| وَرّاق الجزيرة
تتمة لما ورد في وراق الجزيرة الأسبوع المنصرم نحب أن ننوه أنه سقط من المواد التي كانت ضمن التحقيق الذي أعدته الزميلة منال بنت راشد عن هموم الباحثات في التراث الكلمة الخاصة بها، وكذا اجابة الأسئلة من قبل الدكتورة سعاد المانع؛ وهنا نورد مقال الأخت منال بنت راشد ويليه ما كتبته الدكتورة سعاد المانع مع الاعتذار للجميع.
لا يمكن ان يذكر دور المرأة في أي مجال من مجالات حياتنا إلا ويحتد النقاش بين مؤيد ومعارض بالرغم من ايماننا جميعا ان المرأة هي صانعة الأجيال وهي ركيزة من الركائز التي تقوم عليها الأمة والمسؤولة عن تقدمها أو تراجعها، إلا ان البعض ما زال ينظر اليها بقصور من حيث تفاعلها مع متطلبات حياتنا الاجتماعية بعدم مقدرتها على الفصل بين وظيفتها الأساسية في الحياة وبين كونها منتجة اجتماعيا وعضوة فعالة في خدمة بلادها، كل ذلك لا ينفي ما وصلت اليه المرأة في وقتنا الحالي وما يمكن ان تصل اليه في حدود تقاليدنا وأعرافنا المتداولة.. فالنظرة الخاطفة لصورة المرأة الباحثة تبين الكم الهائل الذي انتجته في خدمة بلادها واشباع رغباتها بالاضافة الى التميز الذي حصلت عليه بنظرتها الى تفاصيل الأمور البسيطة التي بحثت بها فكانت أكثر دقة في انتاجها.
اليوم نرى المرأة تسير في كافة المجالات مع مختلف مسيرات الحياة وقد أثبتت للكل أنها المربية والمعلمة فعليا فتقبلهاالمجتمع وتقبل انتاجها حتى بتنا نشاهد بروزها يوميا سواء كان اعلاميا أو صحفيا، النقطة الأخرى تكمن في الاستمرارية التي تتفرع الى فرعين:.
أولهما في الانتاج.. إذ لا يتحقق التقدم النسائي إلا بالاستمرار في البحث والتنقيب ومما أثلج صدري ما سمعته ان احدى الأخوات كانت تبحث عن كتاب فقد منذ أكثر من مائة عام. هذا البحث المستمر عن خبايا الأمور ما هو إلا دعم للانتاج النسائي عامة بحيث لا يعني وصولها لمنصب علمي التوقف والنظر في ضروريات العمل بتوقف الانتاج فهذا اجحاف بحق سنوات العلم والمعرفة للدولة التي تحتم عليها الاستمرارية. فيكون الانتاج متطلباً جهدياً يبرز الفعالية التامة للعنصرالنسائي رغم احلال قيود العلم.
الفرع الآخر للاستمرارية ويكمن في المراكز والدور الاجتماعية فلا يمكن ان نغفل الدور الاجتماعي الذي تقوم به من حيث العطاء من مكنوزات كتبها بالاضافة الى النشاط الثقافي الذي تعده بين حين وحين ولكنها تتصف بالخمول بين فترات عملها إذ لا نجد النشاط المستمر للأنشطة الثقافية هي متقطعة بين مد وجزر.
أما الآن نخوض وسط انتاج المرأة وما مدى ما توصلت اليه ورأيها هي كمنتجة في المجتمع وما واجهته في سبيل أبحاثها، فالكلمة منها ولها لتكون خطوة لمن بعدها فالمسيرة طويلة ومتشعبة وربما ما واجهته اليوم يندثر غدا وربما تكون خطوة ابتداء لمن بعدها فالمتأخر يهتدي الى ما لا يهتدي اليه المتقدم.
