أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 8th July,2001 العدد:10510الطبعةالاولـي الأحد 17 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

رفقاً بالمجتمع أيتها الرئاسة
الأهداف في المجال التربوي أكثر حساسية
ان جميع الاعمال الاكاديمية والادارية والاجتماعية والمالية وغيرها سواء منها الفردية او الجماعية رسمية كانت ام شخصية المنظمة منها والارتجالية، وبعبارة اخرى اي سلوك يتم ممارسته من قبل الافراد او المؤسسات فإنما يتم ممارسته لغاية او هدف وقد يكون هذا الهدف سلبيا وقد يكون ايجابيا ودائما ماتكون الاهداف والغايات لدى المؤسسات والمنظمات ايجابية يراعى فيها تحقيقها ما سيعود على الافراد بصفة خاصة من فائدة بحيث يكون نتاجها النهائي في صالح المجتمع ليحقق اهدافه المرسومة.
واذا كانت هذه الاهداف في غاية الحساسية في مختلف المجالات الحياتية للمجتمع فانها في المجال التربوي اكثر حساسية مما يوجب على المنظمات التربوية والتي منها الرئاسة العامة لتعليم البنات الحذر من تحقق اي اغراض عكسية من جراء اتخاذ تنظيمات لم يتم دراستها بشكل تربوي بواسطة اخصائيين تربويين لديهم القدرة في استبصار النتائج المترتبة على ما يتم تسنينه من قرارات او انظمة.
لان بعض القرارات تظهر في ظاهره انها قرارات ادارية مما يدفع الاداريين الى الإقدام عليها في حين انها قرارات تربوية فهي ادارية في ذاتها تربوية في نتائجها وفي هذه الخاصية من القرارات تجعل الاداريين غير مؤهلين لسنها نظرا لما قد تحققه من غايات سلوكية غير حميدة وذات آثار سلبية على المجتمع يتحمل مسؤوليتها الافراد الذين فرضوها دون ادراك لعواقبها.
هذا ايضاح لوجهة النظر التي سنقوم بتطبيقها على ما تم ايصاله من تعاميم الى مدارس البنات هذا الاسبوع ليتم قياس ذلك عليها ومن ثم الكشف فيها اذا كانت قرارات صائبة ام العكس وللقارئ حرية الحكم على ذلك كما ان لرئيس تعليم البنات قياس ذلك ومن ثم اتخاذ القرار الذي يرى فيه المصلحة للمجتمع السعودي هذه الايام فهو مسؤول في ذلك.
الظاهرة:
لقد انتهت اختبارات المرحلة الابتدائية في مدارس البنات يوم الاحد 1422/3/11ه في حين انتهت اختبارات المرحلة المتوسطة يوم الاثنين 1422/3/12ه اما المرحلة الثانوية فقد انتهت الثلاثاء 1422/3/13ه وقد ورد الى مدارس البنات الابتدائية في منطقة الرياض وهي التي لدي علم بها تعميم يأمر معلمات المدارس بضرورة الدوام في المدارس كل يوم من الساعة الثامنة والنصف صباحا وحتى الساعة الثانية عشرة ظهرا ويستمر هذا الوضع حتى يوم الاثنين الموافق 1422/3/26ه علما انه تم تسليم النتائج وانهاء جميع السجلات الخاصة بالاختبارات يوم الاربعاء الموافق 1422/3/14ه في جميع المدارس اي انه على المعلمات مواصلة الدوام لمدة لاتقل عن 14 يوما للمرحلة الابتدائية والحال في مختلف المراحل مقارب لذلك الى حد كبير.
التحليل:
كما هو واضح من صياغة الظاهرة التي فرضها التعميم المذكور ان المعلمات سيحضرن الى المدارس بمنطقة الرياض لمدة اسبوعين بمعدل ثلاث ساعات ونصف الساعة في اليوم الواحد علما ان ذلك على حد علمي ينطبق على منطقة الرياض فقط ومن اجل تحليل ذلك بشكل علمي تربوي يجب ان نطرح عدداً من الاسئلة ونحاول الاجابة عليها.
س1 ماهي الاهداف التي تم صياغتها قبل صياغة التعميم المذكور «اي الغايات التي يجب ان تحقق خلال هذه الايام»؟
س2 ماهي المهام التي ستتولى المعلمات القيام بها خلال هذه المده؟
س3 اذا كان هناك عدد من المهام لكل مدرسة يجب انجازها خلال هذه المدة فما مقدار التناسب بين اعداد معلمات ومساعدات ومديرات المدارس وبين هذه المهام؟.
س4 ماهي الآثار السلبية في المدارس وفي المنازل في حال عدم وجود اي اهداف وأي مهام لهذا التعميم؟.
عند تحليل الاسئلة السابقة تحليلا نظريا دون اداة قياس ولكل قارئ حق التحليل والتوقع فاننا نقول وبالله التوفيق:
بالنسبة للسؤال الأول:
لايوحي التعميم الى اي اهداف معينة مدونة غير انه قد يوجد بعض الاهداف في ذهن صانع التعميم دون الافصاح به ولا اعتقد ان له الحق في ذلك حيث انه بالنسبة للاختبارات وسجلاتها فقد تم الانتهاء منها وبالنسبة لتسجيل الطالبات الجدد فقد بدأ منذ فترة طويلة تزيد على الثلاثة اشهر مما يسمح بالاعتقاد بعدم وجود حالات لم يتم قبولها في المرحلة الابتدائية الا نادرا اما بالنسبة للتسجيل فيما بين المراحل فانه بالامكان تخصيص ثلاثة الى اربعة ايام للتسجيل ويستغنى في ذلك عن جميع معلمات المدارس ويكتفى بالتناوب بين المساعدات ومديرة المدرسة والمشرفة الاجتماعية.
بالنسبة للسؤال الثاني:
فقد تضمن تحليلنا للسؤال الأول كثيرا من مضمون السؤال الثاني الا ان يكون هناك مهام نجهلها الا اننا نستطيع القول بان مهام المعلمات مرتبط الى حد كبير بوجود الطالبات الا في حال ماتتطلبه بعض السجلات الخاصة بالاختبارات وقد اشرنا الى انه تم انهاء مختلف السجلات الخاصة بذلك.
بالنسبة للسؤال الثالث:
اما وجود بعض المهام الذي يرى صانع التعميم بضرورة انجازها فانها لن تفوق في حال من الاحوال تلك المهام المناطه بالمعلمات في ايام الدراسة العادية نظرا لعدم توفر العنصر الرئيسي في العملية التربوية وهي الطالبة ومن هذا المنطلق فان ما قد يوجد من مهام سيكون محدودا بحيث يستطيع القيام به بواسطة إحدى عضوات المدرسة بالتناوب مثل المساعدات والمديرات والمشرفات الاجتماعيات نظرا لما هو مصنف لهن من مسؤوليات وصلاحيات.
بالنسبة للسؤال الرابع:
وهو الخاص بملاحظة وجود او عدم وجود آثار او نتائج سلبية لهذا التعميم وعندما نقول آثارا سلبية فان ذلك يعني احسان الظن لأن هذا المصطلح يتضمن ان هناك نتائج ايجابية يصاحبها بعض الآثار السلبية ولكن المصيبة تصبح اعظم عندما لايوجد اي نتائج ايحابية.
وهنا نستطيع القول جازمين من خلال ماخلصنا اليه من تحليل ان وجود المعلمات كل يوم بمعدل ثلاث ساعات ونصف الساعة في المدارس «من الساعة الثامنة والنصف حتى الثانية عشرة ظهرا» دونما عمل ينجزنه او اهداف واضحة لهن يحققنه فان ذلك سيترتب عليه من الضرر الكثير والكثير جدا ولن يترتب عليه من المنفعه إلا منفعه واحدة تكمن في الرضا النفسي لمن اتخذ هذا التعميم وبالامكان ملاحظة مدى الاضرار الاجتماعية المترتبة من خلال القاء نظرة او تخيل تلك الاعداد الهائلة من المعلمات اللاتي سيغادرن بيوتهن صباح كل يوم يحاولن وهن ماضيات في طريق المدرسة رسم الخطة لقتل هذه الثلاث ساعات ونصف الساعة من الفراغ وكيف سيلتقين بزميلاتهن في المدرسة وكم من الآلاف من الابناء والبنات قابعين في البيوت دون آباء او امهات، أولئك المعلمات يلتقين زميلاتهن في كل يوم في المدرسة دون عمل.
اما مايحدث في المنزل فانه ادهى وأمر فان خروج أولئك النسوة من بيوتهن كل صباح تعني تخليف الابناء والبنات الذين بدأت اجازاتهم واجازاتهن ولهذا نتائج سلبية كثيرة وكثيرة جدا فالاب في عمله والام في مهام السواليف في المدارس ولا رقيب ولا ملاحظ فهذا طفل السنة والسنتين يقضي يومه في البكاء اما طفل الاربع والخمس سنوات فيعبث بأحد الاجهزة الكهربائية وهذه او هذا طفل الثماني والتسع سنوات يحاول تجهيز وجبة افطار بين النار والكهرباء اما من يظهر أنه بالغ وهو في الثانية او الثالثة او الرابعة عشر من عمره فيخرج أو تخرج لزيارة او مصاحبة إحدى الزميلات او الزملاء.
فماذا تعتقد ان تكون النتائج الايجابية في المنزل جراء هذا وأترك الاجابة لك هنا ايضا أيها القارئ.
النتائج:
ان النتائج المتوقعة لهذاالتعميم ستكون عدم تحقيق اي اهداف ايجابية لاتربوية ولا غيرها بل سيتحقق الكثير والكثير جدا من الاهداف والغايات السلبية والتي لم تكن في الحسبان نظرا لعدم دراسة هذا التعميم قبل صدوره من المختصين التربويين المؤهلين كما ينبغي الاستبصار بالنتائج وللاعتقاد ان هذا قرار اداري اكثر منه تربوي.
فنقول رفقاً بالمجتمع من الاجراءات غير الواضحة وغير المدروسة.
احمد بن عبدالله الجبالي
مشرف تربوي

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved