في السودان الا انه ساهم بشكل فعال في تدشين اتجاهاته لدى قطاعات مهمة تتعاطى مع الشأن السوداني في الادارة الامريكية.
وبالتأكيد يضغط على كل الاطراف السودانية حاليا وجود اتجاه للرأي العام السوداني والعربي يجد ضرورة وقف الحرب الاهلية السودانية حيث تتحقق شروط المصداقية لاي طرف سوداني في طلب الدعم والعون الانساني والسياسي سواء في الاسرة العربية او الاسرة الدولية.
|
|
|
|
|