رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 8th July,2001 العدد:10510الطبعةالاولـي الأحد 17 ,ربيع الثاني 1422

منوعـات

محمد بن نايف بن عبدالعزيز الأقرب..
د. نضال الأحمد
* ^^^^^^^^^^^^^
في أثناء مكالمة هاتفية بيني وبين مدير مكتب سمو مساعد وزير الداخلية، بغرض متابعة حيثيات موضوع يخصني وأولادي، استفسرت منه عن مدى تطور موضوعي في الاتجاه الذي أتوقع فأخبرني بأنه لدى سمو الأمير..، وفضولاً مني كما هو فضول صاحب الشأن المستعجل في أمره الذي يجهل ما وراءه من أمور قد تؤخره ولا يدركها سوى المسؤول المباشر، سألته كيف يمكنني معرفة ما هو رأي سموه في الموضوع. فقال لي يسألني: ولم لا تسألين سمو الأمير شخصياً؟!
^^^^^^^^^^^^^
فضحكت في صمت اعتقاداً مني بصعوبة الأمر لأنني في كثير من المرات وأنا أحاول مكالمة أقل من سموه وظيفة وواقعاً اجتماعياً ولا أتمكن، فما بالي بهذه الشخصية في هذه الأهمية والمشاغل، التي احسب أنها لو استجابت لمكالمة كل ذي شأن لما وسعها الوقت. وحسبت أنه يحاول التخلص مني كأول ما يطرأ على ذهن أي فرد يراجع مكتباً على هذه الأهمية وتكاثف العمل، فسألته ذهاباً مع اقتراحه: وكيف لي أن استطيع مكالمة سمو الأمير؟ فقال: بكل يسر وسهولة، اتصلي بمأمور السنترال في وقت وجود سموه خلال ساعات الدوام الرسمي وليكن الآن فهو الذي سيقوم بالتحويل لمكالمة سموه. وفوراً فعلت كما قال، وكل هذا حدث في سرعة وتلقائية ودون أن أجهد أو يتبدد الوقت. ورد علي شخص بعد رجل السنترال، قلت: ممكن أن أتحدث إلى الأمير محمد بن نايف؟فقطع كلامي بصوت عطوف هادئ: أنا هو..، في تلك اللحظة أقسم بالله بأنني ألجمت، واختلطت علي مشاعري، لا أعرف هل أفرح بمكالمة سموه أم أحزن على أنني لم أتأهب لذلك الموقف؟ولم أجد الكلام الذي أردت متسلسلاً في ذهني قبل سماع صوته بكل يسر وعفوية وامتثال لحاجتي، إذ رفض لساني أن يساعدني على قول ما أردت قوله له، وكلما اردت الرد على استفسار سموه عما اريد أعجز، لكن سموه من سماعه لاسمي عرف موضوعي وهذه ميزة هامة اكتشفتها فيه، وهي من أهم مقومات رجل المسؤولية في مكان سموه، وهو يرد على تلعثمي بكلماته بالغة العطف والحنان، فأصمت مجهشة في البكاء... يناديني سموه بالدكتورة، والأخت الفاضلة، وإني لم أعرفه بنفسي، فإنسان مسؤول باهميته ومستواه يتذكر القضايا بحذافيرها وبأسماء أفرادها ويسردها لي في محاولة «تطمين» وتيسير دون أن يذكروه هم بأنفسهم لهي مواقف رائعة تثبت أحقية هذا الأمير المميز بهذا الموقع الحساس، ومثل هذا الموقف لا يأتي من أي شخص، إنما جاء من سموه ، حفظه الله، فهو شخص بذكائه وعطفه وكرمه واهتمامه وقربه من الجمهور على هذا النحو يؤكد اهتمامه بعمله بقلب واسع وصدر رحب، ولقد كان بموقفه ذلك قد شجعني على قول ما عندي مما لم احتج فيه إلى تفصيل إذ عفاني من هذه المهمة بإدراكه لها.. كما أنه وضعني في إطار الامتنان والشكر والاعجاب والدعاء له وبه.. إذ كان سموه في تلك المكالمة يجيبني عن اسئلة لم أطرحها لأنه سموه لشدة حرصه كان يعرف سبب مهاتفتي له وما هي حاجتي عنده، فبدلاً من أن أرد له دين أفضاله علي وعلى أولادي بالشكر له ، خرجت مديونة له بأكثر من السابق بما لا استطيع أن أبينه من الامتنان له والشكر فقط الذي يستحق منه الدعاء المستمر، وما كان لي إلا محاولة تسديد الدين «الذهب»، بأغلى ما أملك وهم أولادي أقدمهم فداء لهذا الوطن بكل من فيه حكومة خادم الحرمين الشريفين ورجالاً أفذاذاً في سدة المسؤولية ومنهم ابني صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيزفداء لهذا الوطن الذي يعمل مسؤولوه ليلاً ونهاراً من أجل المواطنين، ولمواقف نبيلة كان يمثلها هذا الأمير الشهم الذي يعتبر مشكلة كل مواطن هي مشكلته الخاصة.
ثم لا أنسى موقفه مع ابني ابتعث للدراسة بعد تفوقه المميز في كندا، إذ لم ينس سموه في نهاية المكالمة أن يوجه لي سؤالاً زاد ديني له وطوقني به إذ قال : كيف ابننا في كندا!
هذا هو محمد بن نايف، هذا هو الأمير الإنسان..
هذا هو صاحب السمو الخلقي والشعوري، ...
هذا هو صاحب السمو في المسؤولية والاحساس بالآخرين،....
هذا هو صاحب السمو الملكي الأمير الشاب النابه الواعي القريب من كل ذي أمر...
صاحب القلب الكبير الذي يحمل قلبه ألم كل مواطن قهرته الظروف، وأذاه الوقت، وتكالبت عليه المحن، ولا أقول سوى أنه المعين على قهرالظروف، المزيل لأذى الوقت، المخفف من تكالب الويلات..
وهذا ليس غريباً على سموه ولا على أولياء الأمر فما هو إلا من هذه الشجرة الوارفة ثمرة تدل على الجذور وتشير إلى روائها بما يعجز قلمي التعبير به عن الكلمات التي لا ترقى إلى جلال الموقف الذي كنت فيه إلى محمد بن نايف على الهاتف، أعجز عن الوصف، وعن الشكر، فالله وحده أسأله له من العطاء الجزيل والحفظ والتوفيق والعون وجعله دوماً عزيزاً بما يمنحه للآخرين من الإعزاز وقريباً بما هو الأقرب إلى القلوب في مواقف الحياة.
وليحفظ الله ولاة أمرنا...
والله الموفق

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved