عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد فلقد تابعت النقاش الدائر في الصفحات الرياضية خلال الاسابيع الماضية حول استشهادات الكتاب بآيات من القرآن مابين معارض له ومؤيد له والحقيقة ان الاقتباس فن بلاغي بديعي وتعريفه: ان يذكر الشاعر او الناثر شيئا من القرآن او الحديث من غير دلالة على انه من القرآن او الحديث.
قال الاحوص:
ستبقى لها في مضمر القلب والحشا
سريرة ود يوم تبلى السرائر
وقال القاضي منصور الازدي:
ولكنها الاقدار كل ميسر
لما هو مخلوق له ومقرب
قال الحريري: «انا أنبئكم بتأويله وأميز صحيح القول من عليله».
قال الحريري «وكتمان الفقر زهادة وانتظار الفرج بالصبر عبادة».
واستعمال الشاعر او الناثر للاقتباس يدل على ثقافته وسعة اطلاعه وتأثره بالفاظ القرآن او الحديث ومعانيهما ولايدل على الاستهزاء بهما اذ لا يمكن لاي مسلم ان يحدث منه مثل ذلك لكنني لحظت ان من كتبوا حول الاقتباس لم يفرقوا بينه وبين التضمين فالتضمين هو ان يضمن الشاعر في شعره شعرا لغيره مع التنبيه عليه ان لم يكن مشهورا.
قال ابن العميد:
وصاحبا كنت مغبوطا بصحبته
دهراً فغادرني فردا بلا سكن
كأنه كان مطويا على إحن
ولم يكن في ضروب الشعر انشدني
ان الكرام اذا ما اسهلوا ذكروا
من كان يألفهم في المنزل الخشن
ضمَّن ابن العميد قصيدته بيتاً لأبي تمّام وهو البيت الأخير.
ومن هنا يتضح الفرق بين الاقتباس والتضمين فالاقتباس خاص بالقرآن او الحديث والتضمين خاص بالشعر.