أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 8th July,2001 العدد:10510الطبعةالاولـي الأحد 17 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

متمنياً على ابن إدريس أن يستجيب
نريد أن نرى معظم كتاباتك من هذه النوعية
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الموقر..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. آمل نشر هذا التعقيب.. مع الشكر.
الذكريات الشخصية.. نوع لذيذ من انواع «القصص الواقعية» البعيدة عن خيال الروايات و«القصص القصيرة».. حيث ان الروايات تعتبر من نسج الخيال البعيد عن الواقع فتأتي مختلطة وغير مفهومة لأنها اختلطت في ذهن الكاتب من حيث الشخصيات والأدوار أو على أقل تقدير صعب على القارئ فهمها لأنها تروى من غير مشاعر ومن غير احساس صادق.. الروايات مثل «التدريب» كالتدريب على الانقاذ بينما «القصص الواقعية» هي تجسد احداثا ومواقف حصلت فعلاً. وما دفعني إلى ذلك هو ما قرأته للأديب الكبير عبدالله بن إدريس في «3» حلقات عن ذكرياته مع «الفيصل» أي الملك فيصل الملك الشهيد رحمه الله.. كشفت هذه الحلقات على قصرها سر عظمة الملك فيصل رحمه الله واسكنه فسيح جناته حيث البساطة التي تذكرنا ببساطة خلفاء الأمة الإسلامية كالفاروق رضي الله عنه حين جاءه رسول كسرى فوجده نائما تحت ظل شجرة متوسدا كومة من الرمال.. وقال شوقي قصيدته المشهورة:
وراع صاحب كسرى ان رأى عمراً
بين الرعية عطلاً وهو راعيها
البساطة هي سر العظمة.. لأنها تزيل الحجب وتضع المحبة في القلوب فما نشر اوائلنا الإسلام إلا بتواضعهم للكبير والصغير.. هذا التواضع الذي اسر القلوب بدلاً عن المراءاة والكبر والتعالي.. لقد كانت مواقف ابن إدريس مع جلالة الملك فيصل مواقف نادرة فعلا وفيها روح التواضع حين قال الملك فيصل له وزملائه «تبون قدوع تمر..» وصمت جلالة الفيصل ومهابته حين مرت طائرته بمحاذاة جبل كلمنجارو الذي تجلله الثلوج فلم يزد على ان قال «سبحانه الخلاّق العظيم» ان هذه المواقف تعطينا فكرا نابضا عن ايمان الرجل في السبعينيات الميلادية كانت جماهير العرب تهدر من المحيط إلى الخليج في فترة من احلك فترات الصراع مع العدو الصهيوني برز الملك فيصل مناضلا في سبيل استعادة العرب لحقوقهم المسلوبة في فلسطين ودعم ثورة الرجال بالمال والرجال.. وكان موقفه حين قام بقطع امدادات البترول عن الدول المعتدية موقفا هز العرب من الاعماق وأثبت هذا السلاح جدواه من التصدي للعدوان والاحتلال.. ولله در الملك فيصل حين تمنى الصلاة في القدس فسقط من اجلها شهيداً.. يجب ان تكتب سيرة هذا الملك بأحرف من نور.. ومنها هذه المواقف الرائعة التي ذكرها الكاتب.. وأعود إلى عبدالله بن إدريس الذي أتمنى ان يستجيب لطلبي وطلب الكثيرين ممن اعجبتهم هذه الحلقات.. وجميع كتابات عبدالله بن إدريس القيمة وهو ان نرى كتاباً لمذكراته وذكرياته بحيث يكون معظمها من هذه النوعية من هذه المواقف مع جلالة الفيصل رحمه الله فهي مواقف شيقة ولا يمل القارئ من قراءتها فالسيرة الذاتية للكاتب وما مر عليه من الأحداث والمواقف تأتي عفوا وتخرج من الخاطر نثراً كالشعر. ان اسلوب عبدالله بن إدريس في رواية هذه المواقف اسلوب رائع جداً نتمنى ان نرى مثله في هذا الكتاب الذي أتمنى ألاّ يبخل علينا به كيف لا وهو يرأس أكبر ناد أدبي في المملكة وهو نادي الرياض الأدبي.
م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved