| القرية الالكترونية
* الجزيرة مندوب الجزيرة:
خلص باحثون يدرسون العلاقات الإنسانية عبر شبكة الانترنت إلى أن احتمالات كذب بعض الاشخاص على الانترنت أكبر من احتمالات كذبهم إذا ما واجهوا غيرهم وجها لوجه. جاء ذلك في موقع بي.بي.سي اون لاين الاخباري.
كما وجدوا أن احتمالات تغيير أي مستخدم للانترنت لهويته الحقيقية مثيرة للدهشة فالانترنت توفر الغموض، الذي يكون ضروريا في بعض الاحيان مثل مناقشة القضايا السياسية والثقافية أو بعض القضايا الحساسة، لكن هذا الغموض يمكن استغلاله أيضا لتحقيق مكاسب عاطفية، شخصية أو مادية. قصة كيسي نيكول أثارت جدلا كبيرا فيما يتعلق باستغلال الانترنت. فكيسي كانت فتاة مراهقة مصابة بالسرطان لها موقع على الانترنت بعنوان اللون المتجدد، وكانت تكتب يومياتها على هذا الموقع ولعدة سنوات أصبح الكثيرون من زوار الموقع اصدقاء لكيسي يشاركونها آلامها وصراعها مع السرطان، وعلى الرغم من أن أحداً لم يقابل كيسي وجها لوجه أبداً فإن الكثيرين أصيبوا بحزن شديد عندما خسرت كيسي معركتها مع المرض.
لكن الصدمة الأكبر لهؤلاء المتعاطفين معها جاءت عندما عرفوا بعد اعلان وفاتها بوقت قصير أن كيسي ليس لها وجود من الأساس.
فبعد أن بدأ عدد متزايد من الناس الاعراب عن تعاطفهم مع محنة الفتاة الصغيرة، وجدت كاتبة المذكرات، ديبي سوينسون، انه لا مفر من الاعتراف بالحقيقة.واعترفت بأن الصور التي كانت تزين الموقع هي لفتاة مراهقة بطلة في كرة السلة لا تعرف ان صورها تستغل في أمر مثل هذا، وأنها هي التي كانت تكتب المذكرات.
ودفعت الصدمة زوار الموقع لمناقشة حقيقة الانترنت بعد عامين من الاعتقاد بوجود كيسي نيكول والتعاطف معها.
وكتب أحد المتعاطفين مع مريضة السرطان المزيفة رسالة تلخص المشاعر قال فيها: كانت تلك قصة مزورة مزقت قلبي، كيف يجرؤ أحد على تحميل قلوب وعقول جميع هؤلاء المتعاطفين والمهتمين مثل هذا الألم.
وتوضح القصة سهولة خداع الآخرين على شبكة الانترنت، لكن إلى أي مدى يجب أن يحتاط مستخدمو الانترنت ممن يلتقون بهم على الشبكة العالمية؟وتقول جوديث دوناث مديرة جماعة أبحاث وسائل الاعلام ان توخي الحذر ضروري، لكنه ليس سهلا على شبكة الانترنت كما هو في الواقع.
وتضيف ان في الواقع كل شخص له هوية واحدة واضحة، لكن على الانترنت لا يوجد ما يلزم المستخدمين بأن تكون لهم هوية واحدة.
وتتابع قائلة انه في المستقبل ربما تشتد الحاجة للجوء لتوقيعات اصلية معترف بها للدخول على الشبكة ويعتقد المدافعون عن علاقات شبكة الانترنت ان التعرف على شخص آخر عن طريق تبادل الافكار والمشاعر قبل رؤيته وجها لوجه أمر ايجابي، لكنه متاح أمام كل من تسول له نفسه استغلاله ففي غرف الدردشة مثلا يمكن للمستخدم تغيير اسمه ونوعه وجنسيته وحالته الاجتماعية بضغطه زر وقصص من خدعوا في علاقات غرامية بدأوها على الانترنت تملأ صفحات الجرائد، كما ان قصة مثل قصة كيسي نيكول يمكن ان تتسبب في مشكلات عاطفية لمن يصدقون فيها.
ويقول بيل توماس مستشار الانترنت ان الخط الفاصل بين هوية الشخص الحقيقية وهويته على الانترنت غامضة، لكن إذا بدأ الانسان في الاهتمام بشخص ما فعليه التحري عنه بدقة أكثر لتجنب الألم والوقع في المشكلات.
|
|
|
|
|