أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 8th July,2001 العدد:10510الطبعةالاولـي الأحد 17 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

بعد أن ذكر بعض الحالات
معوقات الزواج.. الأسباب والحلول
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
لا شك أن الزواج سنة الحياة، ولولا الزواج لانقرض الجنس البشري وحتى الكائنات الحية عموماً فيها زوجان اثنان قال الله تعالى:« والله خلق كل دابة من ماء..» الآية رقم 45 من سورة النور. وقال تعالى:« ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة..» الآية رقم 21 من سورة الروم.
إن ارتباط الذكر بالأنثى عن طريق الزواج من الأمور الفطرية التي فطر الله الناس عليها؛ فالرجل لديه الرغبة الفطرية إلى المرأة والمرأة تبادله هذه الرغبة وكل واحد منهما يميل إلى الآخر.. ولا يمكن صيانة هذه الرغبة المتبادلة بين الاثنين إلا عن طريق الزواج الشرعي لأن الرجل بحاجة إلى المرأة والمرأة بحاجة إلى الرجل وكل واحد منهما يستفيد من وجود الآخر عن طريق العلاقة الزوجية الشرعية لأنهما يتبادلان المودة والرحمة.
ولكن من الذي يصنع المشكلات في طريق الزواج حتى يمتنع حصول الزواج بين الذكر والأنثى؟
إن الذي يضع المشكلات في طريق الزواج هو الذكر أو الأنثى لأنهما لم يتعاونا في سبيل الخير والسعادة لهما ولو تعاونا لإزالة المشكلات لم تظهر مشكلة واحدة.. ولهذا فإن الأطراف في سبيل وضع المشكلات أو ازالتها هم أربعة أطراف. ذكران وانثيان. أما الذكران فهما: الأب والشاب وأما الانثيان فهما الأم والبنت، فكل طرف من هذه الأطراف يضع مشكلة أوتوضع له مشكلة أو يساهم في حل مشكلة أو الطرف نفسه يضع المشكلة لنفسه في سبيل عدم الحصول على الزواج.
ولا شك أن هذه المشكلات متعددة يصعب حصرها ولكن هل عمل هؤلاء الأطراف الأربعة على تسهيل الزواج للراغبين فيه؟ أرجو ذلك. الطرف الأول في هذه المشكلة التي أنقلها للقراء الكرام من كتاب «أسرار في حياة العانسات» إعداد بثينة السيد العراقي قائد هذه المشكلة هو الأب الذي غلب عليه الطمع وضيّع الأمانة ولم يصنها على الوجه المطلوب ولم يقدر أن الحياة الدنيا هي أيام وليالٍ معدودات وهي في الأصل متاع زائل ولا بد من تركها بما فيها من خير أو شر ثم يواجه الانسان أعماله خيرها وشرها أحسن الله لنا خواتيم الأعمال الصالحة تقول المؤلفة بثينة صفحة «65 -66» «فهذه مدرسة في الخامسة والثلاثين من عمرها يمنعها أبوها من الزواج للاستيلاء على المرتب بعد أن أنفقت على جميع أشقائها وأخواتها من راتبها، وتزوج الجميع، ومازال الأب يرفض تزويجها طمعاً في راتبها». انظروا إلى هذه المكافأة من هذا الأب لابنته التي عملت طيلة حياتها من أجل اسعاده في المال فأكل المال ونسي أو تناسى صاحبة هذا المال وهي بنته فلو راقب هذا الأب الله وأدى الأمانة لأسرع في تزويج بنته ولكنه لم يفعل طمعاً في المرتب والله أعلم ماذا يحصل لمثل هذا الصنف من الآباء الطامعين في رواتب بناتهم العاملات.
الطرف الثاني في المشكلة هو بعض الأمهات لأن بعضهن قد تصد بنتها عن الزوج الصالح إذا كان الرجل لا يوافق نظرتها للمستقبل لأن المستقبل علمه عند الله وحده وهو الذي يعلم الغيب وما يحدث في حياة الانسان في مراحل حياته من غنى أو فقر أو حياة طويلة أو موت.
الطرف الثالث في المشكلة: الشاب حيث :« يرى بعض الشباب أن الزواج يحد من انطلاقه، ويقيد حريته، ولا يريد الزواج حتى يكون خالياً من المشاكل وخالي البال» صفحة 44 من كتاب أسرار في حياة العانسات. فهذا الصنف من الشباب هو الذي وضع المشكلة في طريق الزواج من خلال أفكاره الخاطئة وتهربه. أما الطرف الرابع فهي الفتاة: لأن بعضهن يفضلن الدراسة على الزواج وبعضهن يكون لديها طموح حتى تنسى نفسها إلى أن تصل إلى سن اليأس وعندئذ يفوتها قطار الزواج وبعضهن تريد زوجاً له مواصفات معينة في خيالها ولا يأتيها فارس أحلامها حتى يفوت القطار وهي تنتظر هذا الفارس!
وبعضهن «أصبح مستوى التدين والأخلاق من الأشياء الثانوية التي لا دخل لها في تقييم الزوج أو الزوجة عند الكثير» صفحة 14 من كتيب المجلة لشهر صفر عام 1422ه العدد الخمسون ولو قدرت بعض الفتيات طبيعة المرأة التي يكون لها عمر محدد «لأن نسبة الخصوبة عند المرأة تصل إلى القمة في سن الخامسة والعشرين، وبعد ذلك تقل تدريجياً حتى سن اليأس ونتيجة للاضطرابات الهرمونية التي تحدث في سن الانجاب المتأخر تصبح نسبة الحمل في تناقص مستمر وبذلك تزيد نسبة العقم عند المرأة كلما اقتربت من الأربعين» صفحة 49 من كتاب أسرار في حياة العانسات السابق ذكره.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن لماذا لا تتعاون هذه الأطراف الأربعة في سبيل اسعادهم جميعاً. لأن المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر أو كما ورد في الحديث الشرف، ولكن صاحبي يرى أن بعض الفتيات تكون هي نفسها عقبة في طريق الزواج ويروي صاحبي لي تجربته مع الطرف الرابع من الأطراف الأربعة التي ذكرتها وهي الفتاة: قائلاً «توفيت زوجتي وشعرت بالرغبة إلى زوجة تشاركني في حياتي ومع أسرتي فكنت اختار الناس الصالحين فتذكرت جاراً لي فعرضت عليه رغبتي في الزواج من احدى بناته فوافق ووافقت زوجته أيضاً على الزواج ولكن الرفض جاء من الفتاة نفسها مع أنها تجاوزت الخامسة والعشرين لأنها تعرف أن عندي أسرة وتجاوزت الخمسين من عمري وكل واحد حر في اختيار من يرغب الارتباط به وعلى الرغم من ذلك حاولت أن ترضى بي ولكن فشلت المحاولات وأنا أتمنى لها الخير وأسأل الله جل جلاله أن يرزقها بالزوج الصالح الذي يملأ حياتها سعادة وسروراً وأرجو أن لا تندم وإنما قلت ذلك تعبيراً عن شعوري بعد فشل المحاولات، ثم خطبت أخرى ووافق وليها ووافقت أمها ولكن الفتاة رفضت لنفس السبب السابق فحاولت ترغيبها ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
ويقول صاحبي: المهم أنني خطبت ثماني فتيات وكلهن رفضن الزواج رفضاً قاطعاً أما سبب الرفض فالذي يظهر أنه يتركز حول سببين ليسا مهمين وهما: الفارق العمري والأسرة ولم ينظرن إلى مسألة الدين والخلق لأن هاتين الخصلتين كانتا عندهن آخر ما يفكرن به بدليل أن الدين والخلق موجود وأن ذلك بفضل الله تعالى ولكن لم تشفع لي وعلى أية حال فالزواج كما يقال قسمة ونصيب ولا شك في ذلك».
هذه رواية صاحبي نقلتها للقراء الكرام كما رواها لي صاحبي بدون زيادة ولا نقصان والله المستعان.
ومع هذا لا بد من المساعدة على الحد من العنوسة ووضع الحلول لها وتيسير الزواج للراغبين فيه ولا بد من تعاون الأطراف الأربعة المذكورة في هذا المقال حتى نقضي على العقبات التي تعترض طريق الزواج أو التي توضع فيه من بعض هذه الأطراف الأربعة المذكورة.
ولقد أعجبني كتيِّب المجلة العربية لشهر صفر عام 1422ه العدد الخمسون والذي كان بعنوان «مشكلة العنوسة: الأسباب والعلاج» ولقد طرح الكاتب رفعت محمد طاحون في هذا الكتيب الأسباب والعلاج للعنوسة كما يراها الكاتب. ومن وجهة نظري أن الكاتب قد وفقه الله في هذا الكتيب وطرح أسباباً وحلولاً معقولة وليس كلامي هذا من باب الدعاية لشراء المجلة العربية التي تحمل هذا الكتيب ولكن هذه كلمة حق يجب عليّ قولها حسب وجهة نظري بعد اطلاعي على هذا الكتيب وتأملي فقراته ولقد توقفت عند الفقرة الحادية عشرة وملخصها :«التقصير في معاونة الشباب راغبي الزواج» وملخص الفقرة الثانية عشرة «قصور العلماء والمربين في التوجيه» صفحة 15 من هذا الكتيب ومن أراد التفصيل فهو موجود بهذا الكتيب وهاتان الفقرتان الحادية عشرة والثانية عشرة هما آخر الأسباب التي أوردها الكاتب في أسباب ظاهرة العنوسة ثم وضع الكاتب حلولاً للقضاء على العنوسة وتيسير الزواج للراغبين فيه ومن هذه الحلول التي ذكرها الكاتب الفقرة السابعة وملخصها :« تعاون الحكومة مع الشباب راغبي الزواج» ص29 الفقرة الثامنة وملخصها «معرفة الأثرياء للمعنى الحقيقي للزكاة» ص30.
ومع تقديري للكاتب إلا أنني أرى أنه من الواجب الاشارة إلى ضرورة حذف هذه العبارة من الكتيب ولعل رأيي خاطئ وهذه العبارة هي:« من هنا، فالأولى بالصدقات هم الشباب الذين لا يجدون عملاً ولا سكناً ولازوجة» ص31 ، لأن الصدقات التي وردت بالآية الكريمة حددت أصحاب الصدقات حسب ما قرره الشرع وانطبقت عليه الشروط التي وضعها العلماء سواء كان شاباً أو غير شاب وعلى أية حال فهذا ليس هدفي من هذا المقال وإنما هدفي هو المشاركة في وضع الحلول المناسبة للقضاء على العنوسة وتيسير الزواج للراغبين فيه ولعله من أفضل الحلول في هذا الشأن ما يلي:
أولاً: توفير العمل المناسب للشباب كل حسب قدراته سواء كان ايجاد العمل من الحكومة أو القطاع الخاص، وفي هذا التوفير الخير الكثير للشباب ويجنبه البطالة والفراغ ويجعل الشباب نافعاً لنفسه ولغيره وبالتالي ينتج عن ذلك الرغبة لدى كل شاب لتكوين أسرة عندما تتوفر ظروف العيش الكريم المناسبة.
ثانياً: ايجاد صندوق خاص لمساعدة الشباب على الزواج ويكون تمويل هذا الصندوق من الدولة ورجال الأعمال السعوديين الراغبين في عمل الخير.. ولعل هذا الصندوق يتخذ طريقين: طريق المنح بشروط وطريق الاقراض والتسديد بأقساط ميسرة من راتب الشاب المقترض.
ثالثاً: ايجاد مؤسسات خيرية لتشجيع الزواج من الداخل وتفعيل توجيه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الخاص بهذه المؤسسات والمنشور بجريدة الجزيرة الصفحة الأخيرة العدد رقم 10447 في 12/2/1422ه والقاضي بالعمل على تشجيع الزواج من الداخل بدلاً من الزواج من خارج المملكة ولا يخفى كثرة الأضرار التي تحدث من الزواج من الخارج الأضرار الاجتماعية والأضرار الأسرية والأضرار المادية.
رابعاً: اتفق مع الدعوة إلى تعدد الزواج بالشروط المعروفة شرعاً فإن وجود الزوج للمرأة خير لها من بقائها بدون زوج طيلة حياتها عانساً ثم بعد ذلك تكون عالة على أهلها فلعل الله يرزقها بذرية صالحة تملأ قلبها سعادة وسروراً حتى وإن كانت هذه المرأة رابعة لأنه من أهداف الزواج السامية العفاف والذرية الصالحة التي تكون من الأعمال التي تبقى بعد موت الانسان كما ورد في الحديث الشريف والتي منها «أو ولد صالح يدعو له» هذا ما تيسر لي في هذا الموضوع المكرر والمتجدد على مر الحياة والله يوفق العاملين لخير هذه المملكة..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سالم بن عبدالله العنزي
المدينة المنورة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved