غَلَتِ المراجل من لهيب النارِ
وسرى ضرام الهول في الآثارِ
روحي تأجَّجُ بالخطوب وخافقي
متخضبٌ بالدافق الموّارِ
ألقيت في لجج الجحيم حرائري
والزند من هول الفجيعة وارِ
فجرتْ دماء الأبرياء زكيةً
يسقي جداولها نجيع صغاري
ولبستُ ثوب الهول لم أحفل بما
ألقاه من كيد العدا الكُبَّارِ
ورويتُ من سفر البطولة قصةً
مكتوبة بعزائم الأحرارِ
علَّمتُ كلَّ مقاتلٍ معنى الفِدا
والروع عند تكأكؤ المِغوارِ
وتركتُ كلّ مدججٍ صلب الخُطا
يخشى النزال على شفير هارِ
* * *
أنا مقدِسُ الإسلام تاجُ دياره
المجد مجدي والفخار فخاري
أنا ثالث الحرمين مسرى أحمدٍ
معراجه للواحد القهّارِ
أنا في حياض الدين طودٌ شاهقٌ
النور فيه حقيقتي وشعاري
أرضٌ مباركةٌ.. نقيٌّ تُرْبها
وردٌ مفتّحَةٌ وماءٌ جارِ
* * *
يا مسلماً فيه الإباء سجيةٌ
أقبلْ إليَّ كهبّة الإعصارِ
ها شعلةَ الأمجاد يا ابن ضيائها
أشعل ضرام العزم في الأمصارِ
أقبل فديتك مثل سيلٍ جارفٍ
يطوي القرى في موجهِ الهدَّارِ
فيه الكماة الصِّيد يقدُمُ زحْفهمْ
عزماتهم تطوي المدى بدمارِ
من كل أشعث عاقدٍ بمينه
قسماً بأن يذكي لهيب الثارِ
اقبل فدتيك وامْحُ كل تخاذلٍ
لا تبق في العَرَصاتِ من ديارِ
فإذا بلغت النَّهر في جريانه
وتردّد التكبير في الأغوارِ
فاسجدْ بأرضي معلناً تحريرها
من نير هذا الفاجر الغدارِ
هذا النداء يفتح في أرض الفدا
شخصت له مشتاقة الأبصارِ
أسرج له الخيل الضوامر في السُّرى
واسكب على سمع السُّها استنصاري