لنسعى لحضور شريحة تناقش وتفرض رأيها فهو موضع قبول أو رفض لتبين وتشرح نتاجها والحصيلة أننا أمام كم كبير من نماذج نسائية سعت لتحقيق مبتغاها فمنها من وصل ومنها ما زال يحصل وسط موكب من المحصلين والقضية هنا ليست قضية كم ولكن قضية حضور نسائي يفرض نفسه حاليا في مجتمع منغلق فأقبلت عليه المرأة من باب الحفاظ على الجوهر بتغيير في المظهر أصبحت العالمة والناقدة والشاعرة والكاتبة والباحثة المتحدثة اليوم باسم نسائي مدعم بالفخر لكل امرأة تنتمي الى هذا المجتمع الذي أصبح يعج بطبقة رائعة من النساء المثقفات والغاية هي الفائدة لازالة العائق والحضور التام. فقبل فترة من الزمن كنا لا نتقبل فكرة عمل المرأة وخروجها أما الآن فنراه ضرورة اجتماعية للمشاركة في تحمل أعباء الحياة ولم نكتف الآن بالخروج ولكن أردنا الانتاج ليتمثل لنا مجموعة نسائية تعد نعم المثل لنساء بلادنا التي حافظت على جوهرها النسائي المصحوب بأعمال نفخر بها أما غدا فلا نعلم الى أين ستصل هذه المسيرة وما هي المتطلبات القادمة لحضورها. يكفي اليوم أننا نسعى للأفضل ولم ندع الكمال ولم نكتف بما حققناه فالقضايا متعددة والمسيرة مستمرة.
المرأة والبحث هو موضع نقاشنا
د. سعاد بنت عبدالعزيز المانع أستاذ النقد الأدبي في قسم اللغة العربية/ كلية الآداب/ جامعة الملك سعود. لها عدد من الكتب المطبوعة مثل: سيفيات المتنبي، دراسة نقدية للاستخدام اللغوي، سكينة بنت الحسين، المرأة والنقد الأدبي في بدايات النقد الأدبي.
* هل وجدت الباحثة السعودية تعاون في جمع مادتها من المراكز ودور العلم؟ وما هي العقبات التي لم تستطع التغلب عليها؟
- لا أحسب ان المراكز ودور العلم هي موضع شك في كونها قد تحجم عن ان تقدم للباحثة التسهيلات الممكنة في الحصول على الخدمات المتصلة بالبحث العلمي سواء أكان يتصل بجمع المعلومات أم كان يتصل باجراء التحليل والاحصاء أم كان يتصل باستعمال المختبرات في حالة البحوث التطبيقية ولكن يمكن القول ان المكتبات الجامعية المكتبات العامة لا تتاح فيها فترة زمنية مساوية أو مقاربة للفترة التي تتاح للباحثين وان مراكز البحوث الجامعية في مراكز دراسة الطالبات ليست مهيأة بطريقة كافية تيسر للباحثات القيام باجراء أبحاثهن.
من هنا تظل أهم العقبات أمام الباحثات تتمثل في عدم تيسر الوصول الى المكتبات في أي وقت وكذلك تتمثل في عدم تهيئة مراكز البحوث للباحثات بصورة مكتملة.
* من خلال خوضك في الكتابة العلمية والكتابة الصحفية، أيهما الذي وجد صداه لدى القراء وكان أقرب للوصول لنتائج ترضينها؟
- يبدو لي غريبا هذا السؤال الى حد كبير فليس ثمة مجال للمقارنة بين الكتابة العلمية والكتابة الصحفية ان الذين يكتبون كتابة علمية يكون معيار النجاح فيما يكتبون هو ان يقدموا اضافة جادة الى الحقل العلمي الذي يبحثون فيه وليس المعيار هو صدى القراء والنتائج التي يرتضيها الباحث الجاد هي معرفته انه أسهم ولو بصورة صغيرة في نماء الحقل العلمي الذي يبحث فيه.
أما الكتابة الصحفية فمجالها مختلف جدا وهي بطبيعتها تتفاوت بين الكتابة في صفحات متخصصة في مجال معين وبين الكتابة في موضوعات عامة تتصل بحياة الناس ومشاكلهم. والكتابة التي أقوم بها هي من النمط الأول المتصل بالصفحات المتخصصة فأنا أكتب في الصفحة الثقافية في الوطن عمودا صغيرا كل خميس وأجد في هذه الكتابة مجالا للتعبير عن أشياء وبطبيعة الحال ليس من المقبول أن يحكم الانسان على ما يقدمه من كتابات.
|
|
|
|
|