| المجتمـع
* الرياض سمر النصار:
لقد ازداد الاهتمام مؤخرا في الأوساط العلمية والطبية بمدى تأثير استخدام الألمنيوم على الصحة وارتباطه ببعض الأعراض المرضية الخطيرة.
مما زاد تركيز الباحثين على دراسة وبحث على سمية الألمونيوم في بعض الأوساط المائية التي تعتبر من مكونات الأطعمة.
ففي عام 1921م سجل الدكتور سبوفورت أول حالة تسمم مرتبطة بالألمنيوم إلا ان تأثير سمية الالمنيوم على الصحة لم يجد اي اهتمام إلا عام 1972م عندما لاحظ سبوفورت ورفاقه التأثير الضار للألمونيوم في أحد مراكز العلاج لديلزة الدم على مرضى تبول الدم حيث تم استخدام هيدروكسيد الألمنيوم وظهرت أعراض مرضية ارتبطت بالألمونيوم مثل اختلال العظام والمفاصل، وضعف العضلات وخرف الشيخوخة بعد حوالي ثلاث إلى سبع سنوات من العلاج في عام 1994م اثبتت دراسة يوكل ان الألمونيوم يتراكم في الأنسجة العظمية .
كما يتركز في الكبد والطحال والدماغ، وبالرغم من اعتباره منذ بداية الثمانينات أحد السموم العصبية إلا ان الباحثين اختلفوا في تحديد علاقته بمرض الزهايمر فمنهم من اعتبره المسبب الرئيسي ومنهم من اعتبره مسببا لبعض الاختلالات العصبية الشبيهة بمرض الزهايمر. وقد كان ل«الجزيرة» حوار عن تأثير سمية الألمونيوم على الصحة مع الدكتورة والباحثة ليلى عبدالكريم الجهيمان قسم الكيمياء كلية العلوم جامعة الملك سعود نقدمه في الأسطر التالية:
* أين توجد مادة الألمونيوم؟
يعتبر الالمونيوم من اكثر المعادن انتشارا حيث يوجد في الصخور والقشرة الأرضية وفي المياه الجوفية والسطحية وحتى في الهواء، أما في الانظمة الحيوية فإنه يوجد بكميات قليلة جدا وليس له أي دور مهم في العمليات الحيوية الطبيعية، ويوجد في القشرة الأرضية في مركبات مثل الشبه، وسليكات الألمونيوم، والبوكسيات، والكريولايت، واكسيد الالمونيوم المحتوية على آثار قليلة من بعض المعادن بصورة أحجار كريمة مثل الزفير، والياقوت والتركواز، كما يوجد في ذرات الغبار في الهواء بصورة سليكات الألمونيوم، ويصل إلى المياه الطبيعية من اذابة مياه الأمطار لمركبات الالمونيوم الموجودة في الصخور والقشرة الأرضية وتزداد نسبته في بعض المناطق عند وجود الأمطار الحمضية، وبذلك يدخل الألمونيوم بنسبة بسيطة إلى الدورة الغذائية للنباتات العشبية والحيوانات آكلة الأعشاب، كذلك أوراق الشاي وفول الصويا لديها قابلية عالية لامتصاص الالمونيوم من التربة، أما في مياه الشرب فتزيد نسبة الالمونيوم بسبب استخدام كبريتات الالمونيوم في تنقية المياه لازالة بعض المواد العضوية.
* ما العوامل التي تساعد على تآكل أواني الطبخ المصنوعة من مادة الالمونيوم؟
من المعروف ان تآكل المعادن عموما يتأثر بالعوامل التالية:
درجة الحموضة «ph»، درجة الحرارة، الزمن، وجود عوامل مسرعة للتآكل، وجود غشاء الأكسيد على سطح المعدن.
وبالنسبة للألمونيوم فهو يتميز بوجود غشاء من الاكسيد «اكسيد الألمونيوم» على سطح المعدن مما يعطيه حماية من التآكل ولكن هذا الاكسيد يذوب عند وجود عوامل مسرعة للتآكل مثل ملح الطعام، كما يذوب هذا الاكسيد عند زيادة درجة الحموضة وعند انخفاضها .
أما عند الوسط المتعادل فإن ذوبانه بسيط جدا، ومن المعروف ان درجة الحموضة في وسط الأطعمة هو حوالي ph4.5 وهو وسط شبه حمضي، وعادة تحتوي الأطعمة اثناء الطهي على المواد الحمضية مثل الطماطم وحمض الليمون الموجود في بعض الخضار والفواكه وكذلك منتجات الألبان التي تحتوي على بعض الأحماض، ومع درجة الحرارة العالية أثناء الطهي وزيادة الزمن إلى أكثر من ساعة وهو ما يميز الطبخ الشرقي .
فإن هذه الظروف تؤدي جميعا إلى ذوبان طبقة الأكسيد وتنقرها وهو شيء ملاحظ كثيرا على اواني الطبخ المصنوعة من الالمونيوم، ومن المهم ملاحظة ان استخدام رقائق الالمونيوم في تغطية الأطعمة المحتوية على مواد حمضية اثناء الطبخ أو تغطيتها عند حفظها في الثلاجة يؤدي إلى طبقة الأكسيد وتنقرها.
* ما التأثيرات الضارة بالصحة لمادة الألمونيوم؟
لقد تم تأكيد التأثير الضار للألمونيوم على الكائنات الحية عند تجاوزه تراكيز معينة واعتباره من السموم العصبية منذ الثمانينات، إضافة لتأثيره على صحة الإنسان حيث يتراكم في الأنسجة العظمية والعضلية، كما يتركز في الكبد والطحال والدماغ، والإنسان العادي قد يستطيع التخلص من الالمونيوم الداخل إلى الجسم ولكن مرضى الكلى والأطفال وكبار السن قد لا يستطيعون ذلك.
* ما الكمية المسموح بها يومياً للكبار والأطفال، وكم تصل نسبة السمية في الجسم؟
ان مقدار الاستهلاك المحتمل الاسبوعي الذي وضع من اللجنة المشتركة لخبراء ومضافات الأطعمة، ومنظمة الصحة العالمية fad التي حددت استهلاك الالمونيوم الاسبوعي «7 ملجم/كيلوجرام من وزن الجسم» وبذلك تكون النسبة للشخص البالغ «وزنه 60 كجم» حوالي 420 ملجم/اسبوع» أي حوالي 60 ملم/يوميا . أما بالنسبة لطفل وزنه «10 20كجم» فيكون مقدار الاستهلاك المحتمل الاسبوعي 70 140 ملجم/اسبوع أي 10 - 20 ملجم/يوميا.
ويتضح من نتائج هذه الدراسة استخدام اواني الالمونيوم في الطبخ يضيف للجسم كمية تمثل الحد الأقصى المسموح به يوميا للأطفال ونصف الكمية المسموح بها يوميا حسب تقدير منظمة الصحة العالمية، ومنظمة fad لذلك فمن الضروري الحرص عند استخدام اواني الألمونيوم في الطبخ واستبدالها بأوعية أكثر أمانا خصوصا عند استخدام ملح الطعام أو لأغذية المحتوية على الاحماض، ومن الجدير بالذكر ان هناك اختلافا حول تحديد الاستهلاك المحتمل الاسبوعي حيث يعتقد بعض الباحثين انه يبلغ 10 15 ملجم/يوميا للشخص البالغ، 6 ملجم/ يوميا للطفل وهذه الكمية القصوى المسموح بها ويجب ألا يرافقها أي زيادة أخرى من الطعام أو الماء أو الدواء.
|
|
|
|
|