أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 8th July,2001 العدد:10510الطبعةالاولـي الأحد 17 ,ربيع الثاني 1422

الاخيــرة

وتاليتها...؟
أ.د هند ماجد الخثيلة
الوصول إلى القمة لا يعتبر معجزة، فبشيء من التصميم وبقدر من الإعداد، وبقليل من الحظ ،قد تتهيأ القمة لرائدها والساعي إليها حتى وان استلزم ذلك عناء طويلا، واحباطا متكررا، وحربا لا هوادة فيها مع الصعوبات والعوائق، لكن المهم ان الوصول ليس بمعجزة وإلا لما وصل الكثيرون.
المعجزة تكمن في المحافظة على الوجود في هذه القمة، بشرط ألا يكون الوصول إليها مصطنعاً أو مهدىً من «سين أو جيم» وألا يكون الوصول كيديا كما كانت تفعل بريطانيا في أثناء استعمارها لخلق الله «أيام بريطانيا العظمى».
عندما كان الإنجليز يحسون بأن فلانا من الناس وبخاصة أولئك الذين ينتسبون للجيش المحلي الواقع تحت السيطرة الإنجليزية، والذين يخشى جانبهم على مطلق السيطرة الاستعمارية كان الإنجليز يعمدون إلى التقرب من ذلك الشخص، فتنهال عليه الترقيات بمناسبة وبدون مناسبة، بحيث لا تمضي سنين قليلة - إن لم تكن شهورا - إلا ويصبح في منصب عال بمستوى منصب القمة، وما تحتاجه من مظاهر اجتماعية استثنائية على كافة المستويات، فهو قد أصبح بحاجة إلى سائق وإلى مرافق وإلى من يحمل له حقيبته ويمسح له حذاءه، حتى إذا عاش في هذا المناخ الطارئ، وأحس بالنعيم «الإنجليزي» وأدرك الإنجليز انه لا يستطيع العودة إلى سابق عهده، صدر أمر فوري بإقالته من الجيش ونزع كل المكتسبات التي تحيط به، فيجلس إذ ذاك غير قادر على التكيف مع وضعه الجديد، ولا يمضي وقت طويل حتى يضع رصاصة في رأسه واضعاً حداً لهذا الصراع الذي وجد نفسه فيه فجأة وهو عديم القدرة على التصرف حياله بما يحفظ له الوجه الاجتماعي المصطنع الذي صدق ساعة انه وجهه حقيقة.
كثيرون هؤلاء الذين يصلون هذه الأيام - كما وصل ذلك الجندي - ولكن بدون استعمار إنجليزي، انهم يصلون باستعمار من نوع جديد هو حب الظهور والوصول، ولو على حساب الكرامة والذات، وفي الوقت نفسه تقل حظوظ المؤهلين للوصول، لا لشيء إلا لأنهم يكرهون الاستعمار والمستعمرين، ويقدرون ذاتهم ويحفظون كرامتهم، ويرفضون رفضاً قاطعاً ان يقفوا أمام أي سطح عاكس فيروا وجوها غير وجوههم الحقيقية التي يؤمنون انها هي المؤهلة للوصول لا غيرها. قد يطول الزمن أو يقصر «فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض» «الرعد 17»، ولكن قلة أولئك الذين يصدقون ذلك عن ظهر قلب.. وتاليتها؟!!.
hendmajid@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